أثرياء روس يطلبون الصلح مع سلطات بوتين

أثرياء روس يطلبون الصلح مع سلطات بوتين بعد نية لندن ملاحقتهم

05 فبراير 2018
القائمة تضم أكثر من 10 أثرياء (ألكسندر زيملينشنيكوف/فرانس برس)
+ الخط -

كتبت صحيفة "التايمز" البريطانية أن الأثرياء الروس المقيمين في بريطانيا خاطبوا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لبحث إمكانية العودة إلى روسيا دون الخوف من الاعتقال، في خضم الحملة ضد أصحاب النفوذ في روسيا، والتي تجري تحت مسمى "مكافحة الفساد". 

وكان بوريس تيتوف، المعروف بقيصر الأعمال الروسي، قد قال إن قائمة تضم أكثر من عشرة رجال أعمال ممن يرغبون في مغادرة لندن تم تمريرها إلى الكرملين، موضحا "لقد تم تمريرها إلى الرئيس، ولكنها ليست نهائية، حيث إننا لا نزال نتلقى المزيد من الطلبات"، دون أن يسمي الشخصيات المذكورة في القائمة والمطالبة بالعودة الآمنة إلى روسيا. 

ونشرت "التايمز"، السبت الماضي، خبراً أفاد بأن "المحكمة العليا ستصدر قرارات حول الثروات غير المبررة بهدف تجميد واستعادة الممتلكات الفردية التي تتجاوز قيمتها 50 ألف جنيه إسترليني، ولا يستطيع مالكوها تبرير أصولها". 

وقال وزير الأمن، بن والاس، إنه أراد مكافحة المجرمين والسياسيين الفاسدين، مثل الروس، في لندن كما يصورهم المسلسل التلفزيوني "ماك مافيا"، والذي تعرضه شاشة "بي بي سي". 

وذكر تيتوف أن "من يرغبون في العودة إلى روسيا هم ممن تمكنوا من مغادرة البلاد ولم ينته بهم الأمر في مركز اعتقال. وأصبحوا بعد ذلك عرضة للتحقيقات الجنائية في موسكو وظلوا على قائمة المطلوبين الروسية لعدة سنوات". 

وأضاف: "يمكن لهذا الأمر أن يمتد لسنوات أو عقود. بعضهم يعيش في الخارج لعشرين عاماً ولا يستطيعون العودة فقط لأن قضية رفعت ضدهم. لا توجد دعاوى ضدهم، وحتى إن الإنتربول أسقط أسماءهم من قائمة المطلوبين، ولكن القضايا ضدهم في موسكو لا تزال مخيمة على قرارهم".

وكانت وسائل الإعلام الروسية قد قالت إن تيتوف اجتمع مع 40 من رجال الأعمال الروس في لندن، السبت، ومنهم إليا يوروف، الرئيس السابق لمصرف "تراست"، وغريغوري تريفيلوف، أحد مالكي شركة مارتا القابضة، وكلاهما مطلوبان في روسيا. 

أما يفغيني شيشفاركين، وهو المالك السابق لشركة الجوالات يفروسيت، فقد أكد حضوره الاجتماع، إلا أنه نفى وجود مثل هذه القائمة في الاجتماع. 

ويعيش شيشفاركين في لندن منذ العام 2008 عندما فر من روسيا ووجهت له تهم الابتزاز والخطف، وقد أغلقت القضايا ضده في عام 2011 في موسكو. إلا أنه كان قد صرح، العام الماضي، بأنه طالما ظل بوتين في الحكم فإن سيعود إلى موسكو "في كفن حصراً". 

وكان تيتوف، والذي يتوقع أن يخوض الانتخابات الرئاسية الروسية في مارس/ آذار المقبل، قد أصبح مفوض الأعمال الروسي عام 2012 بتعيين من بوتين، وإذ انتقد القرارات التي ستصدرها المحاكم البريطانية قائلاً إنها ستلحق الضرر بسمعة لندن كملجأ للأجانب. 

وقال إن "الشكل الجديد من معاملة الأجانب من المقيمين في البلاد إشارة سيئة جداً"، متابعا "إنها تعكس بدء القيادة السياسية البريطانية العمل بسياسة جديدة كلياً، تحارب الأغنياء، وستخسر البلاد مكانها كملاذ لأصحاب الأموال كنتيجة لذلك". 

 

وشدد، خلال زيارته للندن، على أن العاصمة البريطانية قد استفادت من كونها ملجأ لأغنياء العالم "لعقود عديدة، استفادت بريطانيا من منحها اللجوء المدني والضريبي للعديد من الأثرياء. وتطورت لندن بسرعة وحيوية كبيرة بفضل الأغنياء من روسيا والصين والدول العربية الذين قدموا إلى هنا".

ولا تزال طبيعة الأسماء المذكورة على القائمة غير واضحة للصحيفة، إلا أنها تذكر أندريه بورودين، وهو الرئيس السابق لمصرف موسكو، والذي فر إلى بريطانيا عام 2011 بعد فتح تحقيق في صفقة قروض ضخمة، وبعد وصوله إليها اشترى عقاراً في هينلي على التايمز قيمته 140 مليون جنيه إسترليني. 

وحصل بورودين على اللجوء السياسي عام 2013، وانتقد السلطات الروسية من بريطانيا قائلاً إن تهم الفساد الموجهة إليه "مفبركة"، وخاصة بعد معارضته استيلاء الدولة على مصرفه، ولكن بسبب طبيعة الاتهامات الموجهة ضده لا يعتقد أن يكون اسمه مدرجاً على القائمة.