التدخل الروسي بالانتخابات الأميركية يجدد التوتر بين واشنطن وموسكو

التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية يجدد التوتر بين واشنطن وموسكو

21 فبراير 2018
موسكو: صعب جداً تحسين العلاقات مع واشنطن(ميخائيل ميتزل/Getty)
+ الخط -

شهدت العلاقة بين موسكو وواشنطن، تصعيداً جديداً، لاسيما بعد اتهام وزارة العدل الأميركية 13 شخصاً و3 كيانات روس بالتدخل رسمياً في الانتخابات الأميركية عام 2016، وما أعقبه من تأكيد البيت الأبيض بأن روسيا تدخلت فعلاً في الانتخابات، قابله اتهام معاكس من موسكو بمحاولة التدخل في شؤونها الداخلية.

وذكر مسؤول روسي، اليوم الأربعاء، أنه سيكون "صعباً للغاية" تحسين العلاقات الروسية الأميركية التي تدهورت إلى مستويات أشبه بزمن الحرب الباردة، بعد اتهامات بالتدخل في الانتخابات الأميركية، وبسبب الأزمات في سورية وأوكرانيا.

واتهم نائب وزير الخارجية، سيرغي ريابكوف، الولايات المتحدة، بمحاولة التدخل في الشؤون الداخلية الروسية قبل الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل، بعد أن اتهمت واشنطن 13 روسياً بمحاولة التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2016.

وقال ريابكوف، لوكالة أنباء "إنترفاكس"، إنه "للمفارقة، الأميركيون يتخذون خطوات نحو التدخل في شؤوننا الداخلية، ويفاقمون التوتر في العلاقات الثنائية قبل الانتخابات الرئاسية"، في 18 مارس/آذار.



وأضاف "على الرغم من ذلك، يستمرون، من دون أي أساس أو دليل، في إلقاء اللوم علينا بشأن التدخل في عملياتهم الانتخابية". مؤكدا "بالطبع نحن في موسكو نأسف لكل ذلك".

وأشار إلى أنه "سيكون من الصعب للغاية المضي قدماً في العلاقة مع الولايات المتحدة بوضعها الحالي".

وتُحقق عدة لجان في الكونغرس الأميركي والمدعي العام الأميركي الخاص، روبرت مولر، في معلومات حول تدخّلٍ روسي في انتخابات 2016، وتواطؤ محتمل لحملة الرئيس دونالد ترامب مع روسيا. ونفت موسكو مراراً لعب أي دور في الانتخابات الأميركية.

وتصر واشنطن على تدخّل موسكو في الانتخابات، إذ أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، أن روسيا تدخلت في انتخابات الرئاسة الأميركية، لكن من دون أن يؤثر ذلك على نتائجها.

وأضافت ساندرز، في مؤتمر صحافي، أمس الثلاثاء، أنه "من الواضح جداً تدخّل روسيا في الانتخابات (الرئاسية)، ومن الواضح جداً أيضاً أن هذا التدخل لم يسفر عن أي تأثير".

وتابعت "من الأمور الواضحة أيضاً أن حملة ترامب لم تتواطأ مع الروس بأي طريقة في هذه العملية (التدخل الروسي)".

وأردفت بالقول "الرئيس لم يقل إن روسيا لم تتدخل، بل ما قاله هو أن هذا التدخل لم يؤد إلى أي تأثيرات، وإن التدخل لم يتم بالتأكيد بمساعدة حملته الانتخابية".

وفي السياق، شددت متحدثة البيت الأبيض على أن ترامب "صعب للغاية مع روسيا".

وتابعت "الرئيس ساعد على الدفع بتخصيص 700 مليار دولار لإعادة بناء جيشنا، وأؤكد لكم أن روسيا ليست متحمسة لذلك".

وكانت حملة ترامب الانتخابية واجهت، عام 2016، عدة اتهامات بالتواطؤ مع روسيا، ما دفع ترامب إلى تكرار نفي الأمر. مشدداً على أنه "لا تواطؤ من جانب حملته، ولا تدخّل من جانب روسيا في نتائج الانتخابات الرئاسية".



والجمعة الماضية، اتهمت وزارة العدل الأميركية، 13 شخصاً و3 كيانات روسية، بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2016 والتي أسفرت عن فوز ترامب.

ويشتبك الغريمان، منذ عهد الحرب الباردة، في أزمات دولية مشتعلة في أوكرانيا وسورية وإيران، كما تبادلا طرد دبلوماسيين من أراضيهما، في العام الماضي.

وفي أعقاب ضم روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014، والحرب الدائرة بين كييف والمتمردين الموالين لروسيا في شرق البلد السوفييتي السابق، فرضت واشنطن عقوبات أشد صرامة على موسكو.


(فرانس برس، الأناضول)

المساهمون