المغرب: نشطاء بمناهضة التطبيع يحذرون من معهد عسكري

المغرب: نشطاء بمناهضة التطبيع يحذرون من معهد عسكري له علاقات بإسرائيل

18 ابريل 2018
ندوة صحفية تحذر من التطبيع(فيسبوك)
+ الخط -
حذر نشطاء مغاربة من معهد لتدريب الحراس الخاصين بالتعاون مع إسرائيليين، مشددين على أنّه يهدد أمن واستقرار وسلامة المغرب من خلال تدريب مغاربة على حمل السلاح والقتل، فضلاً عن بث صور تحريضية تنال من معنويات الجيش المغربي.

ورأى الكاتب العام لـ"المرصد المغربي لمناهضة التطبيع"، عزيز هناوي، خلال ندوة مشتركة مع "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، أمس الثلاثاء، أنّ "الظاهرة التطبيعية باتت تتجاوز الزيارات واللقاءات في بعض المجالات والقطاعات لتصل إلى تهديد مباشر لاستقرار وأمن المملكة".

وتوقف هناوي، في معرض حديثه عند معهد "ألفا لتدريب حراس الشخصيات"، الذي قال إنه "إسرائيلي ويعتبر نفسه دولياً للتمويه"، مشيراً إلى أنّه "يقوم بتدريبات عسكرية بإشراف إسرائيلي ميداني في عدد من مناطق البلاد، مصحوب بتأطير إيديولوجي وفكري يدعم التوجهات الصهيونية".

وعن مهام وخلفيات عمل هذا المعهد الخاص بتدريب حراس الشخصيات، كشف المتحدث ذاته أنّ "الأمر يتعلق بالتدريب على حمل السلاح الناري، والأسلحة البيضاء، وتعليم طرق القتل الاحترافي"، مشيراً في الوقت نفسه، إلى أنّ "المعهد يبث صوراً ومقاطع فيديو تحريضية موجهة للجيش المغربي قد تضعف معنوياته".

بدوره، قال منسق "مجموعة العمل من أجل فلسطين"، عبد القادر العلمي إن "التطبيع مع إسرائيل لم يعد ينحصر في نشاط معين، أو زيارة نشطاء، أو رفرفة علم الكيان الصهيوني، كما حدث في تظاهرة رياضية بمدينة أغادير، ولكن تطور الأمر إلى تهديد الأمن القومي للبلاد".

وأوضح العلمي أنّ "هذا المعهد يدرب الناس على فنون القتال وحمل السلاح والقتل والذبح في فضاءات عمومية، ولم تعد المشكلة تتعلق بالتطبيع مع إسرائيل، بل إن سلامة الدولة صارت مهددة بمثل هذه الأعمال الخطيرة".

ولفت العلمي إلى أنّ "نشطاء المجموعة والمرصد أخبروا الجهات المسؤولة في البلاد، وينتظرون الرد على هذا الموضوع واتخاذ التدابير اللازمة"، وهو ما أكده هناوي أيضاً عندما تحدث عن اتصال المرصد بوزير الدولة في حقوق الإنسان مصطفى الرميد لإخباره بجميع المعطيات، لكن لم يحصل على الجواب بعد.



في المقابل، رفض مصدر حكومي، عند سؤال "العربي الجديد" عن الأمر؛ التعليق لعدم توفره على المعطيات الكافية، بحسب قوله، غير أنه قال إن "الحكومة رغم ذلك تتابع مسار هذا الملف، وأجهزة الأمن المعنية تقوم بما يتوجب عليها فعله في هذا الصدد".

وأطلقت الشرطة القضائية، في وقت لاحق، أبحاثاً وتحريات معمقة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن أهداف وأنشطة المعهد المتخصص في تدريب الحراس الخاصين للشخصيات، بهدف رصد ارتباطاته المحتملة بجهات داخلية أو خارجية، والتحقق من مدى ارتباطه بأية مشاريع من شأنها المساس بالأمن والنظام العام.

وأفادت مصادر أمنية بأن "مصالحها المختصة استمعت للعديد من الناشطين في المعهد، بمن فيهم المسؤول عن الموقع الإخباري التواصلي ورئيس المعهد، كما قام ضباط أمنيون بإجراء عمليات تفتيش بمنطقة أغبالو بضواحي مدينة ميدلت، وذلك في سياق بحثهم عن حقيقة وأهداف البرامج التدريبية التي ينظمها المعهد المذكور، والتحقق مما إذا كانت لها ارتباطات أو علاقات مفترضة بمشاريع ذات طابع إجرامي".


من جهة ثانية، كشف "رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع"، أحمد ويحمان، لـ"العربي الجديد"، "وجود ضباط عسكريين إسرائيليين سابقين يعيشون في المغرب تحت مسمى مهن مختلفة مثل الصحافة والسياحة، ويلتقون بنخب البلاد بكل حرية".

وضرب ويحمان مثالاً بشخص يدعى غابرييل بانون، الرجل الثاني في الطيران الحربي الإسرائيلي أيام العدوان الثلاثي على مصر في 1956، يقيم في المغرب تحت غطاء أنه صحافي، شارك في برامج محطة إذاعية خاصة للحديث حول مواضيع معينة تبث للجمهور المغربي.

وتابع الناشط ذاته أن هناك جنديا سابقا بالمؤسسة العسكرية للكيان الصهيوني يدعى سيمون ساكيرا، يدعو إلى اعتقال شخصيات برلمانية وإعلامية مغربية معروفة برفضها ونشاطها ضد التطبيع مع بلده، مثل المستشار البرلماني عن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل عبد الحق حيسان، والصحافي المعتقل حالياً توفيق بوعشرين.