أحزاب عراقية تستغل مناسبة دينية في الترويج لقوائمها الانتخابية

أحزاب عراقية تستغل مناسبة دينية للترويج الانتخابي: كعك وشاي بدلاً عن البرامج

11 ابريل 2018
تناورُ الأحزاب والتحالفات السياسية العراقية المُشاركة بالانتخابات البرلمانية(فيسبوك)
+ الخط -
تناورُ الأحزاب والتحالفات السياسية العراقية المُشاركة في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في الثاني عشر من مايو/ أيار المقبل، بالموعد القانوني لبدء الحملة الدعائية للتكتلات والشخصيات المرشحة، وتقوم كذلك باستغلال المناسبات الدينية للترويج لقوائمها، من خلال توزيع الطعام والشراب بدل تقديم الأفكار والبرامج.

وبعد وضع يافطات كبيرة لأسماء المرشحين وصورهم الضخمة في مناطق متفرقة من البلاد، قبل الموعد المحدد بأكثر من شهر، تستغل الأحزاب "الإسلامية" هذه الأيام ظاهرة الزيارة السنوية التي يحييها عشرات آلاف العراقيين بمناسبة وفاة موسى بن جعفر الكاظم (الإمام السابع عند الشيعة الاثني عشرية)، من خلال تقديم تلك الأحزاب خدمات مختلفة للزائرين المشاركين بإحياء المناسبة، القادمين من مناطق متفرقة من وسط العراق باتجاه منطقة الكاظمية في العاصمة بغداد، حيث يوجد مرقد الإمام الكاظم.

وشوهدت تحركات دعائية وانتخابية عديدة في هذه الخيم، حيث تم رفع صور لقادة بارزين في "التحالف الوطني" مثل هادي العامري وعمار الحكيم ونوري المالكي، وكذلك زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وتضمنت بعض الصور شعارات انتخابية صريحة، لكن دون وجود أرقام صريحة لمرشحي قوائم التحالف الوطني.

ويشار إلى أن مفوضية الانتخابات في العراق، أشارت الشهر الماضي، إلى أن موعد الحملة الانتخابية للمرشحين لانتخابات مجلس النواب سيكون ابتداء من 14 من شهر نيسان المقبل.

وقال المواطن حسين العطية (29 عاماً)، إن "بعض الأحزاب قامت بنشر مواكب لخدمة الزائرين بالمناسبات الدينية، واعتمدت على توزيع الكعك والشاي".

وبين العطية لـ"العربي الجديد"، أن "استغلال المناسبات الدينية بالترويج لأحزاب إسلامية-سياسية، انتخابياً، يعد ضعفاً في الأحزاب ذاتها"، متسائلاً: "كيف يمكن للناخب الوثوق بحزب يمثله في البرلمان، أو في الحكومة المقبلة، إن كان كل برنامجه الانتخابي يعتمد على توزيع الكعك والشاي في المناسبات الدينية، وليس على أساس المبادئ والأفكار التي ينطلق منها نحو البناء والإعمار، أو على الأقل القضاء على الفساد كخطوة أولى".

وأضاف أن "انتشار مواكب الأحزاب السياسية لخدمة الزائرين بالمناسبات الدينية، أمر ليس بجديد، وقد بدأ في وقت مبكر من الدعاية السياسية العراقية"، موضحاً أن "كبار القادة استخدموا هذه (الحيلة)، فوزعوا الطعام، والشراب وساروا مع الزائرين إلى الأضرحة، لكنهم برغم ذلك وقفوا بالضد من مصالح منتخبيهم في البرلمان، وتلوثوا بالفساد، بل حتى أن عدداً منهم تلطخت أيديه بالدماء".

وكانت القيادية في التحالف المدني الديمقراطي النائب شروق العبايجي، كشفت في مؤتمر صحافي عقدته الأسبوع الماضي، أن أحزاباً إسلامية تسعى لاستغلال زيارة الإمام الكاظم، بهدف الترويج لقوائمها الانتخابية.

وقالت العبايجي، إن "بعض الأحزاب تسعى خلال الزيارة إلى الترويج لقوائمها الانتخابية، وكسب أصوات المواطنين عن طريق توظيف الأمور الدينية"، مبينة أن "هذه التصرفات تخالف قانون المفوضية، فهي توصي بعدم استغلال الزيارات الدينية للأمور السياسية أو الدعائية".

وأضافت أن "العراقيين أصبحوا يعون التوظيف السياسي لمثل هكذا أمور روحية ودينية، ولن تنطلي على الشعب بعد الآن".

من جانبه، شرح عمر زياد، وهو مرشح للانتخابات البرلمانية العراقية، عن تحالف "تمدن"، أن "الاحزاب الإسلامية هذه، مقربة من السلطة الحالية ولا يستطيع القانون محاسبتها".

وقال إن "المرشحين من التيارات المدنية لا يمكنهم التجاوز على القانون واستخدام الممارسات الدينية للأغراض الانتخابية، لأننا أولاً نحترم الدين، وثانياً نقدس القانون"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "هناك إعلانات عملاقة تغزو شوارع العاصمة، تحمل صوراً لمرشحين وقادة أحزاب، وهذا يخالف قانون مفوضية الانتخابات".

وتابع أن "الأحزاب الإسلامية التي تستغل زيارة الإمام الكاظم، مقربة من السلطة وبعضها يمثل السلطة نفسها، والجهات الرقابية صامتة، دون إنذار المخالفين أو معاقبتهم".

وينص قانون الانتخابات العراقي لسنة 2016، بمعاقبة الحزب المتجاوز على محظورات قانون الانتخابات لا سيما استغلال المناسبات الدينية للترويج الانتخابي، وذلك بحسب الخبير بالقانون العراقي علي التميمي.

وقال التميمي لـ"العربي الجديد"، إن "القانون منع الاستغلال لأي ممارسة دينية أو مذهبية أو فئوية، فيما عاقب المتجاوز بغرامة مالية تقدر 25 مليون عراقي (20 ألف دولار أميركي)"، مبيناً أن "مفوضية الانتخابات يحق لها شطب الكيان أو الحزب أو الشخصية المتجاوزة على مناسبة دينية تخص شريحة من الشعب، كما يحق للمواطن التبليغ عن هذه الحالات، ليتم رفع هذه المواكب".

 

 

المساهمون