السعودية عقدت اجتماعات سرية مع الحوثيين لإنهاء الحرب باليمن

السعودية عقدت اجتماعات سرية مع الحوثيين لإنهاء الحرب باليمن بدون علم هادي

15 مارس 2018
السعودية تحاول الخروج من مستنقع اليمن (فايز نورالدين/فرانس برس)
+ الخط -
تتوالى التسريبات عن لقاءات سعودية مع الحوثيين، للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في اليمن، والتي جلبت انتقادات دولية كبيرة على التحالف العربي الذي تقوده الرياض، خصوصاً مع تفاقم الأوضاع الإنسانية، وفشل التحالف في بسط سيطرة الحكومة الشرعية.
وقال دبلوماسيون ومصادر سياسية يمنية، لـ"رويترز"، إن السعودية وحركة أنصار الله اليمنية (الحوثيون) أجروا محادثات سرية، في محاولة لإنهاء حرب عمرها ثلاث سنوات، تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ولكن من دون علم الحكومة اليمنية

وفي حديثهما لـ"رويترز"، شريطة عدم ذكر اسميهما، قال دبلوماسيان ومسؤولان يمنيان إن المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، كان على اتصال مباشر مع مسؤولين سعوديين في سلطنة عمان، بشأن حل شامل للصراع. 

وقال دبلوماسي للوكالة "هناك مشاورات بين الحوثيين والسعوديين بدون ممثل للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا. من الواضح أن هناك رغبة من الحوثيين والائتلاف في التوصل إلى اتفاق شامل".

وأضافت المصادر أن الاتفاق سيبدأ بهدنة لوقف القتال على مستوى البلاد، وسيتم التوقيع لاحقا على اتفاق سلام يتناول المصالح السياسية للأطراف المتحاربة.

وبحسب "رويترز"، فإن ذلك يأتي بعدما قُتل الآلاف في الغارات الجوية التي قادتها السعودية، في حين أدت الهجمات الصاروخية عبر الحدود التي قادها الحوثيون على السعودية إلى سقوط مئات القتلى، وفي ظل المكاسب المتواضعة التي حققتها قوات التحالف على الأرض، وعجزها عن السيطرة على العاصمة صنعاء.



وبحسب مصادر الوكالة، فإن الحوار بين السعودية والحوثيين مستمر، منذ نحو شهرين، وبدا وكأنه يهدف إلى توفير إطار لقرار يتزامن مع وصول المبعوث الجديد للأمم المتحدة إلى اليمن، وهو الدبلوماسي البريطاني السابق، مارتن غريفيث، الذي بدأ ولايته يوم الأحد.

ولم يتضح على الفور مدى التقدم الذي تحقق في الاجتماعات السرية، وكانت آخر جولة لمحادثات السلام بين الحوثيين والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمدعومة من قبل التحالف، حدثت في الكويت، في أغسطس/آب 2016.

وفشلت تلك الجولة من الحوار، إضافة إلى محادثات سابقة في سويسرا.

ويبدو أن المحادثات الحالية تجاوزت الحكومة اليمنية، التي تتخذ من الرياض مقرا لها، والتي كانت إعادة ترسيخها وبسط سيطرتها على الأراضي اليمنية هي المبرر للتدخل الذي قادته السعودية، مما يؤكد سلسلة من الاختلافات الداخلية بين الحكومة وبين قوات التحالف.

ولم يكن المسؤولان الحكوميان في حكومة أحمد عبيد بن دغر، واللذان يعملان بالقرب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اتصلت بهما "رويترز"، على دراية بالحوار والمحادثات السرية.

وكانت مصادر دبلوماسية مصرية كشفت لـ"العربي الجديد" عن تصوّر أعدّته دوائر مصرية سيادية لإخراج المملكة العربية السعودية من المأزق اليمني.

وقالت المصادر إن التصوّر الذي أعده النظام المصري، "يتضمّن اعترافاً بنفوذ الحوثيين في عدد من المناطق، واعتماد نظام قائم على المشاركة معهم"، لافتةً إلى أنّ "هذا التصوّر جاء بعد عقْد الجانب المصري، عبر جهاز الاستخبارات العامة، لقاءات عدة مع قيادات حوثية زارت القاهرة بشكل غير معلن".

وأوضحت المصادر أن هذا التصوّر "حظي بموافقة حوثية مبدئية، إذ أكّد ممثلوهم، خلال اللقاءات التي عُقدت في القاهرة، استعدادهم للتعاطي معه بشكل إيجابي وجاد، حال أعلنت السعودية موقفاً واضحاً منه"، مشيرةً إلى أنه طُرح على ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، خلال زيارته الأخيرة إلى القاهرة، التي استغرقت 3 أيام، قبل توجهه إلى بريطانيا.

وكشفت المصادر عن أن بن سلمان أبدى تجاوباً مع المقترح المصري، إذ أكّد خلال اجتماعاته في القاهرة، "استعداد السعودية، خلال الفترة المقبلة، لتبنّي وجهات نظر جديدة، ربما يكون بعضها مناقضاً لمواقف سابقة للمملكة"، مشيراً إلى أن "كثيراً من السياسات والمواقف التي اتخذتها الرياض، في وقت سابق، أدّت إلى توسُّع النفوذ الإيراني في المنطقة، وليس العكس، وهو ما يستوجب إعادة النظر في كثير من السياسات والمواقف السعودية".


(العربي الجديد)