إذلال باسم المساعدات الإنسانية
جولة في بعض أماكن تواجد اللاجئين السوريين في لبنان، على سبيل المثال، بلا آلات تصوير وتقديم تطمينات بعدم وجود نية للنشر الصحافي والاكتفاء فقط بالإصغاء إلى قصص اللاجئين بعد اكتساب ثقتهم أو حتى الاستماع إلى شهادات المعالجين النفسيين الذين يعملون في أوساط اللاجئين كفيلة بأن تخبر الكثير عن بعض ما يدور في الخفاء باسم صندوق المساعدات، وكيف يبتز، بعض العاملين، اللاجئين واللاجئات وهم يشعرون أنهم بمأمن عن أي عقاب نتيجة خوف اللاجئين واللاجئات وتواطؤ مؤسساتهم.
فضح هذه التجاوزات في الإعلام، على أهميته للضحايا، إلا أنه يبقى خطوة غير كافية. المطلوب اليوم تحرك عاجل يطمئن اللاجئين/ات أولاً لتشجيعهم على الإفصاح عما يدور دون أي يخوف من نبذهم أو حرمانهم من المساعدات، ومن ثم تسريع النظر في الشكاوى الموجودة بحق المنظمات والعاملين فيها، وتجاوز البيروقراطية التي تفوق بيروقراطية الدولة نفسها في أحيان عدة عند نظر الشكاوى وإصدار لوائح سوداء باسم من اختار تحويل المساعدات الإنسانية إلى وسيلة إذلال.