"نيويورك تايمز": إسرائيل نفذت ضربات جوية على الأراضي المصرية

"نيويورك تايمز" تؤكد انفراد "العربي الجديد": إسرائيل نفذت ضربات جوية في سيناء

03 فبراير 2018
الصحيفة تؤكد انفراد "العربي الجديد" بشأن الاختراقات (عبدالرحيم خطيب/الأناضول)
+ الخط -

التزم الجيش المصري الصمت تجاه التقرير الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، اليوم السبت، الذي يؤكد ما سبق وانفردت به "العربي الجديد" حول قيام طيران الاحتلال الإسرائيلي بضرب أهداف في سيناء، إذ تضمن تقرير "نيويورك تايمز" قيام إسرائيل بنحو 100 طلعة جوية بواسطة طائرات دون طيار، ومقاتلات وطائرات عمودية، ضد مسلحين في شبه جزيرة سيناء.


ولم تعلق أية مصادر عسكرية مصرية على التقرير وتكرر نفس الموقف بالخارجية المصرية فلم يصدر عنها، حتى كتابة هذا التقرير، أي تعليق.

وبينما نقلت الصحيفة الأميركية، تلك المعلومات عن مسؤولين أميركيين ذوي صلة بسياسات الشرق الأوسط، رفضت الخارجية المصرية وجيش الاحتلال الإسرائيلي التعليق على تلك المعلومات.

مصادر قبلية من شبه جزيرة سيناء قالت لـ"العربي الجديد" إن تقرير الصحيفة الأميركية، لم يأت بجديد باستثناء الرقم الكبير لعدد الطلعات الجوية الإسرائيلية على سيناء.

وأوضحت المصادر، أن كثيراً من أهالي سيناء يعلمون أن إسرائيل تنفذ ضربات جوية ضد أهداف في شبه الجزيرة، مشيرة إلى أن هناك أنواعاً مختلفة من الطيران الإسرائيلي الذي يقوم بتلك العمليات، فهناك ما يعرف في سيناء بـ"الزنانة" وهي طائرة دون طيار كبيرة الحجم وتصدر صوتًا عاليًا عند مرورها بالأجواء. وتقوم تلك الطائرة - التي لا تمتلك القوات الجوية المصرية مثيلها - بقصف أهداف على الأرض تتعرف عليها عبر شرائح إلكترونية يزرعها عملاء لإسرائيل في سيناء بالمكان المستهدف، لتقوم بعد ذلك الطائرة بقصفه.

وأوضحت المصادر، أنه يمكن تمييز الطائرة، من دون طيار، الإسرائيلية بواسطة حجمها الكبير حيث إن الطائرات من دون طيار المصرية تكون صغيرة الحجم ومهامها تقتصر على الرصد والتصوير الجوي فقط، لكن الإسرائيلية تقوم بقصف أهداف.



وأضافت المصادر، أن هناك أيضًا طائرات "أف 16" إسرائيلية تقوم بتنفيذ ضربات في الأراضي المصرية، ويتم التعرف عليها من لونها المختلف عن نظيرتها المصرية، وأيضًا من المكان التي تأتي منه وتعود إليه، حيث تأتي من جهة صحراء النقب، بينما تأتي الطائرات المصرية إما من جهة البحر المتوسط، أو من جهة مدينة رفح.

وقالت "نيويورك تايمز" في تقريرها إن "المسلحين" في شمال سيناء بمصر قتلوا مئات الجنود وضباط الشرطة، كما استولوا لفترات وجيزة على مدينة كبرى بالمحافظة الحدودية، وبدأوا في إقامة نقاط تفتيش، وفي أواخر عام 2015 أسقطوا طائرة ركاب روسية. 



وبدا أن مصر غير قادرة على وقفهم، ولذلك فإن إسرائيل، التي تشعر بالجزع إزاء التهديد المستمر على حدودها اتخذت إجراءات معينة.

وتؤكد الصحيفة الأميركية، أنه على مدى أكثر من عامين قامت طائرات دون طيار إسرائيلية، وطائرات هليكوبتر، وطائرات نفاثة، بحملة جوية سرية، ونفذت أكثر من 100 غارة جوية داخل مصر في كثير من الأحيان أكثر من مرة في الأسبوع، وأن ذلك تم بموافقة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وتقول الصحيفة إن "التعاون الملحوظ بين مصر وإسرائيل يمثل مرحلة جديدة في تطور علاقتهما فبعد أن كانوا أعداء في ثلاث حروب، ثم خصوماً في سلام غير مستقر، أصبحت مصر وإسرائيل الآن حلفاء سريين في حرب سرية ضد عدو مشترك".

وتضيف الصحيفة أنه بالنسبة إلى القاهرة فإن التدخل الإسرائيلي ساعد الجيش المصري على استعادة قدمه في معركته التي دامت خمس سنوات تقريباً ضد المسلحين. وبالنسبة لإسرائيل، عززت الغارات أمن حدودها واستقرار جارتها.

وتشير إلى تعاونهم في شمال سيناء على أنه هو الدليل الأكثر دراماتيكية على إعادة تشكيل هادئة لسياسة المنطقة. وتقول إن "أعداء مشتركين مثل داعش وإيران والإسلام السياسي جلبوا بهدوء قادة العديد من الدول العربية إلى مواءمة متزايدة مع إسرائيل - حتى مع استمرار مسؤوليهم في نقد إسرائيل في وسائل الإعلام علنا".

ويقول مسؤولون أميركيون لـ"نيويورك تايمز" إن "الحملات الجوية الإسرائيلية لعبت دوراً حاسماً في تمكين القوات المسلحة المصرية وجعلها صاحبة اليد العليا ضد المسلحين. لكن الدور الإسرائيلي يتسبب في الوقت نفسه في بعض العواقب غير المتوقعة بالنسبة للمنطقة، بما في ذلك مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، وذلك من خلال إقناع كبار المسؤولين الإسرائيليين بأن مصر الآن تعتمد عليها حتى للسيطرة على أراضيها".

وقد أكد سبعة مسؤولين بريطانيين وأميركيين سابقين لهم علاقة بسياسة الشرق الأوسط، الهجمات الإسرائيلية داخل مصر. وقالت “نيويورك تايمز” إنهم تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بكشف مثل هذه المعلومات السرية.

وتقول الصحيفة، إن "الجارين" سعيا إلى إخفاء دور إسرائيل في الضربات الجوية خوفاً من حدوث رد فعل عنيف داخل مصر.

وتضيف أن الرقابة العسكرية تمنع نشر التقارير عن الغارات الجوية، ومن غير الواضح ما إذا كانت القوات الإسرائيلية أو القوات الخاصة قد وضعت داخل الحدود المصرية.

وتضيف الصحيفة أن السيسي - كما يقول المسؤولون الأميركيون - أخفى الضربات عن جميع الدوائر، باستثناء دائرة محدودة من الضباط العسكريين والاستخباراتيين، حيث أعلنت الحكومة المصرية شمال سيناء منطقة عسكرية مغلقة، ومنعت الصحافيين من جمع المعلومات هناك.


التقرير أشار أيضاً إلى شكاوى إسرائيلية، أنه بعد عمليات القصف الإسرائيلية لم يتحرك الجانب المصري بقواته على الأرض في شمال سيناء ليقوم بالدور المنوط به، وأن الطائرات الإسرائيلية تتعمد الطيران في شكل دائري خلال عملياتها حتى توحي، أن القواعد التي تنطلق منها موجودة في مصر وليست في إسرائيل.

وقال التقرير، إن قمة مصرية إسرائيلية أردنية تمت في العقبة، بحضور السيسي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والعاهل الأردني، الملك عبد الله، ووزير الخارجية الأميركي السابق، جون كيري؛ حيث طرح الأخير أن تضمن مصر والأردن أمن إسرائيل مقابل تحقيق حلم الدولة الفلسطينية، لكن نتنياهو سخر من ذلك وقال، إن مصر غير قادرة على حماية أمن أراضيها في سيناء فكيف لها أن تضمن أمن إسرائيل؟