مافيات البصرة تتمدد.. بدعم الأحزاب والكتل السياسية

مافيات البصرة تتمدد.. بدعم الأحزاب والكتل السياسية

19 فبراير 2018
يضغط المتنفذون في البصرة بطرقهم الخاصة(حيدر محمد علي/فرانس برس)
+ الخط -
رأى مسؤولون محليون في محافظة البصرة المُطلّة على مياه الخليج العربي، جنوبي العراق، اليوم الإثنين، أن لا جدوى من الحملات العسكرية والأمنية المتكررة للحكومة العراقية، الهادفة الى ضبط أمن البصرة، وإيقاف مافيات الجريمة المنظمة والتهريب وشبكات المخدرات والنزاعات العشائرية، بسبب "وجود جهات سياسية متنفذة تدعم الى حدٍّ كبير تلك الجماعات".

هذا الموقف جاء بالتزامن مع وصول آخر القطعات العسكرية العراقية القادمة من بغداد إلى البصرة، استعداداً لتنفيذ حملة عسكرية وأمنية واسعة، لضبط الأمن المتردي في المحافظة، بناءً على طلب من حكومتها المحلية، تسلمه رئيس الوزراء حيدر العبادي.

وبحسب مسؤول في مجلس محافظة البصرة (الحكومة المحلية) لـ"العربي الجديد"، فإن الحملات الأمنية المتكررة لفرض الأمن في المحافظة "لم ولن تجدي نفعاً، بسبب الدعم الذي تقدمه بعض الجهات والأحزاب المتنفذة، إلى العصابات المنظمة التي تمارس جرائمها المخالفة للقانون بشكل علني، وأمام أعين القوات الأمنية".

وأكد المسؤول أن الحملات الأمنية السابقة "أسفرت عن اعتقال أعداد قليلة من الأشخاص الثانويين في العصابات، لكن من يقود تلك المافيات أو الشبكات الإجرامية الكبيرة المتورطة بجرائم السلب والسرقة والتهريب والقتل، لا يمكن لأحد الاقتراب منهم"، مبيناً أن هذا الأمر لن يؤدي "إلا إلى مزيد من تفاقم الأوضاع في البصرة".

إلى ذلك، قال عضو مجلس محافظة البصرة، كريم شواك، إن "الفاعلين والمتنفذين في المحافظة، والمستفيدين من الوضع المربك وغير القانوني، بدأوا يضغطون بطرقهم وأساليبهم باتجاه تحجيم دور القوة الأمنية التي جاءت من بغداد"، لافتاً في تصريح صحافي إلى أن هذه الضغوط تسببت بتخلي القوة عن أهدافها المرسومة.

وأشار شواك إلى أن هذه القوة انتشرت على حدود محافظة البصرة والطرق الرئيسية، معتبراً أن الأمل كان في أن تقوم القوات العراقية بشنّ صولة أمنية، لكن هذا الأمر ليس في حساباتها، ولن يحصل في الأيام المقبلة"، على حد قوله. ولفت إلى أن القرارات المتعلقة بالشأن الأمني في البصرة يتمُّ اتخاذها في بغداد ولا دخل للحكومة المحلية في ذلك، كما أن الأخيرة ليست معنية بالعملية الأمنية المرتقبة.

يشار إلى أن البصرة كانت قد شهدت وصول قوة أمنية جاءت من بغداد لفرض القانون، بعد مناشدات من الحكومة المحلية في المحافظة، على خلفية التدهور الأمني وانتشار السلاح غير المرخص وهيمنة العصابات الخارجة على القانون.

وفي هذا الإطار، أكد مسؤولون محليون العثور على صواريخ وأسلحة ومعدات أخرى أثناء اندلاع حريق في إحدى مدن البصرة.

وأوضح قائمقام (رئيس بلدة) الزبير (غرب البصرة)، عباس ماهر، أن فرق الدفاع المدني عثرت خلال إطفائها لحريق اندلع في البلدة الليلة الماضية على صواريخ ومناظير ليلية في أحد الأنفاق الواقعة تحت إحدى البنايات التي تعرضت للحرق، مبيناً في حديثٍ لراديو محلي أن الصواريخ من طراز "فاز" والمناظير وجدت في أنفاق كانت مصممة لتستخدم كملاجئ.

وتحدث عن العثور على خمسة صواريخ تمّ تسليمها إلى القوات الأمنية، مؤكداً أن الجهات المسؤولة عن الأمن في بلدته تعيش حالة استنفار.

كذلك، أعلنت مصادر في الشرطة العراقية الليلة الماضية عن مقتل شخصين في نزاع عشائري في مدينة القرنة (شمال البصرة)، في استمرارٍ لمسلسل القتل والجريمة الذي تشهده المحافظة منذ أشهر عدة.

 

 

المساهمون