دعوى قضائية ضد رجل دين مُقرّب من حزب المالكي

أول دعوى قضائية ضد رجل دين عراقي مقرب من حزب نوري المالكي

04 مارس 2018
الشيخ الكفيشي مقرب من حزب الدعوة (تشيب سوموديفيلا/Getty)
+ الخط -


سجلت دعوى قضائية ضد رجل الدين العراقي كمال الكفيشي بتهمة التحريض على قتل التيار المدني والقومي في البلاد، معتبراً في كلمة له التيار المدني والقومي بالعراق مثل تنظيم "داعش" الإرهابي ويجب التخلص منه.

وكشف نواب عراقيون عن عزمهم تقديم دعوى أخرى لمنع الكفيشي من الظهور في وسائل الإعلام ومحاسبته على تصريحاته.

وكان الشيخ كمال الكفيشي، وهو رجل دين بارز ومقرب من حزب "الدعوة الإسلامية"، والذي يتزعمه نوري المالكي، قد تحدث قبل أيام خلال كلمة له عمّا وصفه "خطر المدنيين على العراق ومحاربتهم للإسلام".

وأضاف في كلمته "استطاع العراقيون أن يدحروا الإرهابيين الدواعش وهذه معركة بسيطة لأنهم (داعش) احتلوا الأرض وحملوا السلاح وواجهناهم بالسلاح وقضينا عليهم، لكن الذين يختفون في داخل الساحة العراقية ويحتلون العقول والقلوب والنفوس هؤلاء يفسدون عقول شبابنا وبناتنا الرجال والنساء، وأفسدوا المؤسسات والجامعات والمجتمع، هؤلاء العلمانيون الذين ينشرون مبادئ الكفر والإلحاد مبادئ الشيوعية الكافرة، والقومية الشريرة، والمدنية المتدنية هؤلاء من يواجههم؟ يجب أن نواجههم".


وارتفعت، أخيراً، شعبية الأحزاب والتيارات المدنية والحركات ذات الطابع القومي العربي خاصة جنوب البلاد، في خطوة اعتبرت رداً على التغلغل الإيراني في البلاد.

وأكّد عضو نقابة المحامين العراقية حسين المعموري لـ"العربي الجديد"، أنّ "عدداً من المواطنين العراقيين المدنيين رفعوا دعوى قضائية ضد الكفيشي وفقاً لأحكام المادة 200 من قانون العقوبات العراقية لسنة 1969 الخاص بالتحريض على العنف ونشر الكراهية".

ولفت إلى أنّ "الدعوة قدمت من قبل مجموعة أشخاص وتعتبر الأولى من نوعها في العراق منذ الاحتلال الأميركي، إذ يتم رفع دعوى قضائية ضد رجل دين من أبناء طائفته"، وفقاً لتعبيره.

بدورها، طالبت عضو لجنة الثقافة والإعلام في البرلمان، سروة عبد الواحد، هيئة الإعلام والاتصالات بمنع الداعية الإسلامي الشيخ عامر الكفيشي من الظهور الإعلامي، داعية القناة الفضائية التي ظهر عبرها إلى الاعتذار للشعب العراقي.

وقالت عبد الواحد، في بيان صحافي، تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، إنه "انتشر في الآونة الأخيرة فيديو للكفيشي الذي يطالب بقتل المدنيين والعلمانيين عبر إحدى القنوات الفضائية".

وأضافت "نشعر بقلق شديد من هذه التصريحات"، مبينةً "في الوقت الذي نطالب فيه القنوات الإعلامية بالابتعاد عن كل ما يشجع على الاٍرهاب الفكري، نطالب هيئة الإعلام والاتصالات بإتخاذ صلاحيتها في منع هذا الشيخ من الظهور الإعلامي الذي يزعزع الأمن المجتمعي من خلال فتاويه الداعية إلى القتل وتشبيه المدنيين بأنهم أسوأ من داعش".

واستنكرت عبد الواحد هذا "التوجه الإعلامي الخطير"، داعيةً في الوقت نفسه "القناة التي يظهر الكفيشي من على شاشتها إلى الاعتذار لما بدر منها تجاه شريحة واسعة من الشعب العراقي، إذ أنه من المجحف المقارنة بين داعش والمدنيين وهذا أمر مرفوض بالنسبة لنا".

من جهته، أعلن النائب، عقيل عبد الحسين، عن رفعه دعوى قضائية ضد الكفيشي، قائلاً في تصريح لوسائل إعلام محلية إن "تصريحات الكفيشي تنم عن قصور في رؤية رجل الدين، وتحرض على العنف وينبغي الوقوف بوجه تلك الأصوات الداعية إلى التصعيد والتحريض والعداء الفكري".

وتصاعدت، أخيراً، موجة العداء للتيار المدني والقومي العربي في العراق على حد سواء، إثر تصريحات لمستشار قائد الثورة الإيرانية علي أكبر ولايتي خلال زيارته إلى بغداد هاجم فيها من وصفهم بـ"العلمانيين والمدنيين"، تلتها مواقف تحريضية من مليشيات ورجال دين مقربين من إيران أخذت منحى تصاعديا في الأيام الأخيرة ضد التيار المدني بشكل عام في البلاد.