صفقة النظام و"الوحدات" تشمل الأحياء الكردية في حلب

صفقة النظام و"الوحدات الكردية" تشمل حلب: تسليم الأحياء مقابل التوجه لعفرين

23 فبراير 2018
قافلة مقاتلين موالين للنظام وصلت لعفرين الثلاثاء(جورج أورفليان/فرانس برس)
+ الخط -
تتسرب تباعاً تفاصيل الاتفاق الهشّ بين قوات النظام السوري من جهة، والقوات الكردية من جهة ثانية، ليتضح، بحسب المعطيات التي ظهرت أمس الخميس، أنه يتجاوز عفرين التي يشن الجيش التركي، بدعم من الجيش السوري الحر، عملية عسكرية فيها تحت عنوان "غصن الزيتون"، ليشمل المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في حلب وريفها والسماح لقوات النظام بالدخول إليها ورفع علم النظام.

وفي وقت لم يصدر بيان رسمي من الطرفين حول الاتفاق، تحدثت مصادر موالية للنظام عن دخول قوات الأخير إلى أحياء الشيخ مقصود والأشرفية والحيدرية والهلك، التي تسيطر عليها مليشيا "وحدات حماية الشعب الكردي" في شمال مدينة حلب وشرقها. لكن سرعان ما 
نفى المتحدث باسم مليشيات "وحدات حماية الشعب الكردي"، محمد نوري، دخول قوات النظام إلى تلك الأحياء، فيما أكّدت مصادر لـ"العربي الجديد"، انسحاب "وحدات حماية الشعب" بشكل شبه كامل من مدينة حلب إلى منطقة عفرين.  
وهذه المرة الثانية التي يحصل فيها تضارب في المعلومات من قبل الطرفين، بعد التضارب الذي رافق الاتفاق نفسه، حول دخول قوات الأسد إلى عفرين، وتنصّل الأكراد منه، قبل أن يتأكّد لاحقاً.

وأكد مصدر من مدينة حلب لـ"العربي الجديد"، أن مقاتلي "وحدات حماية الشعب" بدأوا منذ ليلة الأربعاء، بالانتقال إلى منطقة عفرين وتسليم مقراتهم في مدينة حلب لمليشيات النظام السوري. وتحدث المصدر، المقرب من مليشيا "الوحدات"، عن انسحاب عناصرها من الأحياء كافة، باستثناء حي الشيخ مقصود ذي الغالبية الكردية، حيث سيتم إبقاء قوات رمزية فقط من المليشيا.

وأوضح المصدر أن العملية تمّت بناءً على اتفاق دخول قوات النظام إلى عفرين، إذ اشترط الأخير الانسحاب من تلك الأحياء إلى مدينة عفرين، مشيراً إلى أن "منطقة شرق الفرات ومدينة منبج لا تدخلان ضمن الصفقة، والقرار هناك مرتبط بالتحالفات مع أميركا، وهي التي تتخذ القرار في تلك المنطقة".

وفي حين رجّحت مصادر اقتراب تفكّك مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" التي تقودها "وحدات حماية الشعب"، بعد وضوح تعاملها وتحالفها مع النظام السوري، وردت أنباء غير مؤكدة لـ"العربي الجديد"، تتحدّث عن وقوع خلاف داخل فصيل "جيش الثوار" المنضوي في صفوف "قوات سورية الديمقراطية"، بسبب دخول مجموعات من قوات النظام والمليشيات المساندة له إلى جبهات عفرين.

وتشير الأنباء إلى أنه ربما تشهد الساعات المقبلة عملية نقل لمقاتلي "جيش الثوار" من المنطقة إلى إدلب، في حال عدم الاتفاق بين الطرفين. ويتمركز الفصيل حالياً في جبهات جنوب وجنوب شرق عفرين، وهي مناطق ذات غالبية عربية.


وقالت مصادر إن الآليات التي دخلت إلى عفرين برفقة قوات النظام هي مجموعة من السيارات المحملة برشاشات ثقيلة، في حين لم تدخل الآليات الثقيلة، مثل المدفعية والدبابات. ودخلت الآليات على أربع مراحل خلال يومي الثلاثاء والأربعاء، تفادياً لاستهدافها من قبل الجيش التركي، وتمركزت في جبهات القتال مع قوات النظام. ورأى قياديون في المليشيات الكردية أن القوات التي أرسلها النظام السوري لا تكفي لصد هجوم عملية "غصن الزيتون"، مطالبين بدخول مزيد من القوات.

وقالت مصادر من مدينة عفرين إن مليشيا "وحدات حماية الشعب" أخرجت المدنيين للتجمّع في ساحة المدينة، حيث استقبلوا قوات النظام ورفعوا صورة قائده بشار الأسد، في حين غابت صور (زعيم حزب العمال الكردستاني) عبد الله أوجلان، التي جرت العادة على رفعها من قبل المليشيات الكردية".


في غضون ذلك، جدد وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، أمس، التأكيد على أنّ "أي دولة أو قوة تحاول دعم حزب العمال الكردستاني وجناحه السوري، حزب الاتحاد الديمقراطي، ستلقى من تركيا المعاملة نفسها التي يلقاها التنظيم الإرهابي نفسه، ولن نسمح لأحد بدخول عفرين بهدف توفير الحماية لهذا التنظيم".

وأوضح جاووش أوغلو، في مؤتمر صحافي مع نظيره الجزائري، عبد القادر مساهل، بالعاصمة أنقرة، أنّ تركيا تعتبر "كل دولة أو قوة تدعم هذا التنظيم الإرهابي، متساوية مع التنظيم نفسه"، مشيراً إلى أن "هذا التنظيم يتواجد في سورية لتقسيم أراضي هذا البلد، ويُرغم كل من لا يوافقه التطلعات والأهداف، على الهجرة القسرية". وأضاف أنّ "تركيا تولي اهتماماً كبيراً لوحدة الأراضي السورية والحفاظ على حدودها".

من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة التركية، بكر بوزداغ، في تصريح لوكالة "الأناضول"، إن النظام السوري "سيكون هدفاً لتركيا، إذا غيّر زيّه ودخل عفرين بهيئة تنظيم (ب ي د)، وكذلك إذا دخلت المليشيات الموالية له". وأضاف "لن يكون هناك تمييز على الإطلاق، وكل من يحاول مواجهة الجيش التركي في صف التنظيمات الإرهابية سيكون هدفاً بالنسبة لنا".

ميدانياً، أحرزت قوات عملية "غصن الزيتون"، أمس الخميس، تقدماً جديداً، وسيطرت على قرية تل ديلور في ناحية جنديرس، جنوب غرب عفرين، في حين احتدمت المواجهات على محاور قرى تل سلور ودير بلوط والمحمدية وملا خليل وخربة علوش وقولكه في المحيط الجنوبي الغربي من عفرين، ومحاور راجو وأدمانلي، شمال غرب عفرين، بعد وصول قوات النظام إلى نقاط المليشيات الكردية.

وارتفع عدد النقاط التي سيطرت عليها قوات "الجيش السوري الحر" والجيش التركي في علمية "غصن الزيتون"، إلى 92 نقطة، بينها مركز ناحية، و64 قرية، و6 مزارع، و20 جبلاً وتلة استراتيجية، وقاعدة عسكرية واحدة.

وفي السياق، أعلنت رئاسة الأركان التركية عن تحييد 1829 من عناصر "وحدات حماية الشعب" وذلك منذ انطلاق العملية في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، في حين تمكن "الجيش السوري الحر" من السيطرة على العديد من القرى في نواحي عفرين، فتح من خلالها الطريق بين ناحية إعزاز وناحية بلبل، شمال المدينة. كما تمكّن من وصل ناحيتي راجو أدمانلي في غرب عفرين.

المساهمون