مقترح قانون إسرائيلي ينذر بأزمة دبلوماسية مع روسيا

مقترح قانون إسرائيلي ينذر بأزمة دبلوماسية مع روسيا

06 فبراير 2018
سيقرر الكنيست بشأن القانون (جيم هولاندر/فرانس برس)
+ الخط -
في الوقت الذي تتفاقم فيه الأزمة الدبلوماسية بين إسرائيل وبولندا على خلفية قانون بولندي يجرم نسب جرائم النازية ومعسكرات الإبادة للشعب البولندي، قالت صحيفة معاريف إن مقترح قانون جديدا يعتزم نائب إسرائيلي تقديمه للكنيست، ينذر بأزمة سياسية مع روسيا في حال تم تقديم القانون وتشريعه في الكنيست.

وأوضحت معاريف أن عضو الكنيست عن حزب المعسكر الصهيوني، صالح سعد، أعد مقترح قانون يعترف بحملة التجويع التي قام بها الاتحاد السوفييتي في ثلاثينيات القرن الماضي ضد أوكرانيا، للضغط عليها وضمها للاتحاد السوفييتي، يلقى معارضة شديدة في روسيا وينذر بأزمة بينها وبين إسرائيل.

وبحسب صحيفة معاريف، فإن القانون المذكور ينص على وجوب الاعتراف بحملة التجويع المعروفة باسم "هولدومور"، والتي اعتمدها الاتحاد السوفييتي بين عامي 1932-1933، بشكل رسمي، على غرار اعتراف عدد من الدول الغربية بها، مثل الولايات المتحدة، وتحيل مسؤولية تجويع الملايين من أبناء الشعب الأوكراني للاتحاد السوفييتي، حيث تشير دراسات تاريخية إلى أن هذه السياسة أدت إلى موت ما بين 3-10 ملايين من أبناء الشعب الأوكراني.

ويحدد مقترح القانون: أن الهولدومور تم تخطيطه وتنفيذه على يد السوفييت للمس بشكل خاص بالقومية الأوكرانية والشعب الأوكراني، وأن إسرائيل سبق لها أن اعترفت بتجويع الشعب الأوكراني لكنها رفضت الاعتراف بهذه السياسة باعتبارها "إبادة شعب"، وذلك على الرغم من طلب الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يوشيتشنكو ذلك خلال الخطاب الذي ألقاه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 أمام الكنيست. وكان يوشيتشينكو أشار في خطابه المذكور إلى الأهمية التي توليها أوكرانيا للدعم المعنوي الإسرائيلي لها في هذا السياق، وتعاطفها مع ذكرى ضحايا الإرهاب الشمولي ضد الشعب الأوكراني بين عامي 32-33 من القرن الماضي.

ويأتي اقتراح القانون الإسرائيلي في الوقت الذي تعارض فيه روسيا بشكل مطلق تعريف حملة التجويع المذكورة كسياسة إبادة شعب، وتدعي أن ما حدث كان جزءاً من تبعات السياسة الشمولية التي عانت منها كافة شعوب دول الاتحاد السوفييتي سابقا.




ونقلت الإذاعة العسكرية، اليوم، أن جهات في الخارجية الروسية حذرت من "أنه في حال تم تشريع القانو سترد روسيا بشدة، وستكون لذلك تبعات على العلاقات بين البلدين".

ونقلت الإذاعة العسكرية عن السفارة الروسية في تل أبيب قولها إنه "من المؤسف أن تعد الكنيست مشروع قانون يشوه التاريخ". أما مقدم الاقتراح، صالح سعد، فأقر بأن مقترح القانون جاء بعد زيارة وفد برلماني إسرائيلي لأوكرانيا قبل عدة أسابيع، وأن الموضوع طرح خلال اللقاءات التي أجراها الوفد هناك.

وتحتفظ إسرائيل وروسيا في الأعوام الأخيرة بعلاقات ممتازة، بلغت أوجها في التوصل إلى اتفاق للتنسيق العسكري بين الطرفين في سورية. وقد التقى رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، 8 مرات خلال العامين الأخيرين، كان آخرها اللقاء بين الطرفين الأسبوع الماضي.

المساهمون