بعد عفرين.. إلى أين تتجه "غصن الزيتون"؟

بعد عفرين.. هل تتجه "غصن الزيتون" إلى تل رفعت أم منبج؟

21 مارس 2018
قوات "غصن الزيتون" سيطرت على عفرين(خليل فيدان/الأناضول)
+ الخط -
واصل "الجيش السوري الحر" مدعوما بالجيش التركي، اليوم الأربعاء، عملياته العسكرية في منطقة عفرين، شمال غرب سورية، وسيطر على قرية جنوب المنطقة بعد معارك عنيفة مع مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، المدعومة بمليشيات النظام السوري.

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن "الجيش السوري الحر" سيطر بدعم تركي على قرية كيمار في محور الباسوطة، جنوب غرب عفرين، بعد معارك مع مليشيا "وحدات حماية الشعب" ومليشيات النظام السوري.

وتُشرف التلال المحيطة بقرية كيمار على بلدتي نبل والزهراء الخاضعتين لسيطرة المليشيات الإيرانية والمليشيات المحلية المساندة لقوات النظام السوري.

وطاول قصف مدفعي من الجيش التركي مواقع لمليشيات النظام السوري في قريتي براد وباصوفان وبلدة نبل، جنوب ناحية عفرين.

من جانبها، تحدثت مصادر موالية للنظام السوري عن هجوم وصفته بـ"الواسع" من قوات "الجيش السوري الحر" والجيش التركي على مواقع النظام في ريف حلب الشمالي.

وأضافت أن مدفعية "الجيش السوري" قامت بقصف مواقع في جبل الأحلام والباسوطة وكيمار ردا على القصف والهجوم التركي.

وجبل الأحلام ملاصق لقرية باسوطة وهو قريب من مناطق سيطرة قوات النظام في بلدتي نبل والزهراء ويشرف عليها. وقد سيطرت فصائل عملية "غصن الزيتون" والجيش التركي، أمس، على قرى عين دارة وكرزيحلة وقاضي ريحلة وباسوطة، جنوب مدينة عفرين، بعد معارك قالت غرفة عمليات "غصن الزيتون" إنها أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف مليشيات "الوحدات الكردية".



ورأى مراقبون أن الوجهة المقبلة لعملية "غصن الزيتون" قد تكون مناطق تل رفعت ومنغ التي انتزعتها الوحدات الكردية في وقت سابق، وتم تهجير أهلها، في حين يرى آخرون أن فتح معركة منبج هو الهدف الأول لتركيا.

غير أن "مجلس سورية الديمقراطي"، الذي يدير مناطق "الإدراة الاذاتية" الكردية، اعتبر أن منطقة منبج الواقعة تحت سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" في ريف حلب الشمالي هي "خط أحمر ولا يمكن للجيش التركي الوصول إليها".

وقال عضو الهيئة الرئاسية في المجلس حكمت الحبيب، في تصريح لوكالة "سمارت"، اليوم، إن منطقة منبج تعتبر من مناطق النفوذ الأميركي، ولا تستطيع الحكومة التركية القيام بعمل عسكري فيها وهناك "تفاهمات دولية" بهذا الخصوص، حسب تعبيره.

وأوضح حبيب أنّ انسحاب "وحدات حماية الشعب" الكردية من مدينة عفرين كان لتجنب سقوط قتلى في صفوف المدنيين، لافتاً إلى أنهم سيبدأون "مقاومة شعبية" بعد سيطرة القوات التركية عليها.

وكانت فصائل "الجيش الحر" قد سيطرت، الأحد الماضي، على مدينة عفرين، ورافقت ذلك تجاوزات من جانب بعض العناصر، ما أثار موجة من الانتقادات.

وذكر بيان صادر عن قيادة "الجيش الوطني السوري" أنه تم استقدام وحدات خاصة للتصدي للخارجين على القانون من "أفراد الجيش الحر"، وتم نصب حواجز على مداخل مدينة عفرين ومصادرة المسروقات التي حاول الفاعلون نقلها إلى خارج المدينة، إذ نقلت إلى مستودعات تابعة للشرطة العسكرية من أجل إعادتها إلى أصحابها.

وأضاف البيان المصوّر أنّ اجتماعات عقدت مع القادة الميدانيين لضبط الأوضاع على الأرض، ومنع خروج أي سيارة من عفرين لمدّة أسبوع حتى يتم ضبط الأوضاع، مشدداً على ضرورة أن يلتزم كل فصيل بقطاعه ومنع انتقال عناصره إلى قطاع آخر إلا بمهمة رسمية، مؤكداً حرص "الجيش الحر" على ممتلكات المدنيين وأرواحهم.

وذكرت مصادر محلية أنه "تمت إقامة حاجز للجيش الحر والجيش التركي عند مدخل عفرين مع عربات عسكرية ثقيلة، ومنع الدخول إلى المدينة حتى يتم الانتهاء من تفكيك الألغام والعبوات الناسفة".

ولفتت إلى دخول مساعدات إنسانية إلى عفرين، أمس الثلاثاء، وتوزيعها على الأهالي، مبينةً أنه "يجري التحضير لحملات تطوعية لتنظيف المدينة في الأيام المقبلة".



إلى ذلك، نشرت القوات المسلحة التركية عبر صفحتها الخاصة على موقع " تويتر" صوراً قالت إنّها لسكان من عفرين عند تسليمهم عناصر من "الوحدات الكردية" للقوات المسلحة التركية، فيما قام قائد الجيش الثاني في القوات التركية، الفريق أول إسماعيل متين تمل، بزيارة إلى المدينة، تفقد خلالها القوات التركية المشاركة في عملية "غصن الزيتون"، كما أشرف على توزيع المساعدات الإنسانية لأهالي عفرين، التي أرسلتها الحكومة التركية بالتعاون مع رئاسة إدارة الطوارئ والكوارث التركية (آفاد).

وكانت الأمم المتحدة قالت، أمس، إن عملية توصيل إمدادات المياه إلى منطقة عفرين توقفت قبل خمسة أيام بسبب العملية العسكرية هناك. ولفت بيان المنظمة الدولية إلى أن السكان يعانون من نقص حاد في إمدادات المياه بعد تدمير مصدر المياه بسبب القتال.

وأشار البيان إلى أنّ "عشرين ألف عائلة نزحت إلى القرى المحيطة بعفرين، تعمل يونيسف على تقديم المساعدات الغذائية لهم، وأن مئة ألف شخص، نصفهم من الأطفال، ما زالوا في منطقة عفرين، وهم بحاجة إلى مساعدات إنسانية طارئة".

على صعيد متصل، شجب بيان للخارجية التركية مزاعم الصليب الأحمر بفقدان مصداقية الهلال الأحمر التركي بين المدنيين في عفرين.

ووصف المتحدث باسم الخارجية التركية، حامي أقصوي، انتقادات الصليب الأحمر بأنها "غير مقبولة، ولا تنم عن حسن نية". وأضاف أن "الصليب الأحمر أول من يعلم جيدًا أن الهلال التركي مستمر في تقديم المساعدات على مستوى العالم، دون أي تفرقة على أساس اللغة أو الدين أو الجنسية أو الجغرافيا".

وكان رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر ماورير، قد قال إنّ "مصداقية الهلال الأحمر التركي الذي يعمل في عفرين أقرب إلى الصفر، وسط السكان الكرد هناك"، مشدداً على "حاجة اللجنة للوصول بشكل منتظم إلى المدنيين في عفرين، إذ لهم الحق في الحصول على مساعدات محايدة ومنصفة وحق اختيار إما البقاء أو المغادرة".


المساهمون