العلولا يُنجز المُهمة: أولى خطوات ترتيب العلاقات اللبنانية-السعودية

العلولا يُنجز المُهمة: أولى خطوات ترتيب العلاقات اللبنانية-السعودية

27 فبراير 2018
بري خلال استقباله العلولا اليوم (تويتر)
+ الخط -
يستعد الموفد السعودي، والمستشار في الديوان الملكي، نزار العلولا، لمغادرة العاصمة اللبنانية بيروت، مساء اليوم الثلاثاء، بعد زيارة قصيرة التقى خلالها عددًا كبيرًا من الشخصيات السياسية، إلى جانب لقاءاته الرسمية مع الرؤساء الثلاثة. وبعد أن زار المستشار السعودي، أمس، كلًا من رئيس الجمهورية، ميشال عون، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ورئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، استقبل رئيس مجلس النواب، نبيه بري، الزائر السعودي، بعد ظهر اليوم. كما التقى العلولا رئيس الجمهورية السابق، ميشال سليمان، ورئيسي الحكومة السابقين، تمام سلام ونجيب ميقاتي، إضافة إلى رئيس الوزراء الأسبق، فؤاد السنيورة، ورئيس حزب "الوطنيين الأحرار"، النائب دوري شمعون.

وأعادت هذه اللقاءات بعض الحرارة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، بعد سنوات من التصعيد السعودي تجاه لبنان، والذي بلغ ذروته نهاية العام الماضي مع الاستقالة المُفاجئة التي أعلنها الحريري من الرياض، قبل أن يتراجع عنها ويعود إلى لبنان من إقامة امتدت لأكثر من أسبوعين وقيل إنها كانت غير طوعية في السعودية.

نتائج عامة ومحلية

يمكن تقسيم نتائج زيارة العلولا إلى لبنان، إلى قسمين. يرتبط الأول بعملية تطبيع العلاقات الرسمية بين البلدين، وإمكانية عودة الدعم المالي السعودي للبنان من بوابة المؤتمرات الثلاثة التي تستضيفها روما وباريس وبروكسل خلال الشهرين القادمين لدعم لبنان، ويرتبط كذلك برفع قرارات حظر السفر التي فرضتها الدول الخليجية (باستثناء قطر) على لبنان، وعودة السياح الخليجيين إلى المصايف اللبنانية. مع بقاء الموقف السعودي السلبي من "حزب الله" على حاله.

أما الثاني، فهو محلي يرتبط بموازين القوى السياسة قبيل الانتخابات النيابية المُقررة في السادس من مايو/أيار المقبل، وذلك بعد تواتر الأحاديث السياسية عن دعم المملكة لـ"المبادرة الوطنية"، وهي تحالف سياسي جديد يجمع ما تبقى من شخصيات ومُفكرين كانوا مُنضوين ضمن تحالف الرابع عشر من آذار، ويضم المنسق السابق لقوى الرابع عشر من آذار، فارس سعيد، والأكاديمي رضوان السيد، وآخرين. ويستعد التحالف الجديد لخوض الانتخابات النيابية في المناطق السنية والمسيحية اللبنانية، عبر ترشيح أعضاء فيه، أو دعم مُرشحين يملكون عناوين سياسية قريبة للمبادرة التي تُعارض سياسة "ربط النزاع" مع "حزب الله" التي انتهجها الحريري وفريقه، "تيار المستقبل".

وقد نقلت مصادر قصر بعبدا (مقر رئيس الجمهورية)، والسراي الكبير (مقر رئاسة الحكومة)، أجواء إيجابية لزيارة العلولا، الذي تولى متابعة الملف اللبناني بعد وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان. وقد تميزت مرحلة إدارة السبهان للملف اللبناني في الديوان الملكي بالتصعيد والحدة، بدءاً من وقف العمل بهبتين بقيمة 4 مليارات دولار أميركي كانت المملكة خصصتهما لدعم الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية، وصولاً إلى أزمة استقالة الحريري التي وصف مسؤولون رسميون لبنانيون إقامة الحريري على أثرها في الرياض بأنها "عملية احتجاز". ​

ومن المتوقع أن تُشكّل الزيارة المُتوقعة للحريري إلى الرياض، خلال الساعات المُقبلة، أولى النتائج الإيجابية لجولة العلولا. وهي زيارة ستُحدد مسار العلاقات اللبنانية - السعودية على الصعيدين العام والمحلي. وقد أشار المستشار السعودي، خلال جولاته، إلى أنه سيعود قريبًا إلى لبنان، ومن المُقرر أن يخُصّ مدينة طرابلس، شمالي البلاد، بزيارة.

المساهمون