عرض سعودي بإرسال قوات إلى سورية لاستبدال الجيش الأميركي

عرض سعودي بإرسال قوات إلى سورية لاستبدال الجيش الأميركي

لندن

العربي الجديد

العربي الجديد
17 ابريل 2018
+ الخط -




ستكشف الساعات المقبلة ما إذا كان إعلان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، اليوم الثلاثاء، عن استعداد الرياض لإرسال قوات عسكرية إلى سورية، مجرد بالون اختبار سياسي أو مناورة كلامية مكررة سبق للمملكة أن جربتها بلا فائدة قبل عامين، أم أنه سيكون بالفعل عنواناً جديداً سيقتحم الملف السوري وينقسم العالم إزاءه بين رافض المشروعَ ومؤيد إياه.

وكأن السعودية كانت في انتظار تسريب إعلامي كالذي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، ليعرب الجبير عن استعداد بلاده للمشاركة في مغامرة عسكرية، لا تشجّع السوابق التي تورطت فيها السعودية، خصوصاً في اليمن، لتكرارها.

ونقل التلفزيون السعودي، عن الجبير قوله: عرضنا إرسال قوات من التحالف الإسلامي ضد الإرهاب إلى سورية، "في إطار ائتلاف أوسع إذا تم اقتراح ذلك"، وذلك تعليقاً على المعلومات التي تضمنها تقرير لـ"وول ستريت جورنال"، حول سعي أميركا إلى سحب قواتها العسكرية من سورية، وتعويضها بوحدات عسكرية من البلدان العربية، ودفع بلدان خليجية لإعادة إعمار منطقة شمال سورية بعد القضاء على تنظيم "داعش". لكن تلك المساعي تواجه عقبات عدة، وفق مسؤولين أميركيين.

ورغم الموقف السعودي السريع المتجاوب مع نوايا ترامب، إلا أن تعقيدات عدة ربما تعرقل تنفيذ المشروع بالفعل. أولاً، إن المناطق التي تنتشر فيها القوات الأميركية حالياً، تنقسم إلى مناطق محاذية للحدود التركية، ومناطق أخرى شرق نهر الفرات قرب الحدود العراقية، في دير الزور وفي البادية السورية.

بناءً على ذلك، ستكون الموافقة التركية ضرورية على انتشار أي قوات عسكرية أجنبية هناك. ولما كانت العلاقات التركية- الإماراتية، والتركية- السعودية أيضاً، تراوح بين السيئة جداً (بين أنقرة وأبوظبي) وغير الحارة على الأقل (بين أنقرة والرياض)، فإن الاتفاق على الموضوع لن يكون يسيراً، وخصوصاً في ضوء الاتهامات الموجهة إلى الإمارات بدعم المسلحين الأكراد ضمناً لكونهم يكنون العداء لتركيا. ثم إن مصر يُستبعد أن توافق على مشروع كهذا، وهي التي رفضت مجاراة السعودية والإمارات لناحية إرسال قوات برية إلى اليمن حتى، منذ بدء حرب التحالف العربي هناك.

أما دولة قطر، فمن غير الواضح ما قد يكون موقفها من مشروع إرسال قوات برية إلى سورية، في ضوء علاقاتها الجيدة جداً مع تركيا أولاً، والأزمة الخليجية مع السعودية والإمارات ثانياً. ثم إن الموقفين الإيراني والروسي المتماسكين حتى الآن، سيكونان حاسمين من مشروع كهذا، مع رفض متوقع من قبل طهران وموسكو لانتشار عسكري سعودي ــ إماراتي على حدود مناطق نفوذهما في سورية وفي العراق بالنسبة إلى إيران.

والرقم المتداول للجنود الأميركيين حالياً في سورية هو 2500 من القوات الخاصة، ينتشرون في عدد من القواعد الصغيرة، مدعومين بعشرات الآلاف من مسلحي "قوات سورية الديمقراطية". لكن استبدال القوات الأميركية يصعب أن يكون بالعدد نفسه، بل ربما في حاجة إلى أضعاف هذا العدد، هذا إن كان هناك أمل بأن يبصر المشروع النور.

وإن صحت التسريبات تلك، وتصريحات الجبير تعزز بالفعل من احتمال صحتها، يكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد استعاد بنوداً من برنامجه الانتخابي حول سورية، القائم على جعل دول خليجية تدفع فاتورة الوجود الأميركي في سورية وكلفة إعادة إعمار مناطق سورية دمرتها أميركا كزعيمة للتحالف الدولي ضد "داعش"، ثم استبدال القوات الأميركية الموجودة في سورية بقوات عربية.

وسبق للسعودية أن أعربت قبل حوالى سنتين عن استعدادها للمشاركة بقوات برية في سورية، شرط أن تكون أميركا قائدة لها، لكن ذلك كان قبل التحوّل في الموقف السعودي الذي أصبح أقرب إلى رواية النظام للحرب.

ذات صلة

الصورة
تظاهرة ضد هيئة تحرير الشام-العربي الجديد

سياسة

تظاهر آلاف السوريين، اليوم الجمعة، مناهضة لسياسة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، ومطالبة بإسقاط قائدها أبو محمد الجولاني.
الصورة
تظاهرات في ذكرى الثورة السورية (العربي الجديد)

سياسة

خرجت تظاهرات في مدن وبلدات شمال غربي سورية اليوم الجمعة، إحياءً للذكرى الـ13 لانطلاقة الثورة السورية.
الصورة

منوعات

دفعت الحالة المعيشية المتردية وسوء الأوضاع في سورية أصحاب التحف والمقتنيات النادرة إلى بيعها، رغم ما تحمله من معانٍ اجتماعية ومعنوية وعائلية بالنسبة إليهم.
الصورة
المرأة السورية في المخيمات (العربي الجديد)

مجتمع

تعيش المرأة السورية المُهجّرة تحت وطأة معاناة كبيرة في ظل تحدّيات جمّة وأوضاع إنسانية مزرية تتوزع بين مرارة النزوح وقسوة التهجير في يوم المرأة العالمي.