وعود أميركية جديدة لتركيا بجمع السلاح من المليشيات الكردية

وعود أميركية جديدة لتركيا بجمع السلاح من المليشيات الكردية

15 فبراير 2018
تشكيك تركي في الوعود الأميركية (فيرجينيا مايو/ فرانس برس)
+ الخط -
أكد وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي، أن نظيره الأميركي، جيمس ماتيس، أكد له أن واشنطن تعمل على خطة لجمع السلاح، وبالذات الثقيل، من قوات "الاتحاد الديمقراطي" (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني)، معتبرا عرض ماتيس بإمكانية الفصل بين مليشيات "الاتحاد الديمقراطي" و"العمال الكردستاني" أمرا غير واقعي.

وفي محاولة لإبقاء قنوات الحوار مفتوحة بين أنقرة وواشنطن، التقى جانيكلي وماتيس، اليوم، في العاصمة البلجيكية، بروكسل، على هامش اجتماعات وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، من دون أن يتمخض عن الاجتماعات أي تقدم ملحوظ لتجاوز أزمة العلاقة بين الجانبين، باستثناء استمرار الأميركيين في تقديم الوعود التي يبدو تحقيقها مستحيلا.

ودعا جانيكلي، خلال الاجتماع، إلى وقف تقديم السلاح لمليشيات "الاتحاد الديمقراطي"، موضحا: "لقد قمت بمشاركة الوثائق مع ماتيس، والتي تثبت بوضوح العلاقة بين العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي، وكذلك الوثائق الرسمية الأميركية التي تقول إن الاتحاد الديمقراطي ومليشياته هي تنظيمات إرهابية، وأنها ليست إلا مليشيات سورية تابعة للعمال الكردستاني".

وفيما بدا استمرارا للسياسات الأميركية غير الواقعية في ما يخص الأزمة السورية، أشار جانيكلي إلى أن ماتيس أكد له أن بلاده ستعمل على الفصل بين "الاتحاد الديمقراطي" و"العمال الكردستاني".


وقال في هذا الصدد: "لقد أكد ماتيس أن الأميركيين سيعملون على بذل الجهود للفصل بين العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي، وصولا إلى إمكانية جعل الأخير يحارب العمال الكردستاني، حيث قلنا له إن هذا أمر غير ممكن، وفي أي وقت من غير الممكن الفصل بين الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني، وكذلك جعل الاتحاد الديمقراطي يحارب العمال الكردستاني، لأن هذا التنظيم بذاته تتم إدارته من المكان ذاته، ويستمرون في فعالياتهم الإرهابية للهدف ذاته".

وأشار جانيكلي إلى أن ما تنتظره تركيا من الولايات المتحدة هو أن تعود إلى العمل مع حليفها، أي تركيا، وليس مع التنظيمات الإرهابية، مشددا على أن عملية "غصن الزيتون" التي تستهدف حزب "الاتحاد الديمقراطي" في عفرين لا يمكن أن تؤثر على الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث إن تركيا عضو في التحالف الدولي، وكذلك كانت من أكثر الدول التي حاربت "داعش" من خلال عملية "درع الفرات".

وأكد جانيكلي أنه نقل إلى نظيره الأميركي قيام "الاتحاد الديمقراطي" بإطلاق سراح عناصر "داعش" المحتجزين لديه، بغية قتال تركيا، ومده بما يكفي من المعلومات والوثائق.

وأضاف جانيكلي أن ماتيس عبّر عن تفهّم بلاده للعمليات التي تقوم بها تركيا لحماية أمن حدودها، وأن الأميركيين سيقدمون المزيد من الدعم الملموس والمعلومات الاستخباراتية للعمليات التي ستقوم بها تركيا ضد "العمال الكردستاني" وتشكيلاته في العراق.



وعبّر جانيكلي عن شكوكه في الوعود التي قدمها ماتيس بشأن سحب السلاح، بالقول: "لقد قال لنا ماتيس إنهم يعملون على خطة لإعادة سحب السلاح الذي تم تقديمه، وبالذات السلاح الثقيل، وسنرى هذا الأمر خلال المرحلة المقبلة. إن توجيه هذه الأسلحة باتجاه تركيا أمر ممكن، ورأيناه بشكل واضح في عفرين، حيث أكد لنا ماتيس أن الأميركيين لم يقوموا، بأي شكل من الأشكال، بتقديم السلاح لمليشيات الاتحاد الديمقراطي في عفرين".

من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في بيان اليوم الخميس، إن ماتيس دعا أنقرة إلى إبقاء التركيز على محاربة تنظيم "داعش" في سورية. وأضافت الوزارة أن ماتيس "دعا إلى تجديد التركيز على الحملة الرامية إلى هزيمة "داعش"، ومنع أي محاولة من جانب التنظيم الإرهابي لإعادة بناء نفسه في سورية".