ولد الشيخ: خارطة السلام اليمنية موجودة تنتظر تنازلات

ولد الشيخ في الإحاطة الختامية: خارطة السلام اليمنية موجودة تنتظر تنازلات

27 فبراير 2018
ولد الشيخ يلوم أطراف الحرب (محمد حويس/ فرانس برس)
+ الخط -

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن المنتهية ولايته، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن خارطة السلام في البلاد متوفرة، وإن ما ينقصها هو التزام الأطراف بتقديم التنازلات، متهماً في الوقت ذاته جماعة أنصار الله (الحوثيين) بالتنصّل من التوقيع على اتفاق للحل سبق أن توصلت إليه الأطراف، خلال عمله مبعوثاً إلى اليمن.


جاء ذلك، خلال الإحاطة الأخيرة، التي قدّمها اليوم الثلاثاء إلى مجلس الأمن الدولي بمناسبة انتهاء فترة عمله، حيث قال ولد الشيخ إن "خارطة السلام لليمن موجودة، وقد تم الاتفاق على المقترحات العملية للمباشرة بها وبناء الثقة بين الأطراف، إن ما ينقص هو التزام الأطراف بتقديم التنازلات وتغليب المصلحة الوطنية".

وأضاف المبعوث الأممي في إحاطته أنه يعلن "اليوم، ولأول مرة، أنه تم وضع مقترح كامل وشامل بالتشاور مع كافة الفرقاء إلا أنهم رفضوا في الساعات، لا بل في الدقائق، الأخيرة، التوقيع عليه"، وأضاف "تبيّن في نهاية المشاورات (إشارة لمشاورات الكويت عام 2016)، أن الحوثيين ليسوا مستعدين في هذه المرحلة لتقديم التنازلات في الشق الأمني أو حتى الدخول في تفاصيل خطة أمنية جامعة، ما شكل معضلة أساسية للتوصل إلى حل توافقي".

وأشار ولد الشيخ إلى أن المواجهات العسكرية شهدت تصعيداً في الأشهر الأخيرة، في كل من محافظات الحديدة والجوف وصنعاء والبيضاء، بالإضافة إلى المناطق الحدودية مع السعودية.

واتهم أطراف النزاع بتجنيد آلاف الأطفال، معتبراً ذلك انتهاكاً فاضحاً لحقوق الطفل، كذلك دعا مختلف الأطراف لاحترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، مضيفاً أن "أي استهداف متعمد أو مباشر لمدنيين أو أهداف مدنية يشكّل انتهاكاً مباشراً للقانون الإنساني الدولي".

وقال ولد الشيخ إن "المشهد الإقليمي مشحون بالتحديات والنزاعات السياسية والمذهبية والضغوط الاقتصادية"، معتبراً أن "مجريات الأشهر الأخيرة في اليمن ستُعيد خلط الأوراق السياسية من جديد وتغيّر في بعض التكتلات الداخلية، خاصة في ظلّ ما يشهده حزب المؤتمر الشعبي العام من ضغوط وتحديات، بالإضافة إلى ظهور أصوات جنوبية شعبية تعبّر عن مطالبها".

ورأى المبعوث الأممي أن "أصحاب القرار في هذه الحرب يعتبرون التنازل ضعفاً والاختلاف تهديداً، فيتمادون في اتخاذ خطوات استفزازية وغير مسؤولة غير آبهين بمعاناة المدنيين الذين يعانون يومياً من مخلفات الحرب"، ودعا الأطراف إلى "ضبط النفس وضبط خطابهم السياسي وحلّ الخلافات بطريقة بناءة ترتكز على الحوار والاتفاق السلمي".



وكان مجلس الأمن قد وافق أخيراً على تعيين البريطاني، مارتن غريفيث، مبعوثاً جديداً إلى اليمن، خلفاً للموريتاني ولد الشيخ، الذي كان قد عُيّن في إبريل/ نيسان 2015 مبعوثاً إلى اليمن، ورعى العديد من جولات المشاورات بين الأطراف، لكنها فشلت في الوصول إلى اتفاق على إيقاف الحرب.