الشعب هو السبب

الشعب هو السبب

23 ابريل 2018
تعيش تونس على وقع احتجاجات وإضرابات (ناصر طلال/الأناضول)
+ الخط -
فقد التونسيون صبرهم أمام صراع اتحاد الشغل والحكومة، واستماتة الطرفين على موقفيهما. كما تزايدت مخاوف التونسيين من الإضرار بمستقبل أبنائهم على مشارف انتهاء عام دراسي. لا أحد يعرف إن كان ابنه قد نجح أم لا، وربما يذهب الجميع إلى سنة بيضاء أي كأنها لم تكن أو كانت مجرد قوس عابر في حياة التونسيين.
تحول التونسيون إلى رهائن بين الطرفين، بينما يصر كلّ منهما على أنه حريص على الشعب. في الحقيقة، يتابع التونسيون منذ أشهر حوار الطرشان، لا أحد يسمع الآخر وينتظر كل منهما أن يصرخ منافسه من الألم وينهار، بينما يصرّ على أن يدفعه إلى مواجهة مع الشعب مع الوصول إلى الأمتار الأخيرة من عمر هذا الصراع. وعندما يقول الأمين العام لاتحاد الشغل في تونس نور الدين الطبوبي إن "رئيس الحكومة لا يتحكم بقراراته" وإنه "غيّر مضمون خطابه في ظرف ربع ساعة"، فإن هناك مشكلة حقيقية في البلاد وأزمة ثقة يمكن أن تنهار معها أي مفاوضات وأي اتفاقات بين الأطراف.
دعا الطبوبي، رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، إلى التدخل العاجل لحل الأزمة: قائلاً ''أوجه نداء عاجلاً لرئيس الجمهورية للتدخل وإيجاد الحلول لأن تونس في خطر كبير جداً''.
لكن اللوم ليس على اتحاد الشغل ولا على الحكومة، وإنما على الشعب نفسه وقواه الحية وأحزابه وجمعياته، فقد بقي الجميع يتابع هذه الأزمة التي انطلقت منذ أشهر وكأن الأمر لا يعنيهم، وأمس الأحد استفاق أولياء أمور التلاميذ أخيراً من سباتهم العميق وكأنهم كانوا مخدرين طيلة هذه الفترة. دعت الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ السبسي أيضاً إلى "التدخل العاجل، اعتباراً لمسؤوليته الوطنية ولقدرته المؤكدة على تسوية الخلاف بين الطرفين النقابي والحكومي، قصد إعادة التلامذة إلى مدارسهم".
أخيراً تنبهوا إلى ضرورة الحوار والخطر القائم وأن السبسي يملك الحل لأزمة طويلة جداً. لكن هل كان السبسي خارج البلاد كل هذه الأشهر ولم يكن على علم بما يجري؟ وهل كان ينتظر دعوات أولياء الأمور للتدخل؟
يحدث كل هذا فيما قياديّو الأحزاب الذين صدَّعوا رؤوس المواطنين بالصراخ كل يوم في التلفزيونات حول قضايا تافهة، غائبون وكأنهم غادروا البلد نهائياً، بينما الحقيقة أن الجميع يخشى التدخل لعله يصاب بشظايا هذه المعركة، وهم منهمكون في البحث عن مواقع جديدة… إنهم ينتظرون استحقاقات 2019 التي جمّدت كل شيء.