مواقف واتصالات دولية بشأن تداعيات الضربة الثلاثية للنظام السوري

مواقف واتصالات دولية بشأن تداعيات الضربة الثلاثية للنظام السوري

15 ابريل 2018
تراجعت فرص الحل السياسي خلال الأشهر الماضية (فرانس برس)
+ الخط -



بدا أن المشهد يتجه تدريجياً، بعد الضربات الثلاثية لكل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على مواقع للنظام السوري، إلى الدعوة للحل السياسي، في ظل الرغبة الجامحة للنظام السوري في الحسم العسكري، على حساب المدنيين السوريين، وسط استخدام متكرر للأسلحة الكيميائية.

وانضم كل من الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي إلى قائمة المؤيّدين للضربة الثلاثية ضد النظام، إضافة إلى ألمانيا وهولندا وكندا، ودول أخرى أعلنت تأييدها في وقت سابق أبرزها، تركيا، في وقت استمرت فيه الاتصالات الدولية والإقليمية لبحث تداعيات الضربة.

تركيا وروسيا

ذكر مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم، أن الأخير تحدث هاتفياً إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن سورية، وإنهما اتفقا على العمل على خفض التوتر ومواصلة الجهود من أجل حلّ سياسي.

وأوضح في بيان نقلته "الأناضول" أن أردوغان وبوتين اتفقا على "مواصلة العزم من أجل خفض التوتر على الأرض في سورية، واستمرار الجهود من أجل حل سياسي".

تركيا وفرنسا

في سياق موازٍ، قال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه أبلغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان اليوم برغبته في تعزيز التعاون بين البلدين في الأيام المقبلة، بغية إيجاد حل سياسي شامل في سورية.

وقال قصر الإليزيه في بيان، حسب "رويترز"، إنه بعد اتصال هاتفي بين الزعيمين، شكر ماكرون أردوغان على تصريحاته الداعمة للضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في سورية.

حلف الأطلسي

إلى ذلك، وفي سياق المواقف المؤيدة للضربات الثلاثية، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، اليوم السبت، إن "جميع أعضاء الحلف يدعمون" الضربات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ضد النظام السوري، فجر اليوم.

وأضاف ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي، عقده اليوم بمقر الحلف في بروكسل، أن "الضربات جاءت للتأكيد أن استخدام الأسلحة الكيميائية لا يمكن أن يمر بدون عقاب".

وأشار إلى ما أكّده الحلفاء الثلاثة (واشنطن، ولندن، وباريس)، بخصوص أن الضربات حققت نجاحاً كبيراً وحدّت من قدرات قوات النظام على إطلاق هجمات كيميائية مستقبلاً.

وأعرب أيضاً عن إدانة دول الناتو بشدة لاستخدام نظام بشار الأسد المتكرر للأسلحة الكيميائية، ودعا إلى محاسبة المسؤولين عن الهجمات بها.

كذلك دعا النظام وداعميه إلى السماح بإيصال المساعدات الإنسانية من دون التسبب بأية عوائق.

وشدد على دعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي دائم للصراع، يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254 (عام 2015) وبيان جنيف (عام 2012) ويدعو جميع أعضاء المجلس إلى تحمل مسؤولياتهم.

الاتحاد الأوروبي

كذلك أعرب الاتحاد الأوروبي عن مساندته الضربات ضد مواقع النظام السوري، إذ حضت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، "حسب فرانس برس"، "كل الدول، خصوصاً روسيا وإيران، على استخدام نفوذها لمنع أي استخدام جديد للأسلحة الكيميائية، من جانب النظام السوري".

وقالت إن "مؤتمر بروكسل الثاني حول سورية، الذي سيعقد يومي 24 و25 إبريل/ نيسان 2018 برئاسة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة سيكون مناسبة للمجتمع الدولي لتأكيد دعمه مجدداً للعملية السياسية وقطع وعود جديدة لمساعدة أول ضحايا هذا النزاع، أي الشعب السوري".

ولم تستبعد موغيريني أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على مسؤولين سوريين كبار وعلماء لدورهم في تطوير واستخدام أسلحة كيميائية، على غرار ما قام به الاتحاد في تموز/يوليو 2017 ومارس/ آذار 2018.

وسيبحث وزراء خارجية الاتحاد الأزمة السورية خلال اجتماع مقرر الإثنين في لوكسمبورغ.

بدوره، ندّد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في بيان بالاستخدام "المشين" للأسلحة الكيميائية، داعياً "المجتمع الدولي إلى تحديد هوية ومحاسبة أي مسؤول عن هجمات مماثلة".

 

هولندا

وفي هولندا، قال وزير الخارجية، ستيف بلوك، إن الضربات العسكرية ضد النظام السوري كانت "مدروسة ومتناسبة في ظل الظروف الحالية".

ونقلت وسائل إعلام هولندية محلية عن بلوك قوله إن "كل الجهود التي تبذلها بلاده تستهدف تحقيق هدنة وسلام في سورية عبر مجلس الأمن الدولي".

وأضاف "الحل في سورية سيكون فقط عبر الجلوس إلى طاولة المفاوضات، حتى إن أبدينا تفهماً للقصف على أهداف تابعة للنظام السوري".

كندا

بدورها أيّدت كندا الضربات على مواقع النظام السوري، إذ قال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، السبت، إن الضربات العسكرية ضد النظام السوري كانت "ضرورية".

جاء ذلك خلال لقاء جمعه مع نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، على هامش قمة الدول الأميركية في بيرو، حسب وكالة "الأناضول".

ووصف ترودو الضربات العسكرية للدول الثلاث بأنها "مؤسفة لكنها ضرورية".

(العربي الجديد)

 

المساهمون