السيسي يهاتف عباس ويضغط لاختراق الموقف الرافض لصفقة القرن

السيسي يهاتف عباس ويضغط لاختراق الموقف الرافض لصفقة القرن

19 مارس 2018
انحياز مصري واضح للموقف الأميركي (سيمون ماينا/ فرانس برس)
+ الخط -
قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، بسام راضي، إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تباحث مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، التطورات على الساحة الفلسطينية، حيث تم التأكيد على ضرورة المضي قدماً في جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، والعمل على احتواء أي خلافات، والتغلب على جميع الصعوبات التي تواجه تلك الجهود، بما يُحقق وحدة الصف ومصالح الشعب الفلسطيني الشقيق.


وأضاف راضي أن الرئيسين ناقشا آخر المستجدات على صعيد عدد من الملفات العربية والإقليمية، وذلك في إطار التنسيق والتشاور الدوري بين الرئيسين.
في المقابل، كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى أن السيسي طالب عباس بوقف ما سماه بالتصريحات العدائية ضد الإدارة الأميركية، وعدم الإشارة لأطراف عربية فيما يتعلق بالأحاديث الدائرة بشأن "صفقة القرن"، التي تمثل خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لتسوية القضية الفلسطينية بتأييد إسرائيلي.

ولفتت المصادر إلى أن السيسي أطلع عباس على تفاصيل المؤتمر الذي نظمه البيت الأبيض الثلاثاء الماضي بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة، وشاركت فيه القاهرة، ضمن 7 عواصم عربية، في ظل رفض السلطة الفلسطينية للمشاركة.

وأشارت إلى أن الرئيس المصري، سعى خلال اللقاء، لإقناع أبو مازن، بالتجاوب مع التحركات الإقليمية بشأن التوصل لحل للقضية الفلسطينية، وترك الأبواب مفتوحة بحد تعبير المصادر.
كما دعا السيسي بحسب المصادر، أبو مازن لوقف الاتهامات لحركة حماس بشأن محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله خلال زيارته لغزة الأسبوع الماضي، مؤكدا على ضرورة التجاوب مع جهود الوفد الأمني المصري المتواجد حاليا في رام الله.

ويقوم النظام المصري بتحركات واسعة، لإحداث تغيير في موقف كل من الأردن، والسلطة الفلسطينية الرافض لصفقة القرن التي يقودها ترامب، تمسك عمان ورام الله بموقفهما المتشدد من الطرح الأميركي القاضي بإعلان دولة فلسطينية بحدود تدريجية غير متصلة.

يذكر أن السيسي التقى وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، أمس الأحد، والذي حمل رسالة من شقيقه ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، بشأن الأوضاع الإقليمية.

وعقد البيت الأبيض، الثلاثاء الماضي، مؤتمراً حول الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، بدعوة وإشراف جيسون غرينبلات ممثل ترامب، للمفاوضات الدولية، ومستشاره والمسؤول عن ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية جاريد كوشنر، بمشاركة 13 دولة، بينها 7 دول عربية (السعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عمان وقطر ومصر والأردن).

وقال غرينبلات إن المؤتمر يهدف إلى مساعدة سكان القطاع، ومنع تدهور الأوضاع المتفاقمة، ما يشكل تهديداً أمنياً لكل من مصر وإسرائيل.
ورفضت السلطة الفلسطينية المشاركة في المؤتمر، وقالت إنه يندرج في إطار إقامة دولة في قطاع غزة.

كما انتقد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، المؤتمر، وقال إنه يمهّد لدولة غزة كجزء من صفقة الرئيس ترامب الهادفة إلى إسقاط ملفات القدس واللاجئين من طاولة المفاوضات، وفصل الضفة عن القطاع بهدف تدمير خيار حل الدولتين، على حدود الرابع من حزيران 1967.



وأعلن ترامب في 6 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، القدس عاصمة لإسرائيل، وبعدها بشهر جمّد نصف المساعدات السنوية التي تقدمها الولايات المتحدة لوكالة "أونروا".
وكانت القيادة الفلسطينية اتخذت قراراً بتجميد الاتصال مع المسؤولين الأميركيين إثر اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، في الوقت الذي تقول الإدارة الأميركية إنها تعمل منذ أشهر لتقديم خطة سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.