"بزنس إنسايدر": تساؤلات بشأن سيطرة بن سلمان على السلطة

"بزنس إنسايدر": تساؤلات بشأن مدى سيطرة بن سلمان على السلطة وخططه الاقتصادية

25 فبراير 2018
هموم كثيرة تُلاحق محمد بن سلمان(محمد نور الدين/فرانس برس)
+ الخط -
قال موقع "بزنس إنسايدر" إن التساؤلات تكثر بشأن مصير الخطط الاقتصادية لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ومدى قدرته على استكمال السيطرة على السلطة. وتأتي هذه التساؤلات في الوقت الذي يستعد فيه بن سلمان للقيام بجولة خارجية تشمل عواصم غربية عدة، للترويج للاستثمار في المملكة.

وبحسب موقع "بزنس إنسايدر"، فقد برزت شكوك كبيرة حول رغبة المستثمرين الأجانب في دعم بن سلمان، إثر حملة الاعتقالات الأخيرة التي نفذها، والتي استهدفت "النخبة" السعودية. كذلك كثرت التكهنات بشأن المبلغ الذي تمكن من جمعه بموجب الحملة، وسط تحذيرات من أن ترتد الحملة، التي تشكّل جزءاً من جهوده لتمكين سلطته، ضده.

وانتهت حملة اعتقالات "الريتز" في الرياض، بإطلاق سراح معظم المحتجزين، وهم بضع مئات من الأمراء ورجال الأعمال السعوديين، وذلك بعد إجبارهم على التخلي عن جزء على الأقل من ثرواتهم مقابل حرّيتهم.

وبالنسبة إلى المستثمرين الأجانب، الذين راقبوا ما يجري، فإن الخشية من المتابعة بتهمة الفساد ستلعب دوراً أساسياً لدى استكشاف فرص استثمارهم في السوق السعودية، وفق الموقع.

ففي الماضي، إذا كان مستثمر متهماً بالشراكة التجارية مع الشركات المحلية في المملكة، كان يتلقّى النصيحة بأخذ الحيطة اللازمة للتأكد من عدم تورّط شريكه المحلي بالكسب غير المشروع.

أما الآن، فقر صار قلق المستثمرين الأجانب أوسع وأعمق، وفق "بزنس إنسايدر"، في ظل مخاوف من أن يقع الشريك السعودي لاحقاً ضحية فصل جديد من حملة الفساد.

ويرى "بزنس إنسايدر" أن بن سلمان غامر كثيراً عندما أقدم على احتجاز أمراء ورجال أعمال بدون أن يأخذ في الاعتبار "خطر ترويع المستثمرين الأجانب"، ولكن يبدو أن حساباته كانت تصب في خانة جمع المال لسد العجز السعودي في بلدٍ "مريض" يعتمد على إيرادات النفط. كما أنه كان يريد توجيه الرسائل إلى كل من لا يلتزم بأجندته، حسب الموقع.


ولم يتمكّن بن سلمان، على ما يبدو، بحسب الموقع، من جمع 300 مليار دولار من حملة الاعتقالات، كما كان يأمل، وهذا ما دفعه إلى إطلاق سراح المعتقلين في "ريتز"، في محاولة منه لإتاحة الفرصة لأعمالهم لكي تزدهر ويسددوا ما التزموا به مقابل الحرية.


وتطرق الموقع أيضاً إلى حملة التقشف التي يقودها ولي العهد السعودي، والتي أدّت إلى موجة اعتراض شعبية، تبلورت على وسائل التواصل الاجتماعي. كذلك تطرق إلى التأميم الجزئي لبعض الشركات الكبيرة التي تدير للحكومة مليارات الدولارات.

إلى ذلك، يرى الموقع أن بن سلمان يواجه تحديات وهموماً أخرى ناجمة عن إمساكه السريع بمفاصل السلطة خلال الأشهر الماضية، تحضيراً لتوليه العرش، وهو ما أغضب كثيراً من أفراد الأسر المالكة.

وعلى الرغم من السيطرة على مفاصل السلطة، تساءل "بزنس إنسايدر" عن تردّد بن سلمان في السفر إلى الخارج، قبل أن يخلص إلى أن هذا الأمر يعكس "بعضاً من توتره"، لافتاً في هذا الإطار إلى زيارة مرتقبة لبريطانيا قد يطاولها التأجيل.

وخلص الموقع إلى أن "كل ذلك يعني أن محمد بن سلمان ليس بمنأى عن أي هجوم منذ أن أزاح ابن عمه محمد بن نايف عن المشهد. مع كل ما قام به مؤخراً، ومع انهيار خططه الاقتصادية، والغضب الذي أثاره داخل العائلة الحاكمة وبين رجال الدين، يبدو أن بن سلمان قد بلع كثيراً أكثر مما بإمكانه أن يهضم"، حسب تعبير الموقع.

المساهمون