معلقون إسرائيليون: التهديدات بمهاجمة لبنان هدفها ردع إيران وروسيا

معلقون إسرائيليون: التهديدات بمهاجمة لبنان هدفها ردع إيران وروسيا

01 فبراير 2018
رص اندلاع مواجهة مع "حزب الله" غير قائمة حالياً(Getty)
+ الخط -
يقلّل معلقون إسرائيليون، من أهمية التهديدات المتناسقة التي يشنها المستويان السياسي والعسكري في تل أبيب على "حزب الله" والدولة اللبنانية بسبب مزاعم بناء مصانع لإنتاج صواريخ موجهة، لافتين إلى أنّ هذه التهديدات لا تدلل بالضرورة على رغبة حقيقية لتوجيه ضربة استباقية للحزب في الوقت الحالي.

ويحاجج بعض المعلقين في تل أبيب أن فرص اندلاع مواجهة مع "حزب الله" غير قائمة حالياً لأن إسرائيل تدرك أن إيران لم تباشر فعلاً في تدشين أي مصنع لإنتاج الصواريخ الموجهة.

في السياق، قال معلّق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان، إنّ كلاً من إسرائيل و"حزب الله" لا يزالان غير معنيين بمواجهة عسكرية، مؤكداً أن تل أبيب تعي أن الحزب لم يدشن حتى الآن أي مصنع لإنتاج الصواريخ الموجهة.

ولفت ميلمان، في مقال نشر اليوم الخميس، إلى أن لدى إسرائيل معلومات حول "مخططات ونوايا" إيرانية لبناء مصانع لإنتاج الصواريخ الموجهة في لبنان لصالح "حزب الله"، وذلك لتلافي تأثير الغارات التي تشنها إسرائيل في سورية والتي تستهدف مخازن وإرساليات سلاح لـ"حزب الله".



وذكر أنّه حسب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى حرب 2006، لا يجوز لإسرائيل شن غارات في العمق اللبناني حتى بهدف إحباط تدشين مصنع لإنتاج الصواريخ. وحسب ميلمان، فإن التهديدات الإسرائيلية بشن حرب شاملة تستهدف أيضاً لبنان الدولة والجيش تهدف إلى ردع "حزب الله" عن تدشين مصانع الصواريخ الموجهة.

وعلى الرغم من أن المعلق العسكري الإسرائيلي بن كاسبيت يرى أن طابع التصريحات الصادرة عن القيادات السياسية والعسكرية في تل أبيب تدلل على رغبة في إعداد الجمهور الإسرائيلي لإمكانية اندلاع مواجهة ضد لبنان، إلا أنه يرى في المقابل، أن القيادة الإسرائيلية تفضل في الوقت الحالي الاستثمار في مجال الحملات الدعائية والتحركات الدبلوماسية، وفي وقت لاحق في العمليات السرية الاستخبارية بهدف إحباط توجه إيران لمساعدة "حزب الله" على إنتاج الصواريخ الموجهة.

وأوضح كاسبيت، في تحليل نشرته النسخة العبرية لموقع "المونتور"، أن اللقاءات التي يعقدها المسؤولون الإسرائيليون والروس، وتحديداً اللقاء الأخير بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلادمير بوتين تمثل "رأس الحربة" في الحملة الدبلوماسية التي تشنها إسرائيل لإقناع موسكو بالتحرك وعدم السماح بتمكين "حزب الله" من الحصول على الصواريخ الموجهة.

وبيّن المحلل الإسرائيلي أنّ نتنياهو في سعيه لإثارة انطباع بوتين يحرص على اصطحاب كل من رئيس الموساد يوسي كوهين ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، هرتسل هليفي، إذ يعرضان أمام الرئيس الروسي معلومات استخبارية حول طابع الأنشطة التي تنفذها إيران في لبنان وسورية، والتي تهدد الأمن الإسرائيلي.

ورأى أنّ نتنياهو يحرص على إطلاق التهديد بشن حرب شاملة من أجل بث الخوف لدى بوتين من إمكانية خسارة روسيا كل إنجازاتها في الحرب، على اعتبار أن نتائج أية حرب تشنها إسرائيل ضد "حزب الله" وإيران لن تكون في صالح حلفاء موسكو في سورية ولبنان.

وبحسب كاسبيت، فإنّ تل أبيب تبذل في المقابل جهوداً كبيرة لإقناع الإدارة الأميركية بالاستعداد من أجل إحباط مخططات إيران و"حزب الله"، مستدركاً أن كل المؤشرات تدلل على أن الرهان على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في غير محله حتى الآن.

ووفقاً للمحلل العبري، فإن إسرائيل قدمت مؤشرات تدلل على نيتها تنفيذ عمليات سرية ينفذها الجيش بالتعاون مع الأجهزة الاستخبارية تستهدف أي مشروع لإنتاج الصواريخ الموجهة في لبنان والمس بالقوى البشرية المشرفة عليه. وذكر أن وزير الحرب أفيغدور ليبرمان أشار إلى أن إسرائيل تعرف الأشخاص الذين يقفون وراء مشروع إنتاج الصواريخ الموجهة.

واعتبر كاسبيت أن هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل أنها تعكف على مراقبة المهندسين والعلماء الإيرانيين الذين يباشرون العمل على إنتاج الصواريخ الموجهة، متوقعاً أن تكون العمليات السرية ضد المشروع ومن يقف خلفه المرحلة التالية في حال فشلت الجهود الدبلوماسية.

وبيّن كاسبيت أنه في حال فشلت العمليات السرية في وقف مشروع إنتاج الصواريخ فإن دوائر صنع القرار في تل أبيب ستكون مطالبة باتخاذ قرار "خطير" بشأن المرحلة المقبلة، لافتاً إلى أن إسرائيل ستكون أمام خيارين: إمّا اتخاذ قرار بتوجيه ضربة استباقية ضد "حزب الله" تفضي حتماً إلى مواجهة "كارثية" أو أن تغض الطرف عن مشروع إنتاج الصواريخ الموجهة، مشيراً إلى أنّ إسرائيل ستكون "أمام خيارين أحلاهما مر".

وأوضح، في السياق ذاته، أنّ ما يثير قلق صناع القرار بشأن أي قرار بشن حرب على لبنان تحديداً يتمثل في مخاوفهم من أن ينظر الجمهور الإسرائيلي لهذه الحرب على أنها حرب كان يمكن تفاديها. ولفت إلى أنّ الثابت لدى إسرائيل أن حرب لبنان الثالثة ستشمل أيضاً الجبهة السورية، ومشاركة كل القوى "الشيعية" المتواجدة على الأرض السورية.


ويذكر أنّ موظفين كبارا سبق أن عملوا في مجمع الصناعات العسكرية الإسرائيلية قد حذروا حكومة نتنياهو من أية إمكانية لافتعال مواجهة شاملة مع "حزب الله" بسبب مخاطرها على الجبهة الداخلية.

ونقلت صحيفة "معاريف"، أخيراً، عن ثلاثة من هؤلاء الموظفين قولهم إن إسرائيل مطالبة قبل اتخاذ أي قرار بشن الحرب بإخلاء نصف مليون مستوطن من منطقة حيفا، خشية أن يتعرضوا لإصابات جراء إمكانية سقوط صواريخ الحزب على مجمع الصناعات البتروكيميائية في ميناء حيفا.

المساهمون