البحرين تفشل باسترداد 40 من مواطنيها موجودين في بغداد

مصادر لـ"العربي الجديد": البحرين تفشل باسترداد 40 مطلوباً من مواطنيها موجودين ببغداد

17 ابريل 2018
جهود دبلوماسية للخارجية البحرينية باءت بالفشل (سبنام كوسكون/Getty)
+ الخط -

كشف مسؤول حكومي عراقي في بغداد، اليوم الثلاثاء لـ"العربي الجديد"، عن فشل جهود دبلوماسية للخارجية البحرينية كانت قد أطلقتها الشهر الماضي، لاسترداد 40 مطلوباً من مواطنيها بتهم الإرهاب، يوجدون في العراق منذ سنوات، مؤكداً أن الفشل جاء بعد معارضة واسعة من قبل أحزاب وقياديين بارزين في "الحشد الشعبي" محسوبين على إيران، هددوا حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي من مغبة تسليم المطلوبين إلى المنامة.

وقال وزير عراقي لـ"العربي الجديد"، إن "العراق لن يُسلّم حالياً المطلوبين البحرينيين الموجودين لديه بصفة لاجئين ومقيمين، بعد طلبٍ رسمي تلته جهود دبلوماسية بحرينية قادتها الخارجية البحرينية، والسفير البحريني في بغداد صلاح المالكي"، معتبراً أن المنامة اختارت توقيتاً غير صحيح للمطالبة بهم، تزامن مع السباق الانتخابي في العراق، وفي ظلّ المزايدة بالورقة الطائفية بين الأحزاب والمسؤولين على حدٍّ سواء".

وأكد الوزير العراقي أن رئيس الوزراء حيدر العبادي تلقى إشاراتٍ مباشرة من أحزاب إسلامية داخل التحالف الحاكم، ومن زعماء مليشيات مسلحة، تحذره من تسليم المواطنين البحرينيين لحكومة بلادهم، مشيراً إلى أن "هذا الملف سيرحّل إلى ما بعد الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة، ولن تسلم بغداد للبحرين في الوقت الحالي أي مواطن من مواطنيها المطلوبين".

وكان السفير البحريني في بغداد صلاح المالكي قد أعلن في شهر مارس/آذار الماضي أن بلاده تقدمت لوزارة الداخلية العراقية بقائمةٍ تضمُّ أسماء مطلوبين للبحرين يقيمون حالياً في العراق، ومطلوبين من الإنتربول الدولي، مؤكداً في تصريحات لصحيفة "الصباح" العراقية الرسمية أن هناك جهوداً تبذل من قبل الداخلية العراقية من أجل تسليمهم، وأن هناك متابعة مستمرة من قبل وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي في هذا الصدد، معرباً عن أمله في أن يتمّ تقديم المطلوبين البحرينيين إلى القضاء.



ويوجد في العراق أكثر من 40 مواطناً بحرينياً من المطلوبين للقضاء في بلادهم بتهمة الإرهاب وارتكاب أعمال عنف ومحاولة قلب نظام الحكم خلال الاحتجاجات التي شهدتها البحرين عام 2011 وما بعدها. وكان هؤلاء قد دخلوا العراق كلاجئين عبر إيران والكويت، وتمت إدانة قسمٍ منهم بالإعدام في أحكام غيابية صدرت بحقهم في البحرين.

ومن أبرز المطلوبين البحرينيين الموجودين في العراق وتطالب بهم المنامة، حبيب الجمري والشيخ حميد السعد ونعمة الجرهمي وسعد الحيدري ومنصور الخازن، وآخرون يقيم غالبيتهم في مدينتي النجف وكربلاء، ويحظون بمعاملة خاصة من قبل قيادات سياسية ومسلحة مقربة من إيران.

وفي الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نُظّم أول مؤتمر لما أطلق عليه اسم "المعارضة البحرينية" تخلله معرضٌ للصور والرسوم أثار امتعاض البحرين التي وجهت استدعاءً للسفير العراقي في المنامة، وسلّمته مذكرة احتجاج.

وتعليقاً على جهود البحرين في تسليم العراق مطلوبين لديها، قال عضوٌ بارز في التحالف الوطني الحاكم في العراق، خلال اتصال مع "العربي الجديد"، إنه "لا يوجد مطلوبون لدينا كي نسلمهم للبحرين أو غيرها".

وختم هذا المسؤول قائلاً: "العبادي يعرف حدوده جيداً، ولن يُسلّم أياً منهم، حتى لو بعثت البحرين ألف مذكرة".