تونس وفرنسا

تونس وفرنسا

14 مارس 2018
لا يحتاج الشعب التونسي لدرس بالديمقراطية (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

في حوار أجراه مع إذاعة "أر تي أل" الفرنسية، يقول رئيس الحكومة الفرنسية السابق، جان بيير رافاران، إن "تونس في انزلاق، وقد تتحول إلى ساحة سياسية، حيث يستطيع الإسلاميون المنافسة على السلطة بالطرق الديمقراطية. يجب مساعدة الديمقراطيين في تونس التي لا تزال تشكل حدودنا".

فرنسا تريد للإسلاميين أن يكونوا إما لاجئين في المنافي لاستغلالهم، أو في السجون لاستعمال قضاياهم الحقوقية لابتزاز الأنظمة، أو في الجبال يحملون السلاح لممارسة الإرهاب. وعندما يقبل الإسلاميون بالديمقراطية وينافسون بطريقة ديمقراطية ويشاركون في البناء والحكم والمعارضة بطريقة ديمقراطية، يصبحون الخطر الأكبر عند رافاران وأمثاله.

يريد ساسة باريس، كما ينشد رافاران بوضوح، أن يصادروا باسم الديمقراطية حق التونسيين في الاختيار الحر والسيد. ويريدون باسم الديمقراطية ووهم الرعب الإسلامي إبعاد الإسلاميين عن الصندوق واستدراجهم إلى مربع العنف، إذ يصبح إقصاؤهم من الساحة السياسية مبرراً بالإرهاب. ذلك أنها الطريقة الوحيدة التي تتيح لباريس، وللغرب المبشر بالديمقراطية، اختلاق حالة فوضى ونسف كل منجز ديمقراطي، ومنع صعود قوى شعبية في تونس تتشرب قيم الديمقراطية الحديثة، وتزاوجها مع قيم الديمقراطية المحلية في بعدها المجتمعي، والاستمرار في استغلال فوسفات قفصة ونفط الرمادة وملح قبلي والجريد بثمن بخس، تماماً كما كان المشهد في الجزائر في يناير/ كانون الثاني 1992، عندما شجعت باريس العسكر على تنفيذ انقلاب أبيض، أدخل شمال الجزائر في حمام دم، وترك لها الصحراء، حيث النفط والغاز. لا يحتاج الشعب التونسي إلى درس في الديمقراطية، لأنه لن ينسى أنه وفي عز ثورته على الطغيان في ديسمبر/ كانون الأول 2010، ويناير/ كانون الثاني 2011، كانت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال أليو ماري، تعلن إرسال ذخيرة إلى شرطة زين العابدين بن علي. بعض العقول الفرنسية المأخوذة بالعقل الاستعماري لم تبرأ من الحماقات، وصدق الجنرال الفيتنامي فون أنغوين جياب بقوله إن "الاستعمار تلميذ غبي".

المساهمون