كوربن يحرج ماي قبيل لقائها بن سلمان بشأن اليمن

على وقع الاحتجاجات المرافقة لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى بريطانيا، دافعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، عن صلات بلادها بحليفتها السعودية، في مجالي الدفاع والأمن، مؤكدة في الوقت عينه، أنّها ستثير "المخاوف" بشأن حقوق الإنسان، خلال لقائها بن سلمان.

وقالت ماي، أمام البرلمان، اليوم الأربعاء، رداً على سؤال من جيريمي كوربن زعيم حزب "العمال" المعارض، إنّ "الصلة التي تربطنا بالسعودية تاريخية. إنّها مهمة وأنقذت أرواح مئات الأشخاص على الأرجح في هذه الدولة".

وأضافت ماي، بحسب ما أوردت "رويترز"، "سنثير المخاوف بشأن حقوق الإنسان مع ولي العهد السعودي".

في المقابل، اعتبر كوربن، أنّ بريطانيا "توجّه الحرب" التي تشنها السعودية في اليمن، متهماً رئيسة الوزراء "بالتواطؤ فيما تقول الأمم المتحدة، إنّه دليل على جرائم حرب في اليمن".

وطالب زعيم حزب العمال، ماي باستغلال اجتماعها المرتقب مع بن سلمان "لوقف إمدادات الأسلحة والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في اليمن".

وقال كوربن، أمام البرلمان، إنّ "كارثة إنسانية تحدث الآن في اليمن. الملايين يواجهون الموت جوعاً، 60 ألف طفل يعانون من الكوليرا بسبب حملة القصف والحصار بقيادة السعودية".

وأضاف أنّ " ألمانيا أوقفت مبيعات الأسلحة إلى السعودية، لكن مبيعات الأسلحة البريطانية زادت بشكل حاد، والمستشارون العسكريون البريطانيون يوجّهون الحرب".

وكان بن سلمان قد وصل ليل الثلاثاء إلى لندن حيث استقبله وزير الخارجية بوريس جونسون. وسيقوم اليوم الأربعاء، بزيارة إلى قصر بكنغهام لإجراء محادثات مع الملكة إليزابيث وتناول الغداء معها. وبعد الغداء، سيلتقي الوفد السعودي بماي وحكومتها، في مقرها بداوننغ ستريت، لتدشين "مجلس الشراكة الاستراتيجية" البريطاني السعودي.

وذكر المتحدث باسم ماي، أمس أنّها تعتزم استغلال العشاء الخاص، غدا الخميس، في مقر الإقامة الريفي في تشيكرز، وهو قصر يعود للقرن السادس عشر على بعد 60 كيلومتراً شمال غربي لندن، لإثارة المخاوف بشأن الأزمة الإنسانية في اليمن.

ويقاتل تحالف تقوده السعودية الحوثيين في اليمن، مما أوجد ما وصفتها الأمم المتحدة، في يناير/كانون الثاني، بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وقال المتحدث باسم ماي "يمكنكم أن تتوقعوا أن يناقشا اليمن، ورئيسة الوزراء ستعبر عن مخاوف عميقة بشأن الوضع الإنساني... ستؤكد مجدداً أيضاً على مدى الجدية التي نأخذ بها مزاعم حدوث انتهاكات للقانون الدولي الإنساني".


(العربي الجديد)