"ذا صن": كوربن التقى بجاسوس شيوعي خلال الحرب الباردة

"ذا صن": كوربن التقى بجاسوس شيوعي خلال الحرب الباردة

15 فبراير 2018
تم العثور على الملفات السرية في براغ (كريس راتكليف/Getty)
+ الخط -


قالت صحيفة "ذا صن" البريطانية المحافظة، اليوم الخميس، إن زعيم "حزب العمال" البريطاني، جيريمي كوربن، التقى جاسوساً شيوعياً ثلاث مرات خلال أوج الحرب الباردة، وهو ما نفاه متحدث باسم كوربن واصفاً مثل هذه الادعاءات بـ"التشهير السخيف".

وقالت الصحيفة إن عنصراً مثّل النظام الشيوعي في تشيكوسلوفاكيا، أعطي الاسم الرمزي COB، حاول الاتصال بكوربن عام 1986، وذلك وفقاً لوثائق شرطية سرّية حصلت عليها الصحيفة.

وبحسب ما نقلت الصحيفة عن الوثائق، فقد التقى كوربن بالعميل المدعوم من الاتحاد السوفييتي يان ديمتش، مرتين في مجلس العموم، ومرة في مكان آخر.

وأكد متحدث باسم كوربن لقاء الأخير بالدبلوماسي، ولكن من دون علمه بأنه جاسوس. كما شدد على أن أي ادعاء بكون كوربن جاسوساً أو عميلاً أو مخبراً "خاطئ تماماً وتشهير سخيف"، لافتاً إلى أن كوربن "لم يعط (للعميل) أيّ معلومات سرّية، كما لم يعطها لأي دبلوماسي آخر"، كون التعامل عن قصد مع جهاز استخبارات تابع لدولة أجنبية معادية يعتبر جريمة جنائية يعاقب عليها القانون البريطاني.

وتم العثور على الملفات السرية في براغ، عاصمة دولة التشيك، في أرشيف الشرطة السرية التي تعاملت مع الاستخبارات الخارجية في دولة تشيكوسلوفاكيا السابقة حتى انهيارها عام 1990.

ويعتقد أن تواصل ديمتش مع كوربن قد تمّ عبر الناشطين طوني جلبيرت وساندرا هودجسون، اللذين انتميا إلى "حركة التحرير" ذات التوجه اليساري المتطرف. وذكر ديمتش في وثائقه أن كوربن، الذي كان عضواً في مجلس العموم حينها، "أبدى رغبة في تكرار اللقاءات".

وذكر الدبلوماسي أيضاً في انطباعاته عن اللقاء الأول أن كوربن يمتلك كلاباً وسمكاً كحيوانات أليفة، واصفاً سلوكه بالـ"المتحفظ والمؤدب، ولكنه عصبي أحياناً (عندما يتحدث مدافعاً عن حقوق الإنسان)، رغم أن أداءه هادئ". كما ضمّ التقرير أيضاً رقم هاتف كوربن وعنوان منزله.

وذكر تقريرٌ آخر تمّ إرساله في مرحلة لاحقة من العام ذاته أن كوربن يمتلك "آراءً سلبية تجاه الولايات المتحدة الأميركية، وتجاه السياسات الحالية للحكومة المحافظة"، في إشارة إلى حكومة مارغريت تاتشر. كما ذكر التقرير انطباع كوربن الإيجابي عن دول الكتلة الشرقية، وأنه "يدعم مبادرة السلام السوفييتية".

ووفقاً للملفات، فإن كوربن "مطلع جداً" على هوية الأشخاص الذين يتواصلون مع الوكالات المعادية للشيوعيين.

وقالت الصحيفة، نقلاً عن التقرير، إن عملاء في براغ، وعلى رأسهم مدير إحدى الإدارات الحكومية في وزارة الداخلية، اطلعوا في يناير/ كانون الثاني عام 1987 على تقارير ديمتش حول تواصله مع كوربن.



وذكر ديمتش في تقريرٍ آخر لقاءه بكوربن في أكتوبر/تشرين الأول من ذلك العام في البرلمان. كان الهدف من اللقاء "تعزيز الاعتراف المتبادل والثقة المشتركة بينهما". مضيفاً أن: "كان عنوان النقاش حركة التحرير الوطنية، وموقف بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية حيال الوضع في الخليج العربي وألمانيا الشرقية. لا يمكن استخدام المعلومات بشكل جيد كونها ذات طبيعة عامة".

وخلال اللقاء الذي دام 90 دقيقة، تطرق ديمتش إلى قلقه من تصرفات الاستخبارات البريطانية ضدّ الجواسيس التشيك والألمان الشرقيين في المملكة المتحدة. ووفقاً للملفات، فإن كوربن أعطاه نسخة من مقال نشر في صحيفة "صنداي بيبول" حول تحقيق فاشل للاستخبارات الداخلية البريطانية "إم آي 5" يتعلق بنشاط الجاسوس أولريك كيمبف، وحذر من تزايد النشاط الأمني البريطاني.

وقال ديمتش في وثائقه إنه اقترح التركيز على "قضايا مثل الاستخبارات الخارجية وما يعرف بالمناطق عالية الخطورة" مع كوربن. ولا تذكر الملفات السرّية المزيد من المعلومات أو الحوارات مع كوربن بعد هذه النقطة.

ورداً على ذلك، قال المتحدث باسم كوربن إن زعيم حزب العمال "مثل غيره من النواب، التقى بدبلوماسيين من العديد من البلدان. التقى في الثمانينيات بدبلوماسي تشيكي، والذي كان له اسم آخر غير يان ديمتش، ليشربا الشاي في مجلس العموم. جيريمي لم يمتلك ولم يزوده بأي معلومات سرية، ولم يزودها لأي دبلوماسي آخر".

وأضاف المتحدث أنه "خلال الحرب الباردة، غالباً ما ادعى ضباط الاستخبارات أمام رؤسائهم تجنيدهم لأشخاص بالكاد تحدثوا معهم. إن وجود مثل هذه الادعاءات الكاذبة لا يجعلها حقيقة أبداً".