استنكار فلسطيني لقرار نقل سفارة واشنطن إلى القدس بمايو

استنكار فلسطيني لقرار نقل سفارة واشنطن إلى القدس بمايو

23 فبراير 2018
حماس: القرار سيفجّر المنطقة (العربي الجديد)
+ الخط -
استنكر الفلسطينيون القرار الأميركي بنقل سفارة الولايات المتحدة في دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى القدس المحتلة في مايو/ أيار، معتبرين أنه "استفزاز" من شأنه أن "يفجّر المنطقة"، فيما وصفه رئيس وزراء حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بـ"اليوم العظيم لشعب إسرائيل".

وكشف مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم، عن أن عملية نقل سفارة واشنطن إلى القدس ستتم في مايو/ أيار المقبل، مؤكدين أنه "تم إبلاغ الكونغرس بتلك الخطة الوشيكة (نقل السفارة) اليوم"، وأنّ "وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، وقّع على الخطة الأمنية للسفارة الجديدة أمس".

وفي السياق، أوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، تعليقاً على القرار، أن "أي خطوة أحادية الجانب لا تساهم في تحقيق السلام ولا تعطي شرعية لأحد"، مؤكداً أن "أي خطوات لا تنسجم مع الشرعية الدولية ستعرقل أي جهد لتحقيق أي تسوية في المنطقة، وستخلق مناخات سلبية وضارة".

وشدّد أبو ردينة على أن "خطاب الرئيس (محمود عباس) أمام مجلس الأمن الدولي، قبل أيّام، المستند إلى الشرعية الدولية، هو مفتاح السلام الجدي والوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم".

وكان الرئيس الفلسطيني قد طالب، خلال كلمته أمام مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء الماضي، بوضع آلية متعددة لرعاية محادثات السلام، و"ألا يكون الطرف الأميركي هو الراعي الوحيد لها"، منتقداً بشدة قرار ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس، إذ ذكر أن الولايات المتحدة خرقت شرعيتها بقرار القدس.


من جانبها، حذّرت "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس)، اليوم الجمعة، من أن خطوة نقل السفارة الأميركية "ستفجّر المنطقة في وجه الاحتلال الإسرائيلي".

وقال المتحدّث باسم "حماس"، عبد اللطيف القانوع، في بيان صحافي، إن "خطوة نقل السفارة الأميركية لن تمنح الاحتلال أي شرعية أو تغير في حقائق ووقائع القدس ومعالمها"، مضيفاً أن "القرار انتهاك صارخ للقانون الدولي ويتنافى مع كل المواثيق الدولية بشأن القدس".

ووصف القانوع، بحسب "الأناضول"، القرار الأميركي بأنه "استفزاز لمشاعر أمتنا العربية والإسلامية وشعبنا الفلسطيني".

وندّد أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، لـ"فرانس برس"، "بأشد العبارات، بقرار الإدارة الأميركية نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس في اليوم الذي يتزامن مع ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني". 

وقال عريقات إن "هذا القرار مخالفة فاضحة للقانون الدولي والشرعية الدولية، وتدمير كامل لكل اتفاقيات السلام الموقعة مع إسرائيل"، مؤكداً أيضاً أنه "استفزاز لمشاعر العرب والمسلمين والمسيحيين". 

واعتبر أن إدارة ترامب "بهذه الخطوة تكون عزلت نفسها كلياً وأصبحت جزءاً من المشكلة وليس جزءاً من الحل".

ويحيي الفلسطينيون سنوياً ذكرى "النكبة"، أي قيام دولة الاحتلال في الرابع عشر من مايو/ أيار 1948، عندما أجبر مئات آلاف الفلسطينيين على ترك مدنهم وقراهم بالإكراه.




في المقابل، أشاد رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بإعلان الولايات المتحدة، ووصفه بأنه "يوم عظيم لشعب إسرائيل".

وقال نتنياهو، في بيان أصدرته السفارة الإسرائيلية في واشنطن: "قرار الرئيس ترامب نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس في ذكرى يوم الاستقلال المقبلة يعقب إعلانه التاريخي في ديسمبر/ كانون الأول بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل". وأضاف البيان "هذا القرار سيحول الذكرى السبعين ليوم الاستقلال إلى احتفال أكبر. نشكرك أيها الرئيس ترامب على زعامتك وصداقتك"، وفق "رويترز".

كذلك هنّأ وزير المخابرات في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، الرئيس الأميركي، على إعلان أن السفارة الأميركية ستنقل إلى القدس في الذكرى السبعين لقيام دولة الاحتلال (النكبة).

وقال كاتس، في تغريدة على "تويتر": "لا توجد هدية أفضل من ذلك. الخطوة الأكثر إنصافاً وصحة. شكراً لك أيها الصديق".

إلى ذلك، أوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، هيذر ناورت، في بيان، أن السفارة المقبلة ستكون ضمن مجمع كبير موجود أصلاً ويضم الأنشطة القنصلية للقنصلية الأميركية العامة في دولة الاحتلال، في حي أرنونا بين القدس الشرقية والغربية.

وذكرت ناورت أنه "على الأقل في المرحلة الأولى" سينتقل إلى السفارة السفير ديفيد فريدمان، إضافة إلى فريق صغير. 

وتابعت ناورت: "ننوي فتح جناح جديد في مجمع أرنونا بحلول نهاية العام الحالي، لكي تكون للسفير وفريقه مكاتب أوسع"، مبرزة أنه "بموازاة ذلك باشرنا البحث عن موقع يكون المقر الدائم لسفارتنا"، معتبرة أن بناءه "سيستغرق وقتاً"، بحسب "فرانس برس".

وكان ترامب قد أعلن العام الماضي اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبدأ عملية لنقل السفارة إلى القدس من تل أبيب.


(العربي الجديد)