إعلام السيسي يمهد لاعتقال المتحدث باسم سامي عنان

إعلام السيسي يمهد لاعتقال المتحدث باسم سامي عنان

22 مارس 2018
النظام المصري يواصل ملاحقة معارضيه (العربي الجديد)
+ الخط -
بذات الصياغة الركيكة، والأخطاء النحوية، بثّ العديد من المواقع الإلكترونية الموالية، مساء الخميس، خبراً منسوباً لمصادر مجهولة عن استضافة شبكة "التلفزيون العربي" أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، حازم حسني، لمدة أسبوع في العاصمة البريطانية لندن، لـ"التشكيك في الانتخابات الرئاسية" المحسومة نتائجها سلفاً للرئيس عبد الفتاح السيسي من دون وجود منافسة.

وأفادت مصادر إعلامية مطلعة لـ"العربي الجديد" بأن "الخبر مصدره جهاز الأمن الوطني في وزارة الداخلية المصرية، إيذاناً بالقبض على المتحدث باسم حملة المرشح الرئاسي السابق، المعتقل حالياً، الفريق سامي عنان، في حال انتقاده انتخابات الرئاسة من الخارج، ومحاولة عودته إلى بلاده، على غرار ما حدث مع رئيس حزب (مصر القوية)، المرشح الرئاسي السابق، عبد المنعم أبو الفتوح".

واعتقلت السلطات المصرية أبو الفتوح فور عودته من بريطانيا في منتصف فبراير/شباط الماضي، بعدما وجه انتقادات لاذعة للسيسي ونظامه في حوارات إعلامية أجراها في لندن مع "التلفزيون العربي" و"شبكة الجزيرة" وهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إذ وجهت نيابة أمن الدولة إليه اتهامات عدة، من بينها "التحريض ضد مؤسسات الدولة، ومحاولة قلب نظام الحكم، وإذاعة أخبار من شأنها إثارة البلبلة وإحداث الفتن".

وكان المحامي المحسوب على النظام، سمير صبري، قد قدم بلاغاً ضد حسني إلى النائب العام، يطالب فيه بإحالته إلى المحاكمة الجنائية، بعدما اتهمه بـ"التشكيك في نزاهة القضاء"، والهجوم بضراوة على رئيس الجمهورية، والذي وصل في بعض الأحيان إلى حد الإهانة، والتشكيك في "إنجازاته"، معتبراً أن تصريحات متحدث عنان يقصد بها "خلخلة مؤسسات الدولة، وإشاعة الفوضى، ومناصرة جماعة الإخوان".

وأبرزت مواقع "بوابة الأهرام" الحكومية، و"اليوم السابع" و"فيتو" و"البوابة نيوز" و"الفجر" الخبر ذاته، والذي وصف "التلفزيون العربي" بـ"القناة الإخوانية"، زاعماً تكفّلها بمصاريف إقامة حسني في لندن لمدة أسبوع كامل، شاملاً مصروفات "الجيب"، والتنزه، والتسوق، بهدف التشكيك في الانتخابات الرئاسية، والعمل على إسقاط الدولة المصرية لمصلحة جماعة الإخوان.

وأورد الخبر أن "حسني سيظهر على القناة (الإخوانية) لبث الشائعات ضد الدولة المصرية، بالتنسيق مع قيادات جماعة الإخوان الهاربة في الخارج، بهدف استهداف رموز الدولة، والتشكيك في نزاهة الرئاسيات لإفساد العملية الانتخابية"، متهماً متحدث عنان بـ"الهجوم الممنهج على المؤتمرات التي يشرف عليها رئيس الجمهورية، وانتقاد المشروعات التي يدشنها".

كذلك، أشار الخبر إلى أن "حسني وجد في جماعة الإخوان (الإرهابية) فرصته للحصول على تمويل مالي، مقابل تنفيذ مخططها الذي يستهدف إفساد انتخابات الداخل عبر ترويج الشائعات، وتصدير الإحباط للمواطنين"، والادعاء بأن "التلفزيون العربي" ممول من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، ويحظى برعاية خاصة من أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وتابع أن "حسني قبل العرض شريطة منحه ساعات أكبر في الظهور على شاشة القناة اللندنية، لتوصيل رسائل إلى أعضاء جماعة الإخوان بالتحرك لإفساد الانتخابات"، مختتماً بالزعم أنه "التقى عدداً من قيادات الجماعة للاتفاق حول المصطلحات التي سيستخدمها خلال لقاءاته الإعلامية، للطعن في نزاهة الرئاسيات المقرر إجراؤها على ثلاثة أيام، اعتباراً من الإثنين المقبل". 


وتوارى حسني عن الأنظار نسبياً خلال الفترة الأخيرة، في ظل تصاعد هجمة النظام الشرسة ضد منتقديه، واعتقال العديد من رموز المعارضة، وزجهم في "زنازين" انفرادية، من دون اعتبار لأعمارهم المتقدمة، أو حالتهم الصحية، ما دفعه للاكتفاء بتدوين آرائه في ما يجرى من أحداث بين الحين والآخر على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

وكتب حسني، في 16 مارس/آذار الماضي، قائلاً: "قطاع من مؤيدي السيسي يستمتع بحالة فريدة من الهرتلة السياسية.. وأشاعوا أنني من الإخوان، وكرروها حتى صدقوا أنفسهم، ثم ها هم يتمادون في سكرهم بالحديث عن دوري المشبوه في دعم الإرهاب، والتحريض عليه.. هذه العقول والضمائر المهترئة ستكون سبب انهيار مصر!".

كما وصف مطالبة السيسي السابقة للشعب بسداد ما عليه من ديون للجيش بـ"الحديث المنفلت سياسياً"، حيث قال حسني إن "السيسي يصر على ربط الجيش بسفينة حكمه الغارقة.. وكأن معركته السياسية هي معركة الجيش، أو كأن مقاطعة الشعب للانتخابات تعني خذلان مصر لجيشها.. السيسي يتحدث عن نفسه باعتباره منتمياً للجيش والشرطة، لا باعتباره رئيساً لمصر".

وفي مطلع الشهر الجاري، اتهم حسني السيسي بالتورّط في "الخيانة العظمى"، من جراء تفريطه في جزيرتي "تيران وصنافير" لمصلحة السعودية، والتدليس على الشعب المصري، والعمل على إفقاره، وإهدار الدستور، وتدمير قيم الجمهورية، على خلفية قوله إنه "لن يسمح بالإساءة للقوات المسلحة أو الشرطة، لأنها تعد خيانة عظمى".

وقال حسني معقباً: "التفريط في تيران وصنافير، أرضاً ومضيقاً، هو خيانة عظمى.. التفريط في مصالح البلاد العليا، هو خيانة عظمى.. التدليس على الشعب، وإفقاره، وإذلاله، هو خيانة عظمى.. إهدار الدستور، وتدمير قيم الجمهورية، هو خيانة عظمى.. والقائمة تطول.. احترام الجيش يبدأ باحترام دوره، وعدم الخلط بينه وبين أدوار آخرين".