قوات تركية تستطلع تفتناز تمهيداً لإقامة قاعدة جوية بسورية

قوات تركية تستطلع مطار تفتناز تمهيداً لإقامة قاعدة جوية بسورية

07 فبراير 2018
قد يكون مطار تفتناز مقراً لقاعدة جوية تركية (الأناضول)
+ الخط -
واصل طيران النظام السوري وروسيا قصفه لمناطق مختلفة في إدلب خاصة الريفين الجنوبي والشرقي، ما تسبب في وقوع مزيد من القتلى والإصابات في صفوف المدنيين، فيما أنهى وفد عسكري تركي زيارة استطلاعية قام بها مساء أمس لمطار تفتناز تمهيدا لما تحدثت عنه تقارير سابقة من نية تركية لإقامة قاعدة جوية هناك.

وقال الناشط الصحافي عامر السيد علي لـ"العربي الجديد"، إن مناطق مختلفة من ريف إدلب الجنوبي تعرضت لغارات جوية روسية استهدفت خاصة محيط بلدات خان السبل ومعرزيتا والتمانعة وترملا، حيث تعرضت الأخيرة لعدة غارات متتالية، بينما ما زال الطيران الحربي يحلق في الأجواء.

وأوضح السيد علي أن مدنيين على الأقل قتلا جراء استهداف الطيران الروسي محيط مدينة سراقب في ريف إدلب بالصواريخ، صباح اليوم، فيما نقل عن شهود عيان قولهم إن وفداً عسكرياً تركياً دخل مدينة سراقب، شرق إدلب، وقام بجولة استطلاعية فيها، وكان موجوداً ساعة كتابة التقرير تحت جسر أبو الضهور.

وكان الوفد العسكري التركي قد قام، مساء أمس، بجولة استطلاعية داخل مطار تفتناز العسكري، شمال شرق إدلب، تمهيداً لإقامة نقطة مراقبة خامسة في الشمال السوري.

وأوضحت مصادر عسكرية أن الوفد المؤلف من أربع سيارات مصفحة خرج من المطار نحو مدينة سراقب، ثم توجه إلى الحدود السورية – التركية، مشيرة إلى أن القوات التركية تعتزم إنشاء قاعدة جوية في مطار تفتناز للطائرات المروحية فقط، وستكون عبارة عن غرفة عمليات مركزية لإدارة جميع نقاط المراقبة في أرياف حلب وإدلب والساحل وريف حماة.

ورجّحت المصادر أن تنهي القوات التركية انتشارها في جميع النقاط المُتفق عليها ضمن المنطقة الثالثة، والبالغ عددها 12 نقطة في إدلب وأرياف حلب وحماة والساحل خلال الفترة القليلة المقبلة.

وكانت قوات تركية وصلت قبل يومين إلى تلة العيس الاستراتيجية بريف حلب الجنوبي، لإقامة نقطة مراقبة جديدة بعد إقامتها ثلاث نقاط مماثلة حتى الآن.

من جهتها، قالت مصادر قريبة من "هيئة تحرير الشام" إن أحد مقاتلي الهيئة فجر، صباح اليوم، سيارة مفخخة بقوات النظام على محور أبو الظهور، شرقي تل السلطان، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من قوات النظام، بحسب هذه المصادر.

وفي محيط العاصمة دمشق، واصلت قوات النظام استهداف مدن وبلدات الغوطة الشرقية بعد يوم دام خلّف أكثر من ثمانين قتيلا بين أبناء الغوطة.

وأغار الطيران الروسي مجدداً، اليوم، على بلدات الغوطة الشرقية، حيث تعرضت مدينة حرستا لغارة بثمانية صواريخ، فيما تعرضت بلدة حمورية لغارة أخرى وسط حالة من تردي الأوضاع الإنسانية.

كما سقطت، صباح اليوم، قذيفتان على أطراف بلدة جسرين، فيما جرى استهداف بلدة النشابية بخمس قذائف مدفعية.

وفي سياق متصل، قتل وأصيب عشرات المدنيين في تجدد للغارات الروسية والتابعة للنظام السوري على مناطق مختلفة في الغوطة الشرقية، وذلك بعد يوم دام من الغارات حصد أرواح أكثر من ثمانين شخصا.

وقال الدفاع المدني في الغوطة وناشطون محليون إن أكثر من 20 شخصاً قتلوا وجرح العشرات نتيجة غارات اليوم، حيث قتل تسعة أشخاص وأصيب نحو عشرين، بعد استهداف أحياء قديمة في مدينة حمورية بعدة صواريخ، فيما ما زال العديد من الأشخاص تحت الأنقاض، وتحاول فرق الدفاع المدني انتشالهم.

وأضاف الدفاع المدني أن أربعة مدنيين قتلوا أيضا في بلدة بيت سوا، نتيجة غارة جوية بأكثر من صاروخ استهدفت الأحياء السكنية، ما يرفع عدد القتلى في البلدة الى عشرة (4 أطفال و6 رجال) منذ يوم أمس، فضلا عن إصابة آخرين، بينهم مراسل قناة "أورينت نيوز" محمد عبد الرحمن.

وأسفر القصف عن انهيار عدة منازل فوق رؤوس ساكنيها ودمار واسع في الممتلكات.
كما تعرضت مدينة دوما لقصف مماثل بصواريخ شديدة الانفجار، ما أوقع خمسة قتلى وعشرات الجرحى.

وترافق القصف الجوي مع قصف مدفعي استهدف الأحياء السكنية والأسواق الشعبية، فيما اندلع حريقان في الشقق السكنية وسيارات المدنيين نتيجة هذا القصف.

كما قتل وأصيب العديد من المدنيين جراء غارة جوية سابعة من الطيران الحربي استهدفت الأحياء السكنية في مدينة عربين التي سقط عليها أيضا 3 صواريخ أرض-أرض، ما أسفر عن أضرار جسيمة.

وأصيب عدد من المدنيين في زملكا، جراء 8 غارات جوية من الطيران الحربي.
وكانت الطائرات الروسية وتلك التابعة للنظام ارتكبت، أمس، عدة مجازر في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.

وحسب ما وثق ناشطون إعلاميون محليون، فإن نحو 361 مدنياً قتلوا خلال الأسابيع القليلة الماضية، بقصف جوي ومدفعي وصاروخي لقوات النظام والطائرات الروسية على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، استخدم خلاله النظام غازات سامة أيضا.

من جهة أخرى، دعت الأمم المتحدة كافة الأطراف السورية إلى إعلان "هدنة عاجلة" لمدة شهر على الأقل في جميع أرجاء البلاد، للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين.

وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ينس لاركيه، خلال مؤتمر صحافي: "يجب وقف الاشتباكات لمدة شهر على الأقل من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين، لا سيما الذين يعيشون في المناطق المحاصرة بالغوطة الشرقية وبلدتي كفريا والفوعة بمحافظة إدلب".

من جهته، دعا ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في سورية، فران إكيزا، إلى السماح بالإجلاء الطبي لـ120 طفلاً من الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق بشكل عاجل.

وأشار إكيزا إلى أن 4 مستشفيات استهدفت في سورية خلال يناير/كانون الثاني الماضي، مؤكدا مقتل 60 طفلا بسبب الاشتباكات في البلاد منذ مطلع العام الجاري.



من جهتها، أعلنت الخارجية الروسية سقوط قذائف على مبنى ملحقيتها التجارية في العاصمة دمشق، أمس، ما أدى إلى أضرار كبيرة بالمبنى.

ونقلت قناة روسيا اليوم عن بيان للوزارة قولها: "إن قصف المسلحين لم يسفر عن سقوط ضحايا، واقتصر على أضرار مادية كبيرة لحقت بمبنى الملحقية التجارية".

من جهة أخرى، أفرجت هيئة تحرير الشام عن عبدالله قنطار، قائد اللواء السابع في الجيش السوري الحر، بعد اعتقال دام عامين ونصف، وذلك "لما أبداه من توبة وندم ولتلاشي المشاريع التي كان ضمنها"، حسب مصدر أمني تابع للهيئة تحدث إلى وكالة "إباء".

وقال المصدر إن "اعتقال عبد الله قنطار جاء بعد مؤازرته لجبهة ثوار سورية (جمال معروف) في قتالها مع جبهة النصرة - سابقًا - كما رُفعت بعد اعتقاله عدة قضايا، أبرزها مقتل شخصين في معتقلات اللواء السابع وتعذيب آخرين بأبشع الأساليب".

وجاء إطلاق القنطار، مساء أمس، بعد أقل من 24 ساعة من إطلاق سراح قائد حركة "حزم" المنحلة، أبو عبدالله الخولي، والذي اعتقلته منذ عامين ونصف العام بسبب مساندته لجمال معروف، قائد جبهة ثوار سورية، في قتالها ضد "النصرة" سابقًا.