"نزوة" ترامب الجديدة: لماذا يريد العرض العسكري في واشنطن؟

"نزوة" ترامب الجديدة: لماذا يريد العرض العسكري في واشنطن؟

07 فبراير 2018
يواجه الديمقراطيون تحدي معارضة رغبة ترامب (كريس كليبونيس بول/Getty)
+ الخط -

لا يسلم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، منذ دخوله البيت الأبيض، من سهام الصحافة الأميركية خصوصاً والغربية عموماً، المُلاحقة لكل شاردة وواردة يقوم بها. واليوم هو يوم "استعراضه العسكري" بامتياز، وهو العرض العسكري الذي أعرب عن رغبته بإقامته في واشنطن، ربما في الرابع من يوليو/تموز، بمناسبة العيد الوطني الأميركي، وذلك على غرار العرض العسكري الذي تقيمه فرنسا في "يوم الباستيل"، والذي حضره ترامب العام الماضي، بدعوة من الرئيس إيمانويل ماكرون.

وفيما لم تختبر الولايات المتحدة، عرضاً عسكرياً ضخماً منذ عام 1991، احتفالاً بالنصر في "عاصفة الصحراء"(تحرير الكويت)، ذكرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن المتابعين للسياسة الأميركية والمنتقدين لها، دخلوا في جدال حول ما إذا كانت هكذا عروض لا تمت إلى "أميركا" بصلة، أو ما إذا كانت تفوح منها رائحة استعراض القوة على الطريقة الشيوعية والفاشية. ولهذا، بحسب المجلة، فقد استعادت وسائل الإعلام صوراً لعروض الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون "النووية" في بيونغ يانغ، وتهديدات ترامب "التويترية" له بالزرّ النووي.


رغم ذلك، تقول "إيكونوميست" إن الديمقراطيين يواجهون تحدياً لا يستهان به، فبمعارضتهم رغبة ترامب يواجهون خطر اتهامهم بالمعادين للمؤسسة العسكرية. وفي زمن الانخفاض اللافت في ثقة الأميركيين بمؤسساتهم، تبقى القوات المسلحة استثناءً لا تجوز المخاطرة به (72 في المئة من الأميركيين يولون قواتهم المسلحة ثقتهم في استفتاء غالوب 2017).

في المقابل، تتساءل المجلة البريطانية: هل سيشكل عرض ترامب العسكري انتصاراً مضموناً له؟ الجواب بحسب "إيكونوميست" مُعقد. ففي أفضل الأحوال، يبدو التكريم العسكري للجنود الأميركيين، وكأنه تقديمُ شكرٍ من قبل أغلبية ساحقة من الأميركيين لم تؤد الخدمة العسكرية، إلى 0.5 في المئة فقط من الأميركيين الذين يخدمون اليوم في المؤسسة العسكرية.

أما في الإطار الأسوأ، فهناك نوعٌ من الذنب، وحتى الشفقة، في تكريم الجيش الأميركي. فالأميركيون يشعرون أن جنودهم العائدين، سيعودون إما بإعاقة دائمة، أو باختلال نفسي.

ولدى المشككين بعرض كهذا، أيضاً، بحسب المجلة، قلقٌ أبسط، يتمثل بالخشية من أن أقوى جيوش العالم ستقوم باستعراض عسكري، ليس تكريماً للولايات المتحدة، بل لرجلٍ واحد، أي قائد القوات المسلحة، ترامب نفسه.

أما صحيفة "غارديان"، فقد رأت في رغبة ترامب بإقامة العرض العسكري في جادة بنسيلفيانيا في واشنطن أحد آخر فصول نزعاته الاستبدادية، تماماً كما أبدى إعجابه بنماذج الرجال الأقوياء على غرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وكما وصف من لا يريد التصفيق له بـ"الخائن".

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن شبكة "فوكس نيوز" والجمهوريين والماكينة الإعلامية- الصناعية المحافظة في الولايات المتحدة ستسارع إلى وصف العرض العسكري بالاحتفال لتكريم القوات الأميركية، ما يعني أن أي انتقاد للعرض سيكون انتقاداً "موجهاً للشبان والشابات الذين يدافعون عن حرية أميركا ويضعون أنفسهم في طريق الخطر". ولذلك، بحسب رأيها، فإن على المعارضين أن يعتصموا بالحكمة. فأي معارضة ستكون "لا وطنية"، ومعادية للقوات المسلحة، أكثر منها معادية لقائد هذه القوات.

من جهتها، قارنت صحيفة "واشنطن بوست" بين العرض العسكري الأميركي المزمع إقامته، وعرض الباستيل الفرنسي التاريخي، معتبرة أن عرض ترامب سينظر إليه حتماً على أنه رسالة سياسية من شخص واحد إلى الأمة، والرسالة هي "اُنظروا كم نحن (وأنا) أقوياء"!

المساهمون