"العدالة والتنمية" المغربي نحو "إبعاد" بنكيران عن الواجهة

"العدالة والتنمية" المغربي نحو "إبعاد" بنكيران عن الواجهة

14 مارس 2018
تصريحات بنكيران تزعج حلفاء حزبه (فاضل سنة/فرانس برس)
+ الخط -
أثار توجه حزب "العدالة والتنمية"، الذي يقود الحكومة بالمغرب، إلى حصر ترؤس المؤتمرات الجهوية للحزب في أعضاء الأمانة العامة، وبالتالي "إبعاد" عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق للحزب ورئيس الحكومة المعفى، الكثير من السجال.

وفي الوقت الذي أكد أكثر من مصدر من داخل حزب "العدالة والتنمية" أن القوانين الداخلية للحزب تتيح صلاحية أن تترأس الأمانة العامة المؤتمرات التي تعقدها في جهات المملكة، وأنه يمكن الاستغناء عن جلساتها الافتتاحية، خرج قيادي في الحزب ذاته لينفي أن تكون هناك أية نية لإبعاد بنكيران، باعتبار أن هذا الأخير لم يعد عضوا في الأمانة العامة للحزب.

وفي سياق الحديث عن أن استئثار الأمانة العامة للعدالة والتنمية بتأطير الجلسات الافتتاحية للمؤتمرات الحزبية، وبالتالي إبعاد بنكيران من الواجهة، نفاه عبد الحق العربي، مدير الحزب، في تصريحات للموقع الرسمي للحزب، بالقول إن "هناك فرقا كبيرا بين ترؤس أشغال هذه المؤتمرات التي لها طبيعة تنظيمية صرفة، وبين تأطير الجلسات الافتتاحية للمؤتمرات الجهوية".

ورغم ذلك، فإن قيادة "العدالة والتنمية" باتت تخشى من تكرار ما حصل قبل بضعة أسابيع من خلال تصريحات قوية أدلى بها بنكيران في لقاء حزبي، هاجم فيها رئيس حزب "التجمع الوطني للأحرار"، عزيز أخنوش، وهو ما تسبب في توتر داخل الأغلبية الحكومية، قبل أن يتم نزع فتيل الاحتقان بالمصادقة على ميثاق الأغلبية، الذي يفرض الانسجام والتضامن الحكومي، كما أن رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، شدد على أنه "لا تأثير لتصريحات بنكيران على استمرار الانسجام الحكومي".

وتنطلق الأسبوع الجاري أولى المؤتمرات الجهوية للحزب الذي يقود الحكومة في المغرب، من خلال المؤتمر الجهوي بمنطقة الدشيرة الجهادية في جنوب المملكة، والذي من المرتقب أن يترأسه العثماني نهاية الأسبوع، فيما كانت المنطقة ذاتها قد شهدت ترؤس بنكيران لمؤتمر حزبي في مارس/ آذار 2015 حضره آلاف الأنصار.

وقرأ أستاذ العلوم السياسية بجامعة مراكش، محمد الزهراوي، سعي العثماني إلى "حرمان" بنكيران من حضور المؤتمرات الجهوية للحزب بكونه "يأتي وفق سياقات وتحولات يشهدها الحقل الحزبي والسياسي"، مبرزا أن "هذا التوجه يعود أساسا إلى عدة خلفيات يمكن إجمالها في ثلاث خلفيات رئيسية".


الخلفية الأولى، يضيف الزهراوي في تصريحات لـ"العربي الجديد"، تتمثل في أن "العثماني يحاول أن يحمي أغلبيته الحكومية من التفكك نتيجة خرجات وتصريحات بنكيران". والخلفية الثانية، أن "هذا التوجه يندرج في إطار تصفية الإرث البنكيراني داخل الحزب، بحيث يحاول تيار (الوزراء) أن يضع حدّاً لخرجات وخطابات بنكيران، سواء خلال اللقاءات أو الاجتماعات الحزبية".

ويتابع المحلل ذاته بأن الخلفية الثالثة تتجسد في أن "حرمان بنكيران من حضور المؤتمرات غايته تفادي وقوع أزمة أو قطيعة مع الدولة، إذ إن تصريحاته الأخيرة تحمل بعض الرسائل المبطنة التي ساهمت بشكل كبير في تأزم العلاقة بين الإسلاميين والدولة، لذلك فقيادات الحزب أصبحت تدرك أن شخص بنكيران (لم يعد مرغوبا فيه)"، وفق تعبير الزهراوي.