سورية: الدفعة الأولى من مهجري القلمون تصل ريف حلب

سورية: وصول الدفعة الأولى من مهجري القلمون إلى ريف حلب

22 ابريل 2018
القافلة ضمت 1300 شخص (سمير الدومي/فرانس برس)
+ الخط -

وصلت، اليوم الأحد، الدفعة الأولى من مهجري القلمون الشرقي بريف دمشق، إلى مدينة الباب في ريف حلب شمالي سورية، وذلك في إطار اتفاق مع روسيا، يقضي بترحيل مقاتلي الفصائل المعارضة في تلك المنطقة مع عائلاتهم.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ قافلة تضم نحو 1300 شخص، ضمن 36 حافلة، من بلدات جيرود والناصرية والرحيبة بالقلمون الشرقي، دخلت من معبر أبو الزندين إلى مدينة الباب، متوجهة منها إلى مدينة جرابلس شمالي سورية.

ولم يُعرف، بحسب المصادر، ما إذا كانت جرابلس، الوجهة النهائية للقافلة، أم أنّها ستتوجه منها إلى قضاء عفرين، كما حصل سابقاً مع مهجري مدينة الضمير الذين وصلوا، قبل يومين، إلى ريف حلب الشمالي، واستقروا في مخيمات بناحية جنديرس التابعة لعفرين.

يأتي ذلك بعد أن توصلت فصائل المعارضة السورية، يوم الخميس، إلى اتفاق مع الجانب الروسي يقضي بخروج الفصائل وأهالي القلمون الشرقي، نحو ريف حلب الشمالي، ودخل الاتفاق حيز التنفيذ، يوم الجمعة.

واتفق الجانبان على وقف إطلاق النار، وتسليم السلاح الثقيل، وتسجيل الراغبين بالمغادرة، وتنظيم عملية خروجهم من قبل الجانب الروسي، ونشر الشرطة الروسية على مداخل مدن القلمون الشرقي، وعدم دخول قوات النظام إليها.

ونُشرت تسجيلات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر لقاء بين ضابط روسي كبير برتبة لواء، وأهالي منطقة القلمون الشرقي، قدم خلاله الضابط الروسي تطمينات لهم، ووعدهم بضمان سلامة من يختار البقاء في المنطقة، وهو ما دفع العشرات من المقاتلين والمدنيين وعوائلهم إلى العدول عن قرار الخروج، والبقاء هناك بضمانات روسية، على أن تجري "تسوية أوضاعهم" في وقت لاحق، كأحد شروط تنفيذ الاتفاق.

مهجرو الضمير استقروا بمخيمات تابعة لعفرين (سمير الدومي/فرانس برس) 



وخضع القلمون الشرقي لسيطرة فصائل معارضة، أبرزها "جيش تحرير الشام" بقيادة النقيب فراس بيطار، و"جيش الإسلام"، و"قوات الشهيد أحمد العبدو" و"جيش أسود الشرقية".

وأوضحت مصادر محلية، أنّ الدفعة الأولى من المهجرين، كانت من "جيش تحرير الشام" الذي يبلغ مجموع مقاتليه وعائلاتهم نحو 2500 شخص.

وقضى الاتفاق، بتسليم جميع الفصائل، سلاحها الثقيل، والذي يضم قرابة 100 آلية عسكرية، فضلاً عن السلاح المتوسط ومستودعات الذخيرة، قبيل خروج المقاتلين.

وقالت مصادر في القلمون الشرقي، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات النظام كانت حريصة على تسلم الأسلحة من فصائل المعارضة، قبل السماح بخروج المقاتلين، تجنباً لتكرار تجرية الغوطة الشرقية حيث وجد النظام معظم الأسلحة الثقيلة التي تركتها فصائل المعارضة، معطوبة أو محروقة.

ضمت القافلة مدنيين ومسلحين مع عائلاتهم (سمير الدومي/فرانس برس) 


وقد استعرضت قوات النظام السوري، دبابات ومدرعات استلمتها من الفصائل العسكرية المعارضة في القلمون الشرقي.

وقالت وسائل إعلام النظام، إنّه تم استلام عشرات الدبابات، وعدد من صواريخ "غراد"، وراجمات "صواريخ 107" التي يصل مداها إلى مابين بين سبعة وعشرة كيلومترات، إضافة إلى آليات عسكرية أخرى، ومنصة إطلاق صواريخ "ستريلا"، وصواريخ "إسلام 5"، و"إسلام 3" محلية الصنع التي كانت بيد "جيش الإسلام" في المنطقة، وقذائف هاون من عيار 82 ميلمترا، وقذائف "جهنم"، وأخرى مضادة للدروع.

وجاء اتفاق منطقة القلمون الشرقي، بعد يومين، من تسلم النظام بلدة الضمير في القلمون الشرقي، وأسبوع على إخلاء مدينة دوما، آخر مدن الغوطة الشرقية التي كانت بيد المعارضة.

أحد مهجري القلمون يتفقد طيوره (سمير الدومي/فرانس برس) 


وأثار تسليم السلاح الثقيل في القلمون الشرقي، غضب معارضين على مواقع التواصل الاجتماعي أشاروا إلى أنّه أكبر ترسانة عسكرية يتم تسليمها للنظام السوري، منذ انطلاقة الثورة السورية 2011.

وكانت فصائل المعارضة قد استولت على هذه الأسلحة، عام 2013 من مستودعات "مهين" التابعة للنظام في ريف حمص وسط سورية.

واتهم ناشطون "القيادة الموحدة" التي تم تشكيلها مؤخراً من فصائل القلمون الشرقي، باستثناء "جيش تحرير الشام" بالوقوف وراء تسليم المنطقة، وعدم استخدام السلاح في فتح جبهات ضد النظام السوري.

وأبدى "جيش تحرير الشام"، استعداده لقتال قوات النظام وروسيا، في حال فتح مستودعات الأسلحة التي كانت تحت سيطرة "جيش الإسلام" و"قوات الشهيد أحمد العبدو".

ومع تنفيذ اتفاق التهجير، تصبح كامل مناطق القلمون الشرقي بريف دمشق، خالية من أي تواجد للمعارضة السورية.

دلالات