الدول الضامنة تتفق على استمرار مسار أستانة بشأن سورية

الدول الضامنة تتفق على استمرار مسار أستانة بشأن سورية

16 مارس 2018
+ الخط -

انعقد في أستانة عاصمة كازاخستان، اليوم الجمعة، اجتماع لوزراء خارجية الدول الضامنة لمسار أستانة، وهي تركيا وروسيا وإيران، بحث مواضيع تتعلّق بالأوضاع في سورية، وسط استمرار قصف النظام وموسكو، على الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وشدّد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، والإيراني محمد جواد ظريف، في نهاية الاجتماع، على أهمية استمرار مسار أستانة، فضلاً عن مناقشتهم اجتماع زعماء الدول الضامنة، المزمع انعقاده في إسطنبول، في 4 أبريل/نيسان المقبل.

وفي مؤتمر صحافي مشترك للوزراء الثلاثة، قال لافروف إنّ "المدنيين يواصلون مغادرة الغوطة الشرقية"، مضيفاً أنّ "أكثر من 12 ألفاً غادروا، أمس الخميس".
وحذّر وزير الخارجية الروسي، وفق ما أوردت "رويترز"، من أنّ "تهديد واشنطن بضرب دمشق غير مقبول".

وقال إنّ "تأسيس اللجنة الدستورية، في مؤتمر سوتشي الذي انعقد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، يساهم بتحديد مستقبل البلاد من قبل السوريين"، مضيفاً أنّ موضوع تأسيس اللجنة "بحاجة لوقت".

ورأى وزير الخارجية الروسي، أنّ "أول اجتماع لمجموعة العمل حول المحتجزين، الذي عقد أمس الخميس، مهم لبدء الفعاليات لهذه المجموعة، التي ستساهم بتحسين الأوضاع، وازدياد الثقة بين الأطراف السورية".

وأضاف أنّ "أستانة ونتائجها مهمة جداً، ومحاولة التأثير عليها تتم عبر أطراف عديدة، تحاول تقسيم البلاد، وجرها للفوضى، حيث لها مخططات جيوبوليتيكية"، دون تحديد هذه الأطراف.

وفي وقت سابق، تحدّث لافروف، في الجلسة المفتوحة للصحافيين، واتهم "الولايات المتحدة التي تقود تحالفاً دولياً، بعدم استهداف جماعات مصنفة إرهابية وفق القرار الأممي 2254".

وأضاف، أنّ "هناك محاولات لتقسيم سورية إلى أجزاء تابعة لبعض الجهات، من خلال تغيير النظام، ولكن مسار أستانة يمنع ذلك، ونحن متأكدون أننا في المكان الصحيح".

من جهته، حذّر جاووش أوغلو، من أنّ الوضع في الغوطة الشرقية "يتجه صوب كارثة"، مشدداً على أنّ "الاشتباكات يجب أن تنتهي".

وأكد وزير الخارجية التركي، على "أهمية مسار أستانة، ودور هذه الاجتماعات في السعي لحل الأزمة السورية".

ويواصل الطيران الحربي الروسي، والتابع للنظام السوري، قصف الغوطة الشرقية بريف دمشق، في أعنف حملة عسكرية منذ فترة، أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من ألف مدني، بينهم نحو 200 طفل، بينما يحاصر 400 ألف مدني فيها، منذ عام 2013.

بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني، إنّه "بفضل أستانة تم تحقيق مكاسب، ساهمت بالحفاظ على وحدة التراب السوري، وتطهير سورية من الإرهابيين"، بحسب قوله.

ولفت إلى أنّه "عقد أمس الخميس، أول اجتماع لمجموعة العمل حول المحتجزين في سورية، واجتماعات حول الوضع السياسي".

وأعرب ظريف عن رغبة بلاده "عبر مسار أستانة، بإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية"، معتبراً أنّ "مؤتمر سوتشي، حقق مكتسبات لأول مرة، إذ اتفق الطرفان السوريان على مستقبل بلادهم، وهو نجاح مهم، ويجب أن يكون بتعاون المجتمع الدولي، دون ضغوط خارجية".


اجتماع بلا سوريين

وكان وزير الخارجية الكازخي خيرت عبد الرحمانوف، قد أشار، في كلمة افتتاحية لمحادثات اليوم، إلى أنهّ "الاجتماع هو الأول هذا العام، للدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران على المستوى الوزاري، من أجل تحسين الأوضاع في سورية، وتوضيح الآليات"، بحسب ما أوردت "الأناضول".

وأوضح أنّه "عُقد، أمس الخميس، أول اجتماع لمجموعة العمل حول المعتقلين، وتبادل الجثث، والبحث عن المفقودين، حيث يساهم ذلك برفع مدى الثقة بين الأطراف السورية"، بحسب قوله.
وأكد أنّ "مسار أستانة قدم فوائد بناءة، من أجل تقديم الأطراف لآرائها، وتقديم خطوات ملموسة، ولا يشكل بديلاً لمسار جنيف الأممي، بل يكمل هذا المسار، من أجل تأمين الحل السياسي".

وانعقد الاجتماع اليوم الجمعة، في غياب مراقبين أو مشاركين عن سورية، سواء من وفد النظام، أو وفد المعارضة.

كما لم يشارك مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، في محادثات الجمعة، رغم دعوته، وذلك لإصابته بوعكة صحية، بحسب ما أعلن مكتبه، أمس الخميس، مضيفاً أنّ نائبه رمزي عز الدين رمزي سينوب عنه.


وترعى الدول الثلاث، منذ يناير/كانون الثاني 2017، محادثات في أستانة، بين النظام السوري والفصائل المعارضة، وتم التوصل في مايو/أيار إلى اتفاق "خفض التصعيد" الذي يسري حالياً في أربع مناطق سورية.

وعقد اللقاء الأخير بين هذه الدول الثلاث، يومي 21 و22 ديسمبر/كانون الأول 2017 في أستانة دون تحقيق تقدم ملموس.

وتشمل مناطق "خفض التصعيد" محافظة إدلب شمالاً، ومحافظات السويداء ودرعا والقنيطرة جنوباً، فضلاً عن محافظة حمص وسط سورية، والغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق، على أن يتم نشر قوات من الدول الضامنة لمراقبة وقف إطلاق النار، في تلك المناطق.


(العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة

سياسة

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية عنيفة استهدفت كتيبة عسكرية ومستودعات أسلحة في محيط مطار حلب الدولي، ما أسفر عن سقوط 42 قتيلاً.
الصورة

سياسة

قُتل 40 شخصاً على الأقل، وجُرح العشرات، في إطلاق نار أعقبه اندلاع حريق، مساء اليوم الجمعة، في صالة للحفلات الموسيقية في ضاحية موسكو.
الصورة
تظاهرة ضد هيئة تحرير الشام-العربي الجديد

سياسة

تظاهر آلاف السوريين، اليوم الجمعة، مناهضة لسياسة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، ومطالبة بإسقاط قائدها أبو محمد الجولاني.
الصورة
تظاهرات في ذكرى الثورة السورية (العربي الجديد)

سياسة

خرجت تظاهرات في مدن وبلدات شمال غربي سورية اليوم الجمعة، إحياءً للذكرى الـ13 لانطلاقة الثورة السورية.