تيلرسون في بيروت لبحث موضوعي إسرائيل و"حزب الله"

تيلرسون في بيروت لبحث موضوعي إسرائيل و"حزب الله"

15 فبراير 2018
تيلرسون: "حزب الله" جزء بالعملية السياسية بلبنان (هيكتور فيفاس/Getty)
+ الخط -


وصل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، اليوم الخميس، إلى العاصمة اللبنانية بيروت، في زيارة سريعة ضمن جولته في المنطقة، يتوقع أن يبحث فيها ملفات عدة، أبرزها ملف "حزب الله"، والتهديدات الإسرائيلية مع إعلان لبنان بدء التنقيب عن النفط في مياهه.

ووصل تيلرسون برفقة مساعده ديفيد ساترفيلد إلى قصر بعبدا، حيث يعقد لقاء مع وزير الخارجية جبران باسيل، ثم يلتقي رئيس الجمهورية ميشال عون، قبل الانتقال إلى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبعدها إلى السراي الحكومي، للقاء رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري. 

ونشرت السفارة الأميركية في بيروت، صورة لوصول طائرة تيلرسون، إلى مطار رفيق الحريري الدولي. ويقضي الوزير الأميركي ساعات قليلة في بيروت، قبل أن يتوجه إلى العاصمة التركية أنقرة، ضمن جولة بدأها، هذا الأسبوع، وشلمت مصر والكويت والأردن.

واستبق وزير الخارجية الأميركي زيارته إلى العاصمة اللبنانية، بإعلان موقف مُتوازن من نظرة بلاده إلى "حزب الله"، المُصنّف على قوائم الإرهاب في الولايات المُتحدة، وفي جامعة الدول العربية، وفي مجلس التعاون الخليجي.

وقال تيلرسون، أمس الأربعاء، خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الأردنية عمّان، إنّه "يجب الاعتراف بالحقيقة القائلة إنّ حزب الله هو جزء من العملية السياسية في لبنان". وأكد تيلرسون أنّ بلاده "تساند لبنان حراً ديمقراطياً، لا يخضع لنفوذ الآخرين، وندرك أنّ حزب الله يخضع لنفوذ ايران، وهو أمر نعتقد أنّه غير مفيد لمستقبل لبنان على المدى البعيد".

ويأتي هذا الموقف الجديد للإدارة الأميركية، بعد سنوات على تضييق الخناق المالي على "حزب الله"، بهدف تجفيف مصادر تمويله، وذلك في إطار العقوبات المالية التي فرضتها الولايات المتحدة، على كل أعضاء الحزب والعاملين في المؤسسات التجارية والتربوية والصحية والإدارية والإعلامية التي تدور في فلكه أو تُتهم بدعمه.

وهو ما انعكس خلافاً لبنانياً داخلياً بين الحزب وجمعية المصارف، انتقلت فصوله من الاجتماعات المُشتركة بين الطرفين إلى الشارع، مع التفجير الذي استهدف الفرع الرئيسي لمصرف "لبنان والمهجر" عام 2016، ولم تكشف التحقيقات منفذيه حتى اليوم.

ومنذ ذلك العام، تراكمت مجموعة ملفات رئيسية، مُتعلّقة بالاعتداءات الإسرائيلية على السيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً، وهو الملف الذي لعبت فيه الولايات المُتحدة دور الوسيط منذ اكتشاف كميات استثمارية من النفط في مياه البحر المتوسط.

ومع بدء لبنان بالخطوات العملية لاستخراج الموارد النفطية من مياهه الإقليمية القريبة من المياه الخاضعة لسلطة الاحتلال الإسرائيلي، ارتفعت حدة التهديدات الإسرائيلية إلى حد التلويح بشن حرب على لبنان.

واليوم تحاول الولايات المُتحدة انتزاع موقف لبناني رسمي، يقبل بقسمة أجزاء من الحقول النفطية اللبنانية مع إسرائيل. وهو ما رفضه لبنان، وتولّى الرؤساء الثلاثة ميشال عون، ونبيه بري، وسعد الحريري، نقل الموقف الرافض إلى مُساعد وزير الخارجية الأميركية، ديفيد ساترفيلد، الذي زار لبنان الأسبوع الماضي، واطلع ميدانياً على الوضع على حدود لبنان مع فلسطين المُحتلة.

كما استبقت السلطات اللبنانية زيارة تيلرسون، بإعطاء توجيهات إلى الجيش اللبناني، بالرّد على أي محاولة إسرائيلية لبناء جدار أمني في 13 نقطة حدودية يتحفّظ لبنان عليها.


ومن المُتوقع أن يحضر الملف السوري، في مباحثات تيلرسون، اليوم، مع المسؤولين اللبنانيين، خصوصاً بعد إسقاط الطائرة الإسرائيلية، السبت الماضي، ومواصلة إسرائيل خرق السيادة اللبنانية من خلال الانتهاكات الجوية المُتكررة.

وتجدر الإشارة، إلى أنّ لبنان تلقّى دعماً عسكرياً من الولايات المُتحدة، بقيمة تجاوزت 1.6 مليار دولار أميركي، منذ عام 2006 وحتى اليوم، مع تواصل تسليم مدرعات وذخائر مُتعددة للجيش اللبناني.

إضافة إلى إعلان قائد القيادة الأميركية الوسطى جوزيف فوتيل، عن وجود عدد غير مُحدد من عناصر القوات الخاصة الأميركية في لبنان لدعم الجيش اللبناني.

وعلى الصعيد المدني، تواصل الولايات المتُـحدة، بناء أكبر سفارة لها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شمالي العاصمة بيروت، بقيمة تتجاوز مليار دولار. كما يستمر الدعم والتمويل لعشرات المشاريع الأهلية، التي تستهدف المجتمع اللبناني، واللاجئين السوريين المُقيمين في لبنان.