موقع إسرائيلي: المناورة الجوية في اليونان رسالة إلى تركيا

موقع إسرائيلي: المناورة الجوية في اليونان رسالة إلى تركيا

15 ابريل 2018
الإمارات شاركت في المناورات في اليونان (تويتر)
+ الخط -
أكّد موقع "وللا" الإسرائيلي، في تقرير له، نُشر، اليوم الأحد، أنّ المناورة الجوية الضخمة التي أجريت الشهر الماضي في اليونان؛ وشارك فيها إلى جانب اليونان سبع دول، من بينها الإمارات، إسرائيل، مصر، قبرص، تعكس طابع خارطة العلاقات والمصالح الجديدة في الإقليم.

وأشار التقرير، الذي أعده المعلق العسكري للموقع، أمير بوحبوط، والذي قام بتغطية المناورة، إلى أن هذه المناورة اكتسبت أهمية كبيرة بالنسبة لتل أبيب، لأنها مثلت تحديداً رسالة واضحة لتركيا، التي تربطها علاقات متوترة مع إسرائيل ودول أخرى شاركت فيها.

ولم يستبعد بوحبوط أن تكون المشاركة الإسرائيلية في المناورة التي أطلق عليها "INIOCHOS 2018"، والتي شاركت فيها أيضاً كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا، تمثل تمهيداً لاستخدام سلاح الجو الإسرائيلي القواعد والأجواء اليونانية في الانطلاق لتنفيذ عمليات عسكرية في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح أنّه على الرغم من التوصل إلى اتفاق على تطبيع العلاقات بين الجانبين عام 2016، إلا أن العلاقات التركية الإسرائيلية ظلت متوترة، مبيناً أنّ هذا التوتر مرتبط بوجود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتحولات الاجتماعية التي حدثت في تركيا.




وأشار إلى أنه على الرغم من اتفاق التطبيع، إلا أن أردوغان يرفض حتى الآن استئناف شراء الأسلحة والمعدات العسكرية من إسرائيل، إلى جانب عدم تردده في توجيه الاتهامات لإسرائيل بسبب سلوكها تجاه الفلسطينيين.

وأوضح أن اتفاق التطبيع بين أنقرة وتل أبيب لم يحل دون تعمّد تركيا حشد قواتها الخاصة على الحدود بين الشطرين التركي واليوناني من قبرص عندما كانت وحدات إسرائيلية خاصة تجري العام الماضي مناورات في الشطر اليوناني من الجزيرة.

وأشار إلى أن عام 2004 مثّل نقطة تحول فارقة في تاريخ العلاقات الإسرائيلية التركية، موضحاً أن أنقرة دشنت في ذلك العام مسار الصدام مع تل أبيب، من خلال تكثيف أردوغان من انتقاداته للسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.

وذكر أن رسائل التهدئة التي ظل يبعثها الجنرالات الأتراك في ذلك الوقت لنظرائهم والتي حاولت طمأنة تل أبيب، أن موقف أردوغان لا ينذر بتحول على طابع التحالف الإستراتيجي بين الجانبين تبيّن أنها لا تتطابق مع الواقع.

وعزا حماس اليونان وقبرص للتحالف مع إسرائيل، إلى مخاوف كل من نيقوسيا ولارنكا الجدية من قيام تركيا بشن هجوم مباغت عليهما.

وأعاد ذلك إلى الأذهان حقيقة أن أول من بادر إلى بناء التحالف مع اليونان كان قائد سلاح الجو الإسرائيلي في تلك الأثناء، إليعازر شكيدي، الذي أدرك عام 2004 دلالات وتداعيات التصعيد التركي، مما جعله يدعو نظيره اليوناني إلى زيارة إسرائيل، للتوافق حول سبل التعاون بين الجانبين، لافتاً إلى أن نيقوسيا رأت في العلاقة الاستراتيجية مع تل أبيب مركباً مهماً لتحسين مكانتها في الصراع مع أنقرة.

وأوضح أنّ المخاوف الإسرائيلية من سياسات تركيا المستقبلية تجسدت عام 2009 عندما أعلن أردوغان وقف المناورات بين الجيشين التركي والإسرائيلي، رداً على الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة أواخر 2008.

واعتبر أن العلاقات التركية الإسرائيلية ازدادت سوءاً بسبب التقارب بين أنقرة وحركة "حماس"، في حين ساد التوتر بين تركيا وكل من اليونان وقبرص، بسبب الخلافات حول حقول الغاز المكتشفة في حوض البحر الأبيض المتوسط.

وبيّن أنّ تقارب إسرائيل مع كل من اليونان وقبرص لا يتمثل فقط في التعاون الأمني والاستخباري والعسكري، بل يتعداه إلى التعاون الاقتصادي، مشيراً إلى توقيع الدول الثلاث على اتفاق ينظم بناء خط لنقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا، حيث يمر عبر المياه الإقليمية لكل من قبرص واليونان.

وأوضح بوحبوط أنه على الرغم من مساهمة تركيا المالية في مشروع تطوير طائرة الشبح الأميركية "إف 35"، إلا أن الولايات المتحدة لم توافق إلا على منح أنقرة طائرتين من هذا الطراز، على الرغم من أن الأتراك طلبوا الحصول على 100 طائرة من هذا الطراز، مستدركاً أن واشنطن لم تسلم تركيا أية طائرة من هذا الطراز حتى الآن.

وحسب بوحبوط، فإن التقارب بين تركيا وروسيا، وموافقة موسكو على تزويد أنقرة بمنظومة الدفاع الجوي "إس 400" الأكثر تطوراً في العالم، يمثل تهديداً مباشراً لكل من قبرص واليونان، وبشكل غير مباشر على إسرائيل.

وتابع أنّ إسرائيل والولايات المتحدة قلقتان من إمكانية أن يمثل الجمع بين منظومة "إس 400" وطائرات "إف 35" تحدياً كبيراً لكل من إسرائيل والولايات المتحدة، على اعتبار أن فرص مفاجأة تركيا بهجوم جوي بعد الحصول على تلك الطائرات وهذه المنظومة تؤول إلى الصفر.

وعلى صعيد آخر، لفت بوحبوط إلى أن ممثلي سلاحي الجو المصري والإماراتي صافحوا الصحافيين الإسرائيليين الذين تواجدوا عند بدء المناورة.

المساهمون