دراسة إسرائيلية: 60% من الضفة لا يمكن الانسحاب منها

دراسة إسرائيلية: 60% من أراضي الضفة لا يمكن الانسحاب منها

18 ابريل 2018
الدراسة تدعو للاستيلاء على أراضي الضفة (Getty)
+ الخط -


دعت دراسة إسرائيلية إلى مواصلة الاحتفاظ بمنطقة "ج" التي تمثل أكثر من 60 في المائة من مساحة الضفة الغربية، في أية تسوية سياسية للصراع مع الفلسطينيين باعتبارها حيوية وإستراتيجية لإسرائيل.

وحسب الدراسة، التي صدرت عن "مركز بيغن السادات للدراسات الإستراتيجية"، اليوم الأربعاء، فإنّ الانسحاب من منطقة "ج" سيهدد خارطة المصالح الإستراتيجية لإسرائيل.

ورأى مُعد الدراسة، والقائد الأسبق لسلاح المشاة، الجنرال جرشون هكوهين، أنّ نظرية الأمن القومي الإسرائيلي تفرض الاحتفاظ بمنطقة "ج" على اعتبار أن ذلك يعد متطلباً أساسياً لتمكين إسرائيل من احتواء أي هجوم يستهدف وجودها من الشرق، وللحفاظ على مصالحها الحيوية.

وادعى هكوهين أن الاحتفاظ بمناطق "ج" يساعد إسرائيل على مراقبة الحدود مع الأردن، ناهيك عن أنه يمكن جيش الاحتلال من الحصول على إنذار مبكر قبل أي هجوم خارجي.

كما ادعى أن عدم وجود كثافة سكانية فلسطينية في هذه المنطقة يسهل على إسرائيل الاحتفاظ بها وضمها إليها، دون أن تسهم هذه الخطوة في المس بالطابع اليهودي للدولة.



وشدد هكوهين على ضرورة عدم الانسحاب من أي جزء من منطقة "ج" وتحويلها لسيطرة السلطة الفلسطينية، محذراً من أن الانسحاب منها يعني عدم السماح للمستوطنات في التجمعات الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية بالتوسع خارج هذه التجمعات.

ورفضت الدراسة الدعوات للانسحاب من الضفة الغربية والتي تنطلق من افتراض مفاده أن مثل هذه الخطوة تحقق انفصالا بين الفلسطينيين واليهود. واعتبرت أن وجود السلطة الفلسطينية يحقق هذا الهدف، مشيرة إلى أن السلطة مسؤولة حالياً عن إدارة شؤون 90 في المائة من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وحسب الدراسة، فإن الاحتفاظ بمناطق "ج" يساعد دوائر صنع القرار في تل أبيب على معالجة مشكلة الاكتظاظ السكاني في منطقة الوسط التي تتعاظم طوال الوقت.

وأشارت إلى أن سلطة التخطيط أمرت بإعداد خطة لبناء 2,6 مليون وحدة سكانية بحلول العام 2040، حيث سيتم بناؤها جميعاً داخل إسرائيل.

وحسب الدراسة، فإن الاحتفاظ بمناطق "ج" يوفر لإسرائيل مساحات احتياطية من الأراضي تسمح باستيعاب المزيد من المستوطنين، خصوصاً في منطقة غور الأردن، التي تشكل وحدها 28 بالمائة من مساحة الضفة.

ودعت إسرائيل إلى ضرورة المبادرة للاستفادة من السيطرة على مناطق "ج" من خلال تطوير خطة "القدس الكبرى"، وتحديداً عبر تكثيف البناء في المنطقة الخالية التي تفصل المدينة المقدسة عن البحر الميت.

ورأى معد الدراسة وجوب الاستثمار في تطوير المشروع الاستيطاني في جنوب الضفة الغربية ومنطقة غور الأردن من أجل تعزيز قدرة تل أبيب على حسم مصير المنطقة.

وحثت الدراسة على ضرورة بناء ممر يربط بين المدن الإسرائيلية التي تنتظم على الخط الساحلي ومنطقة غور الأردن.

ورأت الدراسة أن تعزيز الاستيطان في "ج" يتطلب التوسع في بناء القواعد العسكرية داخل هذه المنطقة، خصوصاً بالقرب من المواقع الإستراتيجية.

وأشار معد الدراسة إلى أن الاحتفاظ بالمنطقة يمكن إسرائيل من مواجهة التحديات الناجمة عن التلوث في الخط الساحلي الذي يمتد من مدينة نهاريا في الشمال وينتهي بمدينة عسقلان في الجنوب.

ودعا للتصدي لكل من السلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبي لأنهما يشجعان الفلسطينيين على البناء والزراعة في المنطقة "ج"، معتبراً أن هذا السلوك يهدف إلى تعزيز الوجود الفلسطيني في المنطقة والتشويش على المستوطنات وحرمانها من التواصل الإقليمي فيما بينها وهو ما يعوق إسرائيل عن تحقيق مصالحها الإستراتيجية.


وذكر هكوهين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاك رابين، الذي تم التوصل لاتفاق "أوسلو" في عهده أدرك أهمية بقاء منطقة "ج" تحت السيطرة الإسرائيلية، مشددا على أن "ج" بإمكانها استيعاب ملايين اليهود مع مرور الوقت.

وخلص إلى أن الاحتفاظ بمنطقة "ج" يعد مفتاح الاستقرار الأمني لإسرائيل في المستقبل، مشدداً على ضرورة التصدي لتدخلات فلسطينية أو دولية تهدف إلى تقليص قدرة تل أبيب على التحكم في المنطقة.

المساهمون