بغداد تحكم قبضتها على أربيل من خلال الموازنة

بغداد تحكم قبضتها على أربيل من خلال الموازنة

04 فبراير 2018
نجيرفان بارزاني يزور بغداد قريباً (Getty)
+ الخط -
من المنتظر أن يزور رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، نجيرفان بارزاني، بغداد، قريباً، للقاء رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وبحث جملة من القضايا والملفات العالقة، من أبرزها تفكيك أزمة الاستفتاء، ورفع العقوبات التي تفرضها بغداد على أربيل، بينما تفيد مصادر برلمانية وأخرى حكومية عراقية بأن بغداد ستبقي حصة الإقليم بالموازنة العامة منخفضة.

وتشير المصادر نفسها إلى التوصل لاتفاق مبدئي حول تمرير قانون الموازنة العامة لسنة 2018، من خلال الإبقاء على حصة الإقليم منخفضة بواقع 12.6 بالمائة من مجموع موازنة العراق، على أن تتكفل بغداد بمرتبات "البشمركة" وأفراد قوى الأمن الداخلي في الإقليم، عوضاً عن موافقة بغداد على عدم فتح ملف تصدير النفط الكردي إلى الخارج خلال السنوات الماضية، وقضايا الفساد التي تخللته من قبل مسؤولين في الإقليم.

ووفقاً لمسؤول حكومي بارز في بغداد، متحدثاً لـ"العربي الجديد"، فإنّ "الزيارة المرتقبة للبارزاني إلى بغداد سيتم من خلالها الاتفاق على جملة من القضايا، أبرزها رفع القيود على بنوك الإقليم، وصرف مرتبات الموظفين هناك، عدا عن ملف رفع حظر الطيران عن مطارات كردستان، مقابل تقديم أربيل تنازلات من بينها إلغاء الاستفتاء، وتسليم المنافذ والحدود لبغداد، عدا عن تسليم النفط المنتج لبغداد ووضعه تحت تصرف وإدارة شركة النفط العراقية الوطنية "سومو".




ولفت المسؤول نفسه إلى أن "أربيل قد توافق بالنهاية على حصة 12.6 بالمائة من مجموعة الموازنة العراقية، لكنها طلبت تسديد مرتبات البشمركة والأسايش، وباقي أفراد الأمن، كما لن يكون هناك فتح أو تعقب لملف تصدير كردستان للنفط خارج سلطة بغداد خلال السنوات الماضية".

وبيّن أن "الموازنة قد تمر بهذه الصيغة في حال لم يحدث تغيير، إذ تعاني بغداد من كثرة تقلبات مزاج أربيل وتغير موقفهم من الأزمة الحالية".


من جانبه، أكّد النائب عن التحالف الوطني، عباس البياتي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "المفاوضات والحوارات بين بغداد وأربيل بدأت تتحرك فعلاً"، موضحاً أن "هذا التحرك له أكثر من مؤشر، ابتداءً من لقاء في بغداد، وآخر في دافوس، وهناك الآن لجان تنفيذية ميدانية، بعيدة عن الأضواء تتحاور من أجل أن تمهد للقاءات أوسع، وكانت المباحثات بحاجة إلى المزيد من الوقت حتى تزيل سوء الظن وعدم الثقة".

وأشار البياتي إلى أن "نجيرفان سيقوم في الأيام المقبلة، بزيارة بغداد، للمضي بوضع إطار عملي للحوار على الملفات العالقة، وذلك بناء على سقف الدستور"، ثم أضاف: "أعتقد أن المباحثات في "دافوس" استطاعت أن تبني الثقة بين الطرفين وسيتم البناء على ما تم الاتفاق عليه هناك".

بدوره، قال النائب عن "التحالف الكردستاني"، ماجد شنكالي، لـ"العربي الجديد"، إن "ضغوطاً من البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي تمارس على بغداد لإعطاء مبالغ كافية تلبي احتياجات إقليم كردستان من الموازنة"، مرجحاً أن "تكون هذه الضغوط تتفق على مبلغ عشرة مليارات دولار سنوياً، غير أن التفاهمات والتسويات ما زالت مستمرة بين الطرفين".

وأكد شنكالي "زيارة نجيرفان المرتقبة، على الأقل لمتابعة ما تم الاتفاق عليه ما بين اللجان المشتركة، التي تم تشكيلها في مسألة المطارات والمنافذ الحدودية ومسألة النفط ومسألة رواتب الموظفين وغيرها، وحتى مسألة الموازنة"، معتبراً أن "زيارته (نجيرفان) إذا ما حدثت قد تحدث تغييراً في الموقف".

إلى ذلك، كشف عضو "الاتحاد الوطني الكردستاني"، ريبوار طه، عن وجود بنود تم الاتفاق عليها، وأخرى رفضت، لافتاً إلى أنه  "في زيارة البارزاني لبغداد سيتم بحث ما تم رفضه".

وقال طه، لـ"العربي الجديد"، إننا "لا نعلم موعد الزيارة، لكن خلال أيام ستتم، وما تم رفضه هو حصة الإقليم من الموازنة، إذ إن بغداد تريدها 12 بالمائة، بينما أربيل تصر على 17 بالمائة، وإذا تم التقارب على النسبة، والتوافق على المرتبات، وغيرها من القضايا، أعتقد سيتم تمرير الموازنة بالتأكيد بالبرلمان".

وتابع: "نحن نرى أن زيارة نجيرفان إلى بغداد، هي لفتح باب جديد للنقاش، وأنا أعتقد أن هناك وجهات نظر متقاربة بين الحكومتين"، لافتاً، في الوقت نفسه، إلى "وجود ست نقاط ضرورية تم الاتفاق عليها من قبل رئيس حكومة بغداد حيدر العبادي ونجيرفان، وهذه النقاط ضرورية، خاصة الأمور الإدارية والفنية في إقليم كردستان، والأمور الدستورية، أما أهم النقاط، فهو موضوع المنافذ الحدودية، التي تم الاتفاق عليها من قبل الطرفين".