غزة ماضية في تحديها

غزة ماضية في تحديها

14 ابريل 2018
من تظاهرات غزة أمس (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

يواصل أهالي غزة، للجمعة الثالثة على التوالي، منذ الذكرى الـ42 ليوم الأرض، ثباتهم على المشاركة في مسيرات العودة، تحت مسمى جديد كل أسبوع، من العودة مروراً بالكاوتشوك إلى مسيرة جمعة العلم الفلسطيني، أمس الجمعة. فيما يحاول الاحتلال، في المقابل، إخراج المشاركين في هذه المسيرات عن مسارها الشعبي والسلمي، سواء بقمعها بالنار والغاز المسيل للدموع أو حتى محاولات زرع الفتنة الداخلية ودق الأسافين بين أهالي غزة وبين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأقذر السبل، التي يبرع فيها، بشكل خاص، الناطق بلسان جيش الاحتلال الدعائي، أفيخاي إدرعي، في محاولته تأليب الشعب الفلسطيني المحاصر في القطاع على سلطة "حماس".

في المقابل، بدأت الصحف الإسرائيلية، منذ صباح أمس، باتباع خط دعائي جديد يهيئ مسبقاً لجرائم القتل واصطياد الناس عبر بندقيات القناصة، بوصفه للمسيرات الشعبية والسلمية بأنها مسيرات عنف وشغب وإرهاب، حتى قبل إطلاق هذه المسيرات وقبل تجمّع الناس، لتهيئة جو ورأي عام إسرائيلي يقبل بسقوط الشهداء كأمر عادي، وكأن شيئاً لم يحدث. في المقابل، بدا أن جيش الاحتلال اكتشف حدود قوته، وعجزه عن مواجهة التظاهرات ما دامت سلمية، فأطلق سلسلة تحذيرات، على هيئة "تقديرات" نشرتها صحف الاحتلال ذهبت إلى أن من شأن حكومة الاحتلال قصف مواقع وأهداف لحركة حماس، في حال استمرت في تنظيم هذه المسيرات، علماً أن من ينظمها هي هيئة وطنية جامعة.

الامتحان الأكبر لمسيرات غزة، التي باتت شوكة تؤرق الاحتلال، خصوصاً مع ما بدا من تصعيد محتمل على الجبهة الشمالية، هو في ثبات الناس على مواصلتها، وعدم توقّفها، حتى لو خف الاهتمام العالمي بها حالياً. إن نجاحها، في حساب النتائج، سيكون بالأساس في الإبقاء على حالة الرفض الفعلي والشعبي لاستمرار الحصار. فأهل غزة، كما باقي الشعب الفلسطيني، يدركون أن المسيرات لن تكون هي التي ستضمن حق العودة وتحققه، لكنها بالتأكيد الأداة الأولى والحجر الأول الذي يرميه الفلسطينيون في العام الأخير في وجه محاولات تصفية القضية الفلسطينية كلها، وليس فقط حق العودة.

غزة ماضية في طريقها لتثبيت مسيرات حق العودة، وهو ما يلزم قيادة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية لوقف سياستها العقابية للقطاع والانضمام إلى غزة لتوحيد الملف الفلسطيني في ساحات العمل الشعبي والسلمي على الأقل، كي لا يبقى ذلك شعارا لتبرير حالة الخنوع التي تميز السلطة الفلسطينية.

المساهمون