أصدقاء النظام السوري واللاجئون

أصدقاء النظام السوري واللاجئون

22 ابريل 2018
خرج 500 لاجئ سوري من لبنان (حسن جرّاح/فرانس برس)
+ الخط -


تتعاطى أنظمة الدول الصديقة للنظام السوري مع اللاجئين السوريين بنوع من العدائية وحجب أبسط الحقوق، والتي تصل لدى بعضها إلى حدّ تحريض شعوبها على نبذ اللاجئين وإهانتهم وإبراز الجوانب السلبية من وجودهم. ولعل أبرز الدول الصديقة للنظام والتي تتعاطى مع اللاجئين السوريين وكأنها وكيل للنظام في التعاطي معهم هي الدولة اللبنانية، التي أصدرت المنظمات الدولية العديد من التقارير التي تثبت انتهاكها حقوق اللاجئين السوريين، والتي كان آخرها تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" يوم الخميس، حول انتهاكات السلطات اللبنانية لحقوق اللاجئين اللبنانيين وإعادة نحو 500 لاجئ بشكل قسري إلى سورية.

فعدا عن حرمان اللاجئين السوريين من الحقوق التي تنصّ عليها الاتفاقيات الدولية، هناك نوع من التعسف في التعاطي الرسمي معهم في لبنان، يتجلى في أبرز أشكاله من خلال الامتناع عن منحهم إقامات في لبنان، إذ إن 74 في المائة من أصل مليون لاجئ سوري في لبنان من دون إقامات نظامية بحسب "هيومن رايتس ووتش"، الأمر الذي يحرمهم من فرص عمل قانونية، كما يحرمهم من كل حقوقهم القانونية لدى الجهات الرسمية. والأمر الأخطر أنه يحرم أطفالهم  الدخول إلى المدارس بشكل نظامي، ويضاف إلى كل هذا استغلال موضوع اللاجئين السوريين من قبل البلديات في موضوع الانتخابات، وتوظيف قضيتهم سياسياً بشكل سلبي يزيد من التعاطي سلبياً معهم. كما تم توثيق حالات قامت بها بعض البلديات اللبنانية بحملات تحريضية على اللاجئين السوريين، ورفع شعارات مهينة بحقهم، بالإضافة الى توثيق حالات تشغيل بعض البلديات للاجئين سوريين بأعمال سخرة، بالإضافة الى تمييزهم في موضوع العمالة عن العمال من الجنسيات الأخرى.

وإن كان وضع اللاجئين السوريين في لبنان هو الأكثر سوءاً إلا أن التعاطي معهم من قبل بعض الدول العربية التي ما زالت تتمتع بعلاقات جيدة مع النظام، لا يقل سوءاً عن التعاطي معهم في لبنان إلا أن عددهم القليل في تلك الدول يجعل من تأثير التحريض الحكومي عليه في الحدود الدنيا، ويحد من المشاكل الاجتماعية التي من الممكن أن تستغل لتشويه سمعة اللاجئين السوريين.

المساهمون