بساتين القيارة.. الموعد الأخير لـ"داعش" في الموصل

بساتين القيارة.. الموعد الأخير لـ"داعش" في الموصل

بغداد

زيد سالم

avata
زيد سالم
06 مارس 2018
+ الخط -

واصلت مدفعية وطائرات القوات العراقية، لأكثر من ست ساعات ليل أمس الإثنين، ضرب مواقع لعناصر من تنظيم "داعش" في منطقة القيارة (60 كيلومتراً جنوب الموصل)، بإسنادٍ جوي من التحالف الدولي، بعدما تجمع الإرهابيون من بلدات مختلفة، واختبؤوا في بساتين كثيفة وواسعة في هذه المنطقة. وأدى القصف إلى مقتل عدد منهم، فيما تمكن عشرات آخرون من الهرب.

وقال محمد الجبوري، وهو قيادي في الحشد العشائري التابع تنظيمياً لمليشيا "الحشد الشعبي"، إن "القوات الأمنية نفذت ليلة أمس قصفاً مدفعياً وجوياً استهدف أماكن تواجد داعش في قرى القيارة"، موضحاً في حديث لـ"العربي الجديد" أن "الطيران الحربي استهدف قرية المرير أيضاً، التي كانت تضم عشرات الإرهابيين من داعش، بينهم مسؤولون في التنظيم".

وأكد الجبوري أن "طيران التحالف الدولي شارك أيضاً بضربات جوية موفقة، ولا يوجد حتى الآن إحصاء دقيق لعدد قتلى داعش وخسائرهم".

من جهته، أكد ضابط في شرطة الموصل لـ"العربي الجديد" أن "المنتمين المعروفين لداعش ممن لم يعتقلوا حتى هذه اللحظة، يتنقلون بصورة مستمرة بين مناطق جنوب الموصل، ويعتمدون في ترحالهم على المساعدات من المتعاطفين معهم"، موضحاً أن "مناطق جنوب الموصل، المتمثلة بالقيارة والشخير وحويجة المرير، أماكن ذات كثافة خضراء واضحة، فضلاً عن ضعف التواجد الأمني هناك، لذا يستطيع الإرهابيون الاستقرار فيها". وأشار إلى أن "عديد داعش هناك قد يصل إلى مئة عنصر، وهم عناصر عراقيون، لا يوجد بينهم أي أجنبي".

ولفت الضابط في الشرطة العراقية إلى أن "عملية القصف يوم أمس، أدت إلى مقتل 50 عنصراً من داعش، فيما هرب أكثر من 20 آخرين"، مستبعداً في الوقت ذاته أن "يكون الهاربون حفروا أنفاقاً للاختباء فيها".

وكان برلمانيون من محافظة نينوى قد حذروا خلال مؤتمر جمعهم، الشهر الماضي، من أن خلايا نائمة تابعة لـ"داعش" بدأت تنشط في الجانب الأيسر لمدينة الموصل، داعين الحكومة المركزية والقيادة العسكرية إلى التنبه أكثر، ومحذرين من أن بعض الجهات السياسية تعمل جاهدة على ضمان الأصوات الانتخابية "حتى وإن كان على حساب إرباك الوضع الأمني في المحافظة".

من جهته، قال عضو المجلس المحلي لمحافظة نينوى، حسام العبار، إن "عناصر داعش لم يعودوا قادرين على البقاء في المدن، بسبب قوة الاستخبارات العسكرية والإفادات المحلية المستمرة حول أماكن تواجدهم، الأمر الذي يجعلهم ينطلقون إلى أطراف المدن والبساتين البعيدة عن المراكز السكنية"، لافتاً إلى أن "بلدات فقيرة مثل حاوي القيارة، هي الأكثر ملاءمة لوضعهم".

وأوضح العبار، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "القوات الأمنية كانت تعلم منذ حوالي شهر، بأن العناصر الإرهابية بدأت تتوجه إلى منطقة الحاوي لكنها تريثت في ضربهم حتى تزداد أعدادهم"، لافتاً إلى أن "القصف الذي حدث يوم أمس لم يستهدف المدنيين في البلدة، فقد تم أخذ الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة المواطنين الأبرياء".

وأشار كذلك إلى أن "بعض المناطق في الساحل الأيمن من المدينة، تحوي إرهابيين، لذا تسعى القوات الأمنية إلى شنّ حملة تفتيش واسعة في وادي حجر وحي الجوسق والطيران خلال الأيام المقبلة".

يذكر أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، كان أعلن في أغسطس/ آب 2016، استعادة السيطرة على ناحية القيارة في جنوب الموصل بالكامل من قبضة "داعش"، معتبراً حينها أنها "خطوة مهمة" لتحرير الموصل.

والقيارة منطقة إستراتيجية، تقع ما بين تكريت شمالاً والموصل جنوباً، وتضم قاعدة جوية أصبحت بعد تحريرها نقطة تمركز للقوات العراقية والتحالف الدولي.

 

 

 

 

ذات صلة

الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة
"خطوة".. مشروع صناعة الأطراف لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة بالموصل

مجتمع

معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تعرضوا لبتر أحد أطرافهم خلال الحرب أو بسبب مضاعفات مرض السكري أو من يعانون من تشوهات منذ ولادتهم، ألهمت جميعها تقى عبد اللطيف (25 عاما)، رفقة زميلها محمد قاسم، افتتاح مركز لصناعة الأطراف الصناعية
الصورة
قاعة الأعراس في الحمدانية في نينوى في العراق 1 (فريد عبد الواحد/ أسوشييتد برس)

مجتمع

أعاد حريق قاعة الأعراس في محافظة نينوى العراقية الذي خلَّف مئات القتلى والمصابين، ليلة أمس الثلاثاء، مشهد الحرائق المتكرّرة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة والتي خلّفت مئات القتلى والجرحى.
الصورة
صندوق من فاكهة الرمان (Getty)

مجتمع

أفاد تحقيق صحافي عراقي بأنّ بغداد تلقّت شحنة رمّان من بيروت تبيّن أنّها محشوّة مخدّرات، علماً أنّ هذه الشحنة جزء من سداد قيمة مستحقّات النفط العراقي المخصّص لبيروت.