"المركز العربي" يناقش وضع القدس بعد قرار ترامب

"المركز العربي" يناقش وضع القدس القانوني والسياسي بعد قرار نقل السفارة الأميركية

24 فبراير 2018
شارك بالندوة نخبة من الباحثين العرب والأجانب (معتصم الناصر)
+ الخط -
عقد "المركز العربي للأبحاث ودرارسة السياسات"، في مقره بالدوحة، اليوم السبت، ندوة بعنوان "قرار نقل السفارة الأميركية، ووضع القدس القانوني والسياسي"، بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين العرب والأجانب.

وتندرج الندوة في إطار مواكبة "المركز العربي" للقضايا العربية والتطورات السياسية الإقليمية والدولية.

وحول "الوضع القانوني للقدس"، تحدث في الجلسة الأولى المحامي أنيس قاسم، وتناول "الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل: تحديات القانون الدولي"، مؤكدا أن قرار ترامب مخالف لقواعد وأحكام القانون الدولي من مبدأين الأول "تجريم اكتساب أراضي الغير بالقوة"، والثاني "لا يحق لإسرائيل تقرير مكان عاصمتها، وذلك لأنه ليس لأي دولة أن تشرّع ما تريد من قوانين، بل يجب أن تكون القوانين متفقةً وأحكام القانون الدولي؛ حتى يتم الاعتراف بها واحترامها".

وبعنوان "توصيف السياسات الإسرائيلية بالقدس على أنها جرائم حرب"، تحدثت المحامية المتخصصة بالقانون الجنائي، سلمى كرمي أيوب خلال الجلسة نفسها، مؤكدة أن السياسات الإسرائيلية في القدس هي "جريمة من منظور القانون الدولي، ويتحمل المسؤولون الإسرائيليون مسؤوليتها القانونية".

من جهته، قدم الحقوقي المتخصص في قضايا الاستيطان وحقوق الفلسطينيين علاء محاجنة، مداخلة حول "القدس في القانون الإسرائيلي: انعكاسات المواجهة وخياراتها"، أشار فيها إلى أن المشروع الاستعماري في فلسطين يقوم على الاستيلاء على الأرض، ولهذا استخدمت إسرائيل المنظومة القانونية من أجل إضفاء الشرعية على عملية السيطرة على الأرض والأملاك ولخدمة المستوطنين، لافتا إلى أنه من أبرز هذه القوانين؛ قانون أملاك الغائبين الصادر عام 1950.



التغيرات الجغرافية والديمغرافية والحضرية

وحملت الجلسة الثانية عنوان"التغيرات الجغرافية والديمغرافية والحضرية"، وتحدث فيها مدير دائرة الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية في بيت الشرق، خليل تفكجي عن "الصراع الديمغرافي والجغرافي في مدينة القدس"، موضحا أن الأدبيات الإسرائيلية تظهر مدينة القدس وكأن غالبيتها يهودية والأقلية عربية، حيث تشمل المستوطنات الإسرائيلية المحيطة وتستثني القرى العربية بحسب ترسيم الحدود.

أما أستاذ التخطيط والجغرافيا الحضرية في جامعة حيفا، راسم خمايسي، فتناول ورقة "مصفوفة الضبط والتغيرات الديمغرافية والحضرية"، مؤكدا أنه يتم توظيف رخص البناء والتخطيط الحضري من قبل إسرائيل في خلق التفتت الاجتماعي في القدس.

فيما قدم أستاذ التخطيط المدني في معهد "غران ساسو" للعلوم، فرانشيسكو كيودلي مداخلة بعنوان "تشكيل القدس: سياسات حضرية في المدينة المزدوجة"، في حين تحدثت الباحثة في المركز العربي دانا الكرد عن "أنماط التعبئة الفلسطينية في القدس ودور السلطة الفلسطينية".



الاعتبارات السياسية لقرار نقل السفارة الأميركية

أما الجلسة الثالثة والأخيرة، فتناولت محور "الاعتبارات السياسية لقرار نقل السفارة الأميركية"، وتحدث فيها كل من أستاذ دائرة السياسة في جامعة جورج تاون، مكلايد لكوكس حول "الاعتبارات السياسية الداخلية في الولايات المتحدة وقرار نقل السفارة"، والباحث في المركز العربي، أسامة أبو راشد عن محور "قرار نقل السفارة: الدوافع والأبعاد"، ورئيس برنامج ماجستير إدارة النزاع والعمل الإنساني في معهد الدوحة للدراسات العليا، إبراهيم فريحات حول "أثر قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس على مستقبل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي".

وقدم المحاضر في قسم الشؤون الدولية بجامعة قطر، أديب زيارة مداخلة بعنوان "الرد الفلسطيني: البحث عن رعاية جديدة لعملية السلام".

وتأتي هذه الندوة عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب في يوم 6 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، اعترافه بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ونقل السفارة الأميركية إليها في مايو/أيار المقبل. ويأتي القرار، الذي جاء مدفوعاً باعتبارات سياسية داخلية في الولايات المتحدة الأميركية، في سياق مسعى أميركي ــ إسرائيلي مكشوف لفرض أمر واقع على الفلسطينيين، وإخراج القدس من دائرة التفاوض، مستفيدين من الوضع السياسي العربي المتردي، واستكمالاً لعملية السيطرة على المدينة، وفرض السيادة الإسرائيلية عليها.

المساهمون