روحاني: لن نتفاوض حول المنظومة الصاروخية لإيران

روحاني: لن نتفاوض حول المنظومة الصاروخية لإيران

04 فبراير 2018
روحاني: طهران ستواصل تطوير منظومتها العسكرية الدفاعية (الأناضول)
+ الخط -


أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أنّ بلاده لن تفاوض أي جهة حول قدراتها الدفاعية، و"لن تبرم أي اتفاق حولها"، مؤكداً أنّ طهران ستواصل تطوير منظومتها العسكرية الدفاعية "ما دامت هناك تهديدات موجهة ضدّها".

وفي كلمة ألقاها اليوم الأحد، خلال الإعلان عن افتتاح مراكز ثقافية ومتاحف تحت مسمى "الدفاع المقدس"، الخاصة بالحرب العراقية الإيرانية، قال روحاني إنه "يتوجّب على إيران أن تحقّق الجهوزية لتبعد التهديدات عن شعبها"، مضيفاً "هذا هو جوابها الواضح والشفاف على كل المطالب المتعلقة بعقد مفاوضات حول منظومتها الصاروخية".

وأشار الرئيس الإيراني إلى أنّ "القوات المسلحة ستطوّر أي سلاح تحتاجه دون أن تخرج عن إطار القوانين الدولية".

كذلك لفت إلى أنّ "الظروف المحيطة بإيران هي التي تستدعي امتلاك منظومة عسكرية دفاعية"، قائلاً إنّ "العالم يشهد العديد من الحروب والنزاعات والتهديدات"، واصفاً مساعي وزارة الدفاع الأميركية للتزوّد بأسلحة نووية ذات قوة محدودة للرّد على روسيا بـ"الوقحة".

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات من جانب واحد على إيران، معتبرةً أن تجاربها الصاروخية تمثّل خرقاً لقرار أصدرته الأمم المتحدة، يدعو طهران إلى عدم القيام بأنشطة لها صلة بصواريخ قادرة على حمل أسلحة نووية.

وتقول الولايات المتحدة إنّ برنامج الصواريخ الإيراني يشكّل انتهاكاً للقانون الدولي، لأنّ بإمكان هذه الصواريخ حمل رؤوس حربية نووية في المستقبل، في حين تنفي إيران سعيها إلى امتلاك أسلحة نووية، وتقول إنّ برنامجها النووي ليس إلا لأغراض مدنية.

وبينما تدعو الولايات المتحدة، بقيادة دونالد ترامب، إلى إلغاء الاتفاق النووي مع إيران الموقّع في عام 2015، تشدّد دول أوروبية، ومنها فرنسا، على أهمية استمرار العمل بالاتفاق، لكنّها ترى ضرورة إضافة بنود تتعلّق بفرض مزيد من الرقابة على برنامج إيران العسكري والصاروخي، على اعتبار أنّ الصواريخ البالستية الإيرانية "تشكّل تهديداً للمنطقة".


مدن صاروخية تحت الأرض

إلى ذلك، أكد نائب قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، أنّ المستوى الدفاعي لإيران فضلاً عن قدرتها على الرّد على التهديدات "جيدان"، كاشفاً أنّ "لدى القوات الإيرانية القدرة على توجيه ضربات موجعة لكافة قواعد الأعداء في المنطقة، وفي المناطق البحرية المحيطة بها".

كذلك ذكر، في حوار مع التلفزيون الإيراني، بثّ ليل أمس السبت، أنّ "لدى إيران معلومات دقيقة حول المراكز والتجهيزات الجوية والبحرية الأميركية القريبة منها".

وأضاف سلامي أنّ "لدى الحرس الثوري مدناً صاروخية تحت الأرض، موجودة في أماكن آمنة"، من دون أن يحدّد موقعها، مؤكداً أنّ "الصواريخ الإيرانية موزّعة، ولا توجد كلها في المدن الصاروخية".

وفي الشأن الإقليمي، قال سلامي إنّ "الجيشين السوري والعراقي يشكّلان العمق الدفاعي الاستراتيجي لإيران"، معتبراً أنّ "أفضل استراتيجيات الاشتباك ومحاربة الأعداء تكون في المناطق البعيدة".

وكان سلامي قد صرّح صباح أمس السبت بأنّ "العالم سيشهد زوال أميركا وإسرائيل والسعودية في المستقبل القريب"، مضيفاً أنّ "المجتمع الدولي لم يعد يصدّق واشنطن ولا استعراضاتها المضحكة التي تستهدف المنظومة الصاروخية الإيرانية"، بحسب وصفه، معتبراً أنّ "هذا فشل غير مسبوق للولايات المتحدة".

وفي السياق، قال المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، بحسب ما نقلت عنه وكالات إيرانية، اليوم الأحد، إنّه "لا يحقّ للأطراف التي تتاجر بالأسلحة القاتلة وتبيعها لدول المنطقة أن تتحدّث عن أسلحة إيران الدفاعية"، في إشارة إلى الولايات المتحدة، معتبراً أنّ "طهران لا تشكّل تهديداً لأي طرف إقليمي، بل تساهم في تحقيق استقرار المنطقة"، بحسب قوله.

ووجّه قاسمي رسالة إلى الدول الخليجية، داعياً إيّاها إلى عدم القلق من صواريخ وأسلحة إيران، "التي لن تُستخدم ضد أي بلد جار"، معتبراً أنّ ما يجري "محاولة جديدة لشيطنة إيران أمام المجتمع الدولي".

وحذّر قاسمي "أعداء إيران من ارتكاب أي فعل قد يعود عليهم بالضرر في نهاية المطاف"، خاتماً بالقول إنّ "أميركا وإسرائيل على دراية بقدرة إيران، لكن أي خطوة غير مدروسة ستتلقّى ردّاً مباشراً".