إيران تتوعّد بالرد على العمليات العسكرية في سورية

إيران تتوعّد بالرد على العمليات العسكرية في سورية... وخامنئي يصفها بـ"العدوان الثلاثي"

14 ابريل 2018
خامنئي وصف العمليات العسكرية بالعدوان الثلاثي (الأناضول)
+ الخط -
رفضت إيران، اليوم السبت، العمليات العسكرية الأميركية الفرنسية البريطانية في سورية، والتي جاءت بعد الهجوم الكيميائي للنظام في دوما، وتوعّدت بالرد عليها.

ووصف المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، الضربة، بأنّها "عدوان ثلاثي على سورية"، قائلاً إنّ رئيسي الولايات المتحدة دونالد ترامب، وفرنسا إيمانويل ماكرون، ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي "مجرمون".

وأضاف خامنئي الذي التقى عدداً من المسؤولين، اليوم السبت، بحسب ما نقلت مواقع إيرانية، أنّ "ما حصل لن يصل لنتيجة تذكر، وأنّ مسؤولي الدول الثلاث لن يحققوا مبتغاهم، فهذه التجربة تكرار لما حصل في العراق وأفغانستان". واعتبر أنّ "حجة السلاح الكيميائي كذبة، وأن واشنطن لا تريد إلا أن تحقق أهدافها الاستكبارية"، على حد وصفه.

وركّز خامنئي في تصريحاته على دور بلاده في سورية، والمنطق بشكل عام، رافضاً الاتهامات الموجهة لها والمتعلقة بمحاولة مد نفوذها في الإقليم، قائلاً إنّها "اتهامات بلا معنى، وإن إيران توجد في سورية للوقوف إلى جانب المقاومة ولصد الإرهاب المدعوم من الولايات المتحدة"، مضيفاً أنّ "محور المقاومة هو من أنقذ سورية والعراق، وأن الولايات المتحدة تكذب حين تتحدث عن حربها على الإرهاب"، حسب قوله.

من جهته، شجب الرئيس الإيراني حسن روحاني الضربات على سورية، مؤكدا أن إيران ستظل إلى جانب النظام السوري.

ونقل موقع الرئاسة الإيرانية أن روحاني تباحث هاتفيا مع نظيره السوري بشار الأسد إذ وضعه هذا الأخير بصورة التطورات، وقدم تفاصيل عن الضربات التي وجهتها مقاتلات أميركية وفرنسية وبريطانية لمواقع في سورية. ونقل الموقع عن بشار الأسد أن "هذه الضربات تأتي بعد أن أدركت الأطراف الغربية أنها فقدت السيطرة وماء وجهها أمام المجتمع الدولي"، على حد قوله.

وفي السياق، أجرى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اتصالا بوزير خارجية النظام وليد المعلم.

وخلال الاتصال، عبر ظريف عن إدانته لما حدث، واصفاً إياه بغير القانوني، معتبراً أن "استخدام الأسلحة الكيميائية مجرد ذريعة، وأن الضربات تدل على أن واشنطن تبذل جهداً لتعطيل التحركات السياسية لحل الأزمة السورية ولتساعد التنظيمات الإرهابية"، بحسب رأيه.

من جهته، أبدى الحرس الثوري الإيراني، رد فعل أكثر حدة، إذ قال يد الله جواني المستشار السياسي لقائد الحرس، إنّ "على الولايات المتحدة أن تنتظر عواقب ما فعلته في سورية".

ونقلت وكالة "فارس"، عن جواني قوله، اليوم السبت، إنّ "الخيارات أمام محور المقاومة للرد على أميركا وحلفائها، باتت مفتوحة أكثر من السابق، عقب اتخاذ خطوة الضربات الجوية"، مضيفاً أنّ "ما حصل عدوان واضح ينتهك السيادة السورية".

واعتبر جواني أنّه "كان من المفترض أن تجري تحقيقات حول مزاعم استخدام سلاح كيميائي، ولكن أميركا تريد استخدام ذلك كذريعة للهجوم على دمشق"، قائلاً إنّ "ما حصل لن يغير المعطيات على الأرض لكنّه سيعقّد الأزمة، وهذا بالنتيجة لن يكون لصالح واشنطن في المنطقة، بل سيقوي محور المقاومة"، بحسب رأيه.

أما الخارجية الإيرانية، فشجبت في بيان رسمي، الضربات في سورية، ورأى المتحدث باسمها بهرام قاسمي، أنّ ما حصل "سيرفع من مستوى التوتر في الإقليم، ويشكّل انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية".

وذكر قاسمي أنّه "ليس لدى أميركا أي دليل على استخدام السلاح الكيميائي، لكن عليها أن تتحمّل مسؤولية التبعات المتوقعة إثر خطوتها هذه"، والتي رأى أنّها "أتت للتعويض عن خسائر واشنطن وحلفائها في سورية، بعد تراجع الإرهابيين في حلب، وتغيّر المعادلات في الغوطة الشرقية".

ورأى قاسمي، أنّ السياسة الأميركية "مزدوجة المعايير، إذ تتجاهل ما فعلته إسرائيل مؤخراً بحق غزة"، داعياً المجتمع الدولي لإدانة ما تفعله واشنطن.


من ناحيته، وصف محسن رضائي أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، الضربات في سورية، بأنّها "خطوة ترمي لحفظ ماء وجه ترامب، وتثبت ضعف أميركا في الخيارات العسكرية، وتغطي على خسارتها في سورية".

ورأى رضائي، اليوم السبت، في تصريح، أنّ "الموقف الروسي القاطع، وعدم مشاركة دول أوروبية للخطوة الأميركية، واحتمال تهديد إسرائيل من قبل حزب الله اللبناني، هو ما أوقف ترامب"، قائلاً "على ترامب أن يقتنع بأن إنهاء ما يجري في سورية، لن يكون باتخاذ خطوات عسكرية ستشعل المنطقة وستضر أميركا وإّنما يكون بدعم الحل السياسي".

وفي ما يتعلق بأنباء نشرتها مواقع إلكترونية، في وقت سابق، بشأن قدوم مقاتلات جوية روسية واستقرارها في إيران عقب الضربات الثلاثية لسورية، نقلت وكالة أنباء "فارس" عن مصدر عسكري، لم تحدد هويته، نفيه ذلك جملة وتفصيلاً، قائلا: "لم تستقر أي طائرات حربية روسية على الأراضي الإيرانية".

المساهمون