بريطانيا: تيريزا ماي أمام البرلمان للدفاع عن الضربة الثلاثية

بريطانيا: تيريزا ماي أمام البرلمان للدفاع عن الضربة الثلاثية السورية

16 ابريل 2018
المعارضة تستعد لمحاسبة ماي بشأن الضربة العسكرية (توبي ملفايي/Getty)
+ الخط -

يناقش البرلمان البريطاني، اليوم الإثنين، المشاركة البريطانية في الضربة العسكرية الثلاثية ضد النظام السوري، مساء الجمعة الماضي، وذلك ردا على الهجوم الكيميائي على مدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق. 

وتستعد الحكومة البريطانية لتلقي موجة من الاحتجاجات من قبل البرلمانيين مع عودة البرلمان إلى الانعقاد بعد انتهاء عطلة الربيع، فيما ستدافع رئيسة الحكومة، تيريزا ماي، عن قانونية وشرعية الضربة البريطانية الأميركية الفرنسية، وضرورتها في المساهمة في حماية المدنيين من الأسلحة الكيمائية، كما ستحاول تقديم الضربة على أنها ضمن المصالح القومية البريطانية، في ظل اعتراض متوقع من قبل الأحزاب المعارضة. 

وكان عدد من السياسيين البريطانيين قد اعترض على المشاركة العسكرية من دون التصويت عليها في مجلس العموم، كما جرى التقليد السياسي في بريطانيا منذ غزو العراق عام 2003. 

ووصف زعيم حزب العمال المعارض، جيريمي كوربن، الضربة الغربية، بأنها "خطأ وسيئة التخطيط في مقال نشره في صحيفة "الغارديان". 

وقال كوربن "إن الضربة إما كانت رمزية- تدمير مبان فارغة، وهو أمر عديم الجدوى كلياً كرادع، أو أنها مؤشر لعمل عسكري أكبر. هذا الخيار يهدد بتصعيد غير محسوب للحرب وأعداد القتلى، ويفاقم من خطر المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا. ولا يفسح أي من الخيارين إمكانية إنهاء الحرب والمعاناة، أو أي شكل من الحفاظ على الأرواح، بل العكس من ذلك".

وجادل كوربن في مقاله أيضاً ضد قانونية المشاركة البريطانية، وهو ما يتوقع أن يساهم به أيضاً في الجلسة البرلمانية اليوم، مطالباً ماي بعدم التصرف من دون الإجماع الدولي، وخارج إطار القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن. 

 

وطالب زعيم حزب العمال بأن يصب الدور البريطاني في "حل دبلوماسي يساهم في إنهاء الحرب السورية، وفسح المجال للاجئين للعودة إلى ديارهم، وتسوية سياسية تسمح للسوريين باختيار مستقبلهم". 

ورغم إدانة كوربن لنظام الأسد في مقاله، إلا أنه يساوي بين أطراف الصراع في سورية، ويتجاهل إفشال الأسد للمفاوضات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، والتي يطالب بالالتزام بقراراتها، بناء على مقررات جنيف. كما يغض الطرف، أيضاً، عن التهجير القسري للمدنيين، والذي كانت آخر حلقاته في دوما الأسبوع الماضي. 

وفد بريطاني في دمشق 

إلى ذلك، زار وفد يضم سياسيين ورجال دين بريطانيين العاصمة السورية دمشق، بعد ساعات من الضربة التي شنها التحالف الغربي ضد القدرات الكيميائية لنظام الأسد. 

وضم الوفد رجل الدين أندرو آشداون، والصحافي والكاهن جايلز فريزر، وأعضاء مجلس اللوردات البارونة كوكس واللورد دايكس، إضافة إلى أسقف إيكستر السابق، مايكل لانغريش. 

وتوجه الوفد إلى دمشق لـ"إلقاء الضوء على وضع المسيحيين في سورية"، والذين يزعم نظام الأسد حمايتهم.

واتهم منتقدو الزيارة الوفد بـ"منح الشرعية لنظام استهدف مدينة دوما بالغازات السامة قبل أسبوع"، كما تبعث هذه الزيارة بـ"رسالة سلبية للمسلمين من السوريين أن معاناتهم وأرواحهم لا تعني الوفد في شيء". 

وكان الوفد قد قرر زيارة دمشق قبل أشهر، وتشبث بها، رغم الضربة العسكرية ضد نظام الأسد. 

والتقى الوفد، الأحد، رئيس ما يسمى "مجلس الشعب" التابع للنظام، حمودة الصباغ، وعشرين برلمانياً آخرين، وناقشوا الضربات. 

ونشر جايلز فريزر، على حسابه في "تويترعدة صور التقطها مع مسؤولين في نظام الأسد، إضافة إلى اللقاء الذي تم مع مفتي النظام، أحمد حسون. 

ووصف جايلز الضربة الغربية بأنها "عار"، رغم أن الوفد الذي شارك فيه تجنب زيارة أي من المناطق التي خرجت عن سيطرة نظام الأسد، وتم تدمير الحياة فيها كلياً. كما لم يلتق الوفد برأس النظام، بشار الأسد، خلال هذه الزيارة. 

وكانت بريطانيا قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع نظام الأسد بعد مجزرة الحولة التي نفذتها مليشيات الشبيحة في مايو/أيار 2012، والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شخص.