إسرائيل تواصل بناء الجدار الحدودي مع لبنان

إسرائيل تواصل بناء الجدار الحدودي مع لبنان... واستنفار متبادل

بيروت

العربي الجديد

العربي الجديد
08 فبراير 2018
+ الخط -


واصل الجيش الإسرائيلي بناء الجدار الإسمنتي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة على حدود لبنان الجنوبية، اليوم الخميس، وسط استنفار متبادل لقوات الجيش اللبناني ولقوات الاحتلال على جانبي الحدود.

وكثفت قوات الطوارئ الدولية التي تعمل في الجنوب، "يونيفيل"، من تواجدها ونظّمت، ظهر اليوم، جولة مشتركة لمدير عام جهاز الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ومعه مساعد وزير الخارجية الأميركي دايفيد ساترفيلد، اللذين اطلعا على الأعمال الهندسية الإسرائيلية، والتقيا بقائد "يونيفيل" الجنرال مايكل بيري.

ويأتي هذا بعد أيام من الاجتماع الثلاثي الدوري بين ممثلين عن الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي في مقر "يونيفيل" في الناقورة، بعد قرار المجلس الأعلى للدفاع بالرد على أي اعتداء إسرائيلي على الأراضي اللبنانية خلال إقامة الجدار الأمني.

وتتم عملية البناء حالياً دون تسجيل تحفظات لبنانية كون الأعمال الحالية تجري خارج النقاط التي يرفض لبنان إقامة أي إنشاءات إسرائيلية فيها على اعتبار أنها أراض لبنانية مُحتلة أو مُتنازع عليها مع إسرائيل. علماً أن النقاط التي يتحفظ عليها لبنان تمتد على طول الحدود من الغرب إلى الشرق من رأس الناقورة على شاطئ المتوسط إلى مزارع شبعا، على أطراف جبل الشيخ شرقا، مرورا ببلدات: علما الشعب، مروحين، رميش، يارون، مارون الرأس، بليدا، ميس الجبل، العديسة، كفركلا، المطلة، الوزاني، وبلدة الغجر اللبنانية المحتلة. وهي النقاط التي تقع بين الشريط التقني الذي حددته إسرائيل بعد انسحابها من معظم الجنوب اللبناني عام 2000، وبين الخط الأزرق أو خط وقف إطلاق النار الذي تم تحديده بعد إنهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 بالقرار الدولي رقم 1701.

واستمر اليوم، عمل الآليات الثقيلة التي حفرت المزيد من الأراضي في منطقة رأس الناقورة، مع استمرار نقل البلوكات الإسمنتية التي بدأت الرافعات بنشرها على الحدود لتحتجب المستوطنات والمواقع الإسرائيلية عن الرؤية على مسافة عشرات الأمتار بين الأمس واليوم.

وقد واكبت عشرات وسائل الإعلام عملية البناء والاستنفار العسكري المُتبادل طوال اليوم، ونقلت بعض الشاشات الصورة من طرفي الحدود. وقد تولى جهاز "الإعلام الحربي" التابع لحزب الله نشر صور ومقاطع فيديو لتقدم عمليات البناء الإسرائيلية، دون تسجيل حضور ظاهر لمقاتلي الحزب على الحدود.

وفي بيروت، أكد رئيس الجمهورية ميشال عون، أن الاتصالات مستمرة لمعالجة مسألتي الجدار الإسرائيلي ومحاولة الاعتداء على البلوك النفطي البحري رقم 9 في المياه الإقليمية اللبنانية.

وسجل عون موقفه خلال جلسة مجلس الوزراء، التي انعقدت اليوم، بُعيد إعلان مسؤول لبناني في تصريح لوكالة "رويترز" أن "مبعوثا أميركيا أكد للمسؤولين اللبنانيين أن إسرائيل لا تريد التصعيد في النزاع على جدار حدودي تبنيه".

وقال المسؤول إنه "في ما يتعلق بزيارة المبعوث الأميركي، فقد أجرى مباحثات تتعلق بالجدار مع إسرائيل، وقال إنه ليس هناك ما يدعو للقلق، ولا يوجد اتجاه للتصعيد. وأكد للبنان أن إسرائيل لا تريد التصعيد".

إلى ذلك، أكد رئيس الحكومة سعد الحريري، أن المجلس الأعلى للدفاع "اتخذ قرارات تدعم سيادة لبنان واستقلاله وحقه في الدفاع عن أرضه، ونعمل في الوقت نفسه مع كل الدول الصديقة والأمم المتحدة لمواجهة الأطماع الإسرائيلية ونأمل في الوصول إلى نتائج".

وأشار إلى أنه "ومهما اختلفت القوى السياسية في ما بينها فإنها تقف موحدة لمواجهة التحدي الإسرائيلي المتمثل راهنا ببناء الجدار وادعاء ملكية البلوك 9". وهو ما ذهب إليه وزير الإعلام ملحم رياشي، الذي تحدث إلى الإعلاميين بعد جلسة مجلس الوزراء مشيراً إلى "وحدة الموقف في الملفات السيادية".

ويتزامن بناء الجدار مع محاولة إسرائيل وضع اليد على جزء من أو كل البلوك النفطي رقم 9 الذي يقع ضمن المياه الإقليمية اللبنانية، والذي لزّمت الحكومة اللبنانية ائتلاف شركات إيطالية وفرنسية وروسية للاستثمار فيه، قبل أن يُهدد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بشن حرب على لبنان بسببه. ويعود وزير الطاقة الإسرائيلي للحديث عن "قبول إسرائيل بحل دبلوماسي لمشكلة البلوك رقم 9".

وكان العدو الإسرائيلي قد أطلق العام الماضي أعمالاً هندسية واسعة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بهدف إحاطة كل المواقع العسكرية والاستيطانية الحدودية بسلسلة إجراءات حماية إنشائية وتقنية في محاولة لتأمين حوالي 165 ألف مستوطن يقيمون في 55 نقطة في منطقة الجليل من أي هجمات تنطلق من لبنان.

ومن المفترض أن تمتد هذه الإجراءات من منطقة رأس الناقورة غرباً وحتى جبل الشيخ على الحدود مع سورية ولبنان شرقاً. ويتنوع شكل الجدار الحدودي بحسب جغرافية المناطق التي سيقام فيها، وينقسم إلى مقاطع إسمنتية وأخرى إلكترونية.

وقد سجل الجيش اللبناني عشرات الخروقات البرية لقوات عسكرية وهندسية إسرائيلية عاينت بعض المواقع داخل الأراضي اللبنانية بهدف إقامة منشآت الجدار فيها.

ذات صلة

الصورة
أسواق إسرائيل، فرانس برس

اقتصاد

يهرع الإسرائيليون لشراء منتجات الطوارئ، على رأسها مولدات الكهرباء والمصابيح اللاسلكية والبطاريات الاحتياطية، خشية استهداف حزب الله اللبناني البنية التحية.
الصورة
القيادي في حزب الله الحاج وسام الطويل (منصة إكس)

سياسة

اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، القيادي البارز في "حزب الله" اللبناني وسام حسن طويل باستهداف سيارة كان بداخلها في بلدة خربة سلم جنوبي لبنان.
الصورة

سياسة

في المناطق المحاذية للحدود الجنوبية اللبنانية مع فلسطين المحتلة وتلك التي على مقربة من النقاط التي تعرّضت للقصف الإسرائيلي، جال "العربي الجديد"، والشوارع شبه خالية من السيارات، إذ تسير عليها آليات الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
الصورة

سياسة

حذرت أوساط في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" من خطورة "فرقة الحسين" العاملة في سورية والتابعة لإيران وحزب الله.