62 قتيلاً في الغوطة... ومجلس الأمن يدعو لتنفيذ الهدنة

62 قتيلاً في الغوطة الشرقية... ومجلس الأمن يدعو لتنفيذ وقف إطلاق النار

07 مارس 2018
النظام وروسيا يواصلان حرق الغوطة (Getty)
+ الخط -



ارتفعت حصيلة ضحايا قصف النظام السوري على أحياء الغوطة الشرقية، اليوم الأربعاء، إلى 62 قتيلاً وأكثر من 150 جريحاً بينهم نساء وأطفال، في حين قال سفير هولندا في الأمم المتحدة والرئيس الحالي لمجلس الأمن، كاريل فان أوستيروم، إن المجلس دعا، إلى تنفيذ وقف إطلاق النار في أنحاء سورية، وعبر عن قلقه بشأن الوضع الإنساني في البلاد.

وقال أوستيروم: "بحث المجلس وقف القتال وجدد دعوته لتنفيذ القرار 2401".

وكان المجلس قد أصدر قرارا بالإجماع، في 24 فبراير/ شباط الماضي، دعا إلى هدنة مدتها 30 يوماً في عموم سورية، على رأسها الغوطة الشرقية، والسماح بإدخال المواد الغذائية والطبية والإجلاء الطبي.

وجاءت تصريحات السفير الهولندي بعد اجتماع مغلق للمجلس استعرض خلاله أحدث تطورات الوضع في سورية بناء على طلب بريطانيا وفرنسا، وفق "رويترز".

واتهمت الأمم المتحدة النظام السوري، اليوم الأربعاء، بالتخطيط لما يشبه "نهاية العالم" في بلاده بعد الهجوم المستمر على الغوطة الشرقية، وحذّرت من أنّ الحرب في سورية دخلت "مرحلة رعب" جديدة.

وقال المفوض الأعلى لحقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين، خلال عرضه تقريره السنوي في جنيف: "هذا الشهر، وصف الأمين العام (للأمم المتحدة) الغوطة الشرقية بأنّها جحيم على الأرض. في الشهر المقبل، أو الذي يليه، سيواجه الناس في مكان آخر نهاية العالم، نهاية عالم متعمدة، مخططاً لها وينفّذها أفراد يعملون لحساب الحكومة، بدعم مطلق على ما يبدو من بعض حلفائهم الأجانب".

ارتفاع حصيلة الضحايا

في غضون ذلك، ارتفعت حصيلة قصف النظام على أحياء الغوطة إلى 62 قتيلاً وأكثر من 150 جريحاً بينهم نساء وأطفال.

وقالت مصادر من الغوطة الشرقية لـ"العربي الجديد" إن القصف المدفعي والجوي والصاروخي من قوات النظام السوري على الأحياء السكنية في مدن وبلدات غوطة دمشق المحاصرة أسفر عن مقتل 62 مدنيا وجرح أكثر من 150 مدنيا، بينهم أطفال ونساء.

وأوضحت المصادر أن الضحايا توزعوا على خمسة وعشرين قتيلا في حمورية، وخمسة في سقبا، وثلاثة في جسرين، وسبعة في كفربطنا، وعشرة في حزة، وخمسة في مسرابا، وسبعة في كل من دوما ومديرا وحرستا وعربين، فيما تبقى الحصيلة مرجحة للارتفاع بسبب وجود مصابين بجروح خطرة، واستمرار القصف على المنطقة.

كما وقعت حالات اختناق بين المدنيين، مساء الأربعاء، جراء قصف لقوات النظام السوري بقذائف تحوي غازات سامة على بلدة سقبا ومدينة حمورية، حسب الدفاع المدني السوري في ريف دمشق.

من جانبه، قال رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري في تصريح: "إن المطلوب من مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، أن يُتخذ قرارات رادعة وحاسمة وجدية تجبر النظام وحلفاؤه على تطبيق قرارات المجتمع الدولي بشكل كامل".

وأضاف أن "أهلنا في الغوطة اتخذوا قرارهم بشكل واضح، أرض الغوطة لأهل الغوطة، ولا يمكن السماح بالتهجير القسري الذي يخدم مصلحة ومخطط إيران أولاً ومن ثم مصلحة النظام".

وفي سياق متصل، عقد وفد من هيئة التفاوض السورية عدداً من اللقاءات مع وفود الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ليلة الأربعاء في مدينة نيويورك الأميركية، وبحث معهم سبل تعزيز التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2401 بشكل عاجل وفوري.

وأفادت الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري أن وفد الهيئة التقى كلاً من السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، والبعثة الفرنسية، إضافة إلى المندوب الدائم لتركيا في الأمم المتحدة، السفير فريدون هادي سينيرلي أوغلو، وأعضاء البعثة التركية.

وأكد عضو الوفد هادي البحرة خلال اللقاءات ضرورة ضمان الدول الدائمة في مجلس الأمن لوقف الأعمال العدائية لمدة 30 يوماً متتالية ومستمرة، مشدداً على "وضع آليات رقابة وعقابية على الطرف المخالف"، بهدف ضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للمناطق المحاصرة.

ولفت إلى أن إدخال المساعدات يجب أن يكون دون انقطاع، إضافة إلى إخلاء الجرحى والمرضى، ولا سيما في منطقة الغوطة الشرقية، مشيرا إلى أن ما يحدث في الغوطة الشرقية من ارتكاب جرائم حرب على نطاق واسع، يأتي بهدف فرض سياسات التهجير والتغيير الديمغرافي.

من جانبهما أعرب كل من السفير الفرنسي والتركي عن التزام بلادهما بتنفيذ القرار الدولي، واعتبرا أن وقف إطلاق النار بشكل كامل، خطوة حاسمة تجاه إنجاز الحل السياسي الدائم، رافضين جميع أنواع التهجير القسري أو التغيير الديمغرافي.