تمدّد الفوضى والعنف من كركوك إلى ديالى

تمدّد الفوضى والعنف من كركوك إلى ديالى

10 فبراير 2018
أعمال العنف مستمرة بشكل يومي(هاجر ريسيت/الأناضول)
+ الخط -
لم تهدأ محافظة كركوك العراقية منذ أشهر مضت حتى امتدت فوضى الصراعات والعنف إلى محافظة ديالى وتحديداً بلدة خانفين فيها، فيما حذّرت جهات سياسية من موجة عنف خطيرة تهدد البلدة، مطالبة الحكومة بالسيطرة على الوضع فيها.

وهاجمت مجموعة مسلّحة لم تحدد هويتها بعد، عدداً من الشبان الكرد، مساء أمس الجمعة، في بلدة بختياري التابعة لمدينة خانقين في ديالى، وقتلت سبعة منهم، وأصابت ثلاثة آخرين.

ووصل وزير الداخلية، قاسم الأعرجي، اليوم السبت، إلى المنطقة لتهدئة الوضع فيها، وقال إنّ "القانون سيتم تطبيقه على المجرمين وبقوة، ولن نسمح لأي شخص أو جهة بتجاوزه وتحت أي ذريعة أو ادعاء"، مؤكّداً أنّ "وزارة الداخلية لها حضورها في خانقين وجلولاء وجميع مناطق العراق، وسنعمل على تعزيز الأمن ومحاربة الظواهر الإجرامية".

وأشار الأعرجي إلى أنّ "الإجراءات التحقيقية في الحادث أخذت مجراها القانوني، وتجري بمتابعة شخصية من قبلنا"، متوعّداً بـ"الوصول إلى الجناة".

وتعدّ بلدة خانقين من البلدات ذات الغالبية الكردية، وهي تابعة لمحافظة ديالى، وهي مجاورة لكركوك، وتشهد صراعاً سياسياً منذ دخول القوات العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي" إليها واستبعاد البشمركة، على إثر استفتاء كردستان.


من جهته، قال حزب "الطالباني" في بيان صحافي، إنّه "يدين هذه الفعلة الجبانة بكافة الطرق والوسائل، وسوف نستمر بمحاولاتنا وبكل ما نمتلك من إمكانات للحفاظ على التعايش السلمي بين الأديان والقوميات في المدينة، كما سنحافظ على أمن المنطقة والاستقرار فيها".

وأضاف أنّ "مثل هكذا ممارسات وحوادث في هذه المرحلة، هي بمثابة توجيه رسالة واضحة إلى الأطراف الكردستانية لحلحلة المشاكل السياسية بأسرع وقت ممكن، والسعي للحفاظ على المصالح العليا لأمتنا، ووضع المشاكل الأخرى جانبا، كي لا يكون شعب كردستان وبالأخص في المناطق المستقطعة وقودا لمصالح السياسيين".

ودعا إلى "وضع خطوات جدية من قبل الحكومة العراقية للتقدم نحو معالجة المشاكل العالقة"، محذّرا "المنطقة تغلي على نار هادئة، ويوماً بعد آخر ستشتعل هذه النيران، وإذا لم نقم بإيجاد حلول مناسبة، فلا شك أنّ البلاد كلها ستحترق".

ودعا الأطراف السياسية والمسؤولين في بغداد، إلى "العمل بجدية على معالجة المشاكل السياسية، لضمان حياة ومستقبل أفضل للناس".

ويؤكد مسؤولون كرد أنّ هذه الأحداث هي نتيجة حتمية لما جرى من فوضى الصراع، السياسي التي أعقبت دخول القوات العراقية و"الحشد الشعبي"، إلى البلدة.

وقال القيادي في حزب البارزاني، حسن الأتروشي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذه الحادثة تؤشر إلى امتداد الفوضى والعنف من كركوك إلى خانقين"، مبيناً أنّ "السياسة المتبعة بفرض الأمن في تلك المناطق غير صحيحة، ويجب أن تعاد الأمور إلى ما كانت عليه في السابق، وأن يكون للكرد الدور في ضبط الأمن لما لهم من خبرة في تلك المناطق".

وشدّد الأتروشي على ضرورة "إبعاد المنطقة عن الصراعات السياسية، والحفاظ على أمنها قبل كل شيء".

يشار إلى أنّ المناطق التي سيطرت عليها القوات العراقية ومليشيا "الحشد الشعبي" في أعقاب استفتاء كردستان، والذي أجري نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، لم تشهد منذ ذلك الحين استقراراً أمنياً ولا سياسياً، إذ إنّ الخلافات محتدمة على إدارتها، بينما أعمال العنف مستمرة بشكل يومي.