المشاورات اليمنية في السويد: غريفيث يدعو إلى خفض التصعيد

المشاورات اليمنية في السويد: غريفيث يثني على "الروح الإيجابية" ويدعو لخفض التصعيد

08 ديسمبر 2018
تتواصل المشاورات اليمنية في السويد (ستينا ستيرنكفيست/ فرانس برس)
+ الخط -


أثنى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، يوم السبت، على ما قال إنها "روح إيجابية" تسود المشاورات اليمنية التي تستضيفها السويد، داعياً إلى خفض التصعيد. 

وقال غريفيث، في بيان مساء السبت، وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، إنه يُثني على "الروح الإيجابية التي يظهرها الطرفان في مشاورات السويد"، وأضاف "يعمل الطرفان بطريقة جادة وبناءة في مناقشة تفاصيل إجراءات بناء الثقة والحد من العنف وإطار المفاوضات"، معرباً عن أمله "أن نحرز تقدماً خلال هذه الجولة من المشاورات". 

وأكد مبعوث الأمم المتحدة على أهمية استمرار ضبط النفس على الأرض ودعا الطرفين إلى احترام التزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي. 

وقال غريفيث "إننا نعمل على خلفية وضع هش للغاية في اليمن، ونأمل أن يتم الحفاظ على خفض التصعيد على مختلف الجبهات، لإعطاء فرصة لتحقيق تقدم في المشاورات السياسية".  

وجاء بيان غريفيث في ثالث أيام المشاورات التي يشارك فيها وفدا الحكومة اليمنية وجماعة أنصار الله (الحوثيين)، في ظل تمحور النقاشات على الملفات الإنسانية، بما فيها ملف الأسرى والمعتقلين وإعادة فتح مطار صنعاء الدولي. 

إلى ذلك، كشف المكتب الإعلامي للمبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، عن وجود جلسات مباشرة "غير معلنة" بين وفدي مشاورات السلام اليمنية، مؤكداً وجود تقدم نوعي في ملف الأسرى والمعتقلين عن بقية ملفات بناء الثقة.

وفي وقت سابق، أعلن عضو في وفد جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) المشارك في المشاورات اليمنية، تشكيل لجنة من الفريق الأممي بمشاركة الصليب الأحمر، لمتابعة تنفيذ الاتفاق المبرم بشأن تبادل الأسرى والمعتقلين، من الطرفين.

وقال عضو وفد الحوثيين عبد القادر المرتضى، في تصريحات صحافية، يوم السبت، إنّ "كشوفات أسماء المعتقلين والمفقودين ستكون جاهزة غداً الأحد، ليتم تسليمها إلى مكتب المبعوث الأممي مارتن غريفيث، بناءً على الاتفاق الموقّع منذ ما يقرب من أسبوع".

وأشار المرتضى، في التصريحات التي نقلتها غرفة أخبار المشاورات اليمنية في السويد، إلى أنّ "الوفدين ناقشا البنود التي يجب الشروع فيها، بملف الأسرى والمعتقلين، وتشمل تشكيل لجان من جميع الأطراف لانتشال الجثث من كل الجبهات والمناطق العسكرية، وإعداد وتجهيز الكشوفات بالأسماء".

ويتضمن الاتفاق ثلاث خطوات؛ تبدأ بتشكيل الفرق لانتشال الجثث، بمشاركة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وتبادل كشوفات بأسماء المعتقلين والأسرى، ومن ثم الإفادة حول الكشوفات التي تم تسليمها من الطرفين، وكشف مصير المفقودين والمخفيين.

وأوضح المرتضى أنّ "الآلية المزمنة تشمل أسبوعاً لتسليم الكشوفات، وأسبوعين لتسليم الإفادات، ثم أسبوعاً للرد على الإفادات، ومثله للرد، ثم عشرة أيام للتوقيع على الكشوفات النهائية التي ستُسلّم للصليب الأحمر الذي سيتولّى تنفيذ عملية التبادل".

إلى ذلك، أفاد أعضاء في الوفد الحكومي، في تصريحات صحافية أعقبت اجتماعات المشاورات في استوكهولم اليوم السبت، بأنّ "هناك اتفاقية تم التوقيع عليها، ويجرى النقاش حول آلية تسليم الأسرى، آملين التوقيع على الآلية قريباً".

وكان الطرفان قد وقّعا اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين، قبل الذهاب إلى مشاورات السويد، ومن شأن الشروع بتنفيذ الاتفاق أن يمثّل تقدماً محورياً في هذا الملف، الذي لطالما تصدّر مواضيع المفاوضات.

مطار عدن وميناء الحديدة

إلى ذلك، أكّد وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، اليوم السبت، أن المطار الرئيسي في اليمن سيكون في عدن، بينما تجرى محادثات لإعادة فتح مطار صنعاء في العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيون، مشدداً على ضرورة أن يكون ميناء الحديدة تحت "سيادة" الحكومة اليمنية.

وقال اليماني لوكالة "فرانس برس"، على هامش المشاورات اليمنية في السويد، "إنّنا على استعداد اليوم لفتح مطار صنعاء... ولكن لدينا رؤية أن تكون عدن هي مطار السيادة الرئيسي للجمهورية (اليمنية) والمطارات الأخرى في اليمن تكون مطارات داخلية".

وأضاف: "إن قبل الطرف الآخر، الطرف الانقلابي، أن يخوض هذه التجربة وهي تجربة سيادية، فسيكون بإمكان الطائرات أن تأتي إلى عدن وتغادر إلى صنعاء أو الحديدة أو المطارات الأخرى (...) وتعود إليها من عدن وتغادر إلى الخارج".

واعتبر اليماني أنّ "هذه رؤية سيادية، نعتقد أنها تحمي مصالح الشعب اليمني وتدافع عن مصالح كل اليمنيين ولا تفرّق بين اليمنيين".

وواصل وفدا الحكومة والحوثيين محادثاتهما التي بدأت يوم الخميس، في ريمبو في السويد، برعاية الأمم المتحدة، في محاولة لإيجاد حل لنزاع أوقع أكثر من عشرة آلاف قتيل، ودفع 14 مليون شخص إلى حافة المجاعة. ومن المتوقع أن تستمر هذه المحادثات أسبوعاً.

ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء منذ عام 2014، فيما يسيطر تحالف عسكري بقيادة السعودية داعم للحكومة اليمنية، على أجواء اليمن. وتضرّر مطار صنعاء من جرّاء القصف، وهو مغلق منذ ثلاث سنوات بعد بداية التدخل العسكري للتحالف.


وفي ما يتعلّق بميناء الحديدة غرب البلاد، أكد اليماني ضرورة أن يكون الميناء تحت "سيادة" الحكومة اليمنية. وقال: "يجب أن يبقى الميناء جزءاً سيادياً وجزءاً من وظائف وزارة النقل اليمنية المسؤولة عن المنافذ والموانئ اليمنية". وأضاف: "إننا نقبل أن يدير الميناء عناصر الإدارة التي عملت في الميناء وفقاً لقوانين عام 2014"، أي قبل سيطرة الحوثيين عليه.

وتخضع الحديدة لسيطرة الحوثيين منذ 2014، وتحاول القوات الحكومية بدعم من التحالف العسكري بقيادة السعودية استعادة السيطرة عليها، منذ يونيو/ حزيران الماضي.

واشتدّت المواجهات في الشهر الماضي، ما أثار مخاوف الأمم المتحدة ومنظمات من حصول كارثة إنسانية في حال توقف ميناء المدينة عن العمل، الذي تمرّ عبره غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجهة إلى ملايين اليمنيين.

"غير جادّين"

إلى ذلك، اعتبرت العضو في وفد الحكومة اليمنية رنا غانم، يوم السبت، بحسب ما أوردت "فرانس برس"، أنّ الحوثيين "غير جادّين" في المفاوضات، وقالت للصحافيين: "دائماً التوقعات تأتي من خلال التجربة، ومن خلال التجربة سأقول لا. إنهم غير جادّين".

وغانم هي المرأة الوحيدة التي تشارك في المحادثات ضمن الوفدين. وأعربت عن أملها أن تؤدي هذه المحادثات "على الأقل إلى التخفيف من معاناة الشعب اليمني".


وانهارت جولة سابقة من محادثات السلام بين الحوثيين والحكومة اليمنية في 2016، بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق على تقاسم السلطة عقب 108 أيام من المفاوضات في الكويت.

وأكد وفد الحكومة اليمنية، ومتحدث باسم الحوثيين، ومبعوث الأمم المتحدة، في وقت سابق، أنّ هذه المحادثات لا تهدف إلى إيجاد حل سياسي للأزمة.

وأكدت غانم أنّ طرفي النزاع اليمني لم يلتقيا وجهاً لوجه حتى الآن، مع قيام موفد الأمم المتحدة مارتن غريفيث وفريقه بالتنقل بين الفريقين. لكنها أشارت إلى وجود أحاديث "غير رسمية" مع الحوثيين على هامش المفاوضات.