باسم الوطن

باسم الوطن

18 فبراير 2018
خلال تدريبات لقوات الحماية الذاتية في 2016(دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -
ما أن شعر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الانفصالي ومليشياته العسكرية، بجدية الحملة التي يقوم بها الجيش التركي، مستعيناً بفصائل من الجيش الحر، على منطقة عفرين، حتى بدأت تلك المليشيات تتحدث عن الوطنية وانتمائها السوري وراحت تستجدي قوات النظام السوري ليتدخل في معركة عفرين تحت اسم الدفاع عن الوطن، خصوصاً بعد أن خذلت تلك المليشيات من قبل حليفها الروسي الذي توافق مع تركيا على المعركة، وسط سكوت حليفها الرئيسي "أميركا". وجاءت ردة المليشيا الكردية إلى حضن الوطن في اللحظة التي شعرت فيها بخطر يهدد وجودها في إحدى أهم مناطق سيطرتها التي عملت طوال السنوات الماضية فيها على تغذية الفكر الانفصالي عن الدولة السورية مستفيدة من استخدام الأميركيين لها كأداة للسيطرة على مصادر الثروة في سورية والتي تتركز شرق وشمال شرق سورية. فقامت بعمليات تهجير لسكان العديد من المناطق على أساس عرقي. كما عملت على تغيير أسماء المناطق العربية إلى أسماء كردية وذلك سعياً منها للانفصال عن الوطن الذي تتغنى به الآن.
وقد سبق المليشيات الكردية في العودة إلى مفهوم الوطن والدولة السورية تنظيم "هيئة تحرير الشام"، الذي تشكل جبهة النصرة "سابقاً" عموده الفقري، والذي يعتبر تنظيماً عالمياً لا يؤمن أصلاً بفكرة الدولة السورية، لكن حين وصل لمرحلة الحرج في خلافه مع حركة أحرار الشام، استغل قبول الحركة دخول القوات التركية لإنشاء نقاط مراقبة في سورية وبدأ بالمزايدة عليها بمفهوم الوطن والدولة السورية، وأعلن رفضه دخول القوات التركية "حليف أحرار الشام" بدعوى أن دخولها يساهم في تقسيم الدولة السورية. لكن ما أن تمكن تنظيم "هيئة تحرير الشام" من حسم المعركة لصالحه مع الحركة حتى عاد عن تلك الحجة ونسق بنفسه دخول القوات التركية إلى داخل الأراضي السورية.
بعيداً عن النقاش حول التدخل التركي وتأثيره على وحدة الأراضي السورية، إلا أن أبعد التنظيمات عن الإيمان بمفهوم الدولة السورية الموحدة، وأكثر التنظيمات سعياً لتقسيم سورية، تعود في اللحظات الحرجة لمفهوم الوطن الأن وتستجدي باسمه من يمكن أن ينقذها من حرجها ليصبح اسم الوطن شماعة لارتكاب الجرائم بحقة وبنفس الوقت وسيلة للتخلص من إثم هذه الجرائم في الأوقات الحرجة.