الاحتلال الإسرائيلي يحرّض ضدّ قرية كفركلا اللبنانية

الاحتلال الإسرائيلي يحرّض ضدّ قرية كفركلا اللبنانية

07 ديسمبر 2018
حرب نفسية على سكان القرية لمغادرتها (جلاء مرعي/فرانس برس)
+ الخط -
منذ أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات الحفر والكشف عن "أنفاق حزب الله الهجومية"، الثلاثاء الماضي، تكرر اسم قرية كفركلا اللبنانية مصحوبا بتحريض متواصل ضد سكانها، باعتبارها "القرية العدو" و"حاضنة الإرهاب لحزب الله" اللبناني. 

ورافق تداول اسم القرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، المصحوب بنعتها بأنها "القاعدة الأمامية لحزب الله"، محاولات جيش الاحتلال تركيز الحرب النفسية والدعاية ضد سكانها، من خلال إغراق هواتفهم برسائل مسجلة تحذرهم من البقاء في البلدة، وتدعوهم للخروج منها "حتى لا يكونوا دروعا بشريا لعناصر حزب الله". 

ويبدو أن لهذه الحرب النفسية طرفا آخر في المعادلة، إذ نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" وعنوانها الرئيس اليوم يسم القرية بأنها "قرية الإرهاب على الحدود". 

أما في تفاصيل التقرير المنشور على الصفحة الثانية، فأوردت الصحيفة تصويرا جويا للقرية من أعلى، لكنه مطعّم بإشارات ورموز تجد حلها في مفتاح القرية، يبين بما لا يدع مجالا للشك الهدف من التقرير، فهو يهدف على ما يتضح من مفتاح الخريطة، إلى تكريس قناعة في الجانب الإسرائيلي بأن كفركلا ليست سوى حاضنة لحزب الله، بشكل لا يترك مجالا أمام الجيش في انتقاء مواقع ضرباته القادمة في حال تصعيد عسكري، بما يوحي بأنها ستكون كلها مستباحة، أو "هدفا شرعيا". 

ووفق الرموز الكثيرة التي نشرتها الصحيفة وركبتها فوق أحياء واضحة في كفركلا، يمكن لكل مواطن من سكانها أن يحدد الحارة أو الكتلة السكنية المقصودة، ترسم الصحيفة صورة للقرية وكأنها قاعدة عسكرية، عسكريوها أكثر من مدنييها، وبالتالي فإن "أي ضربات قادمة تقع فيها وتوقع ضحايا مدنيين هي ضربات لا مفر منها، لأنه لا يمكن في ظل هذا الازدحام (الذي تشي فيه الصورة المركبة) تحديد مسار الضربات".

ووفقا لخريطة "المواقع" المختلفة المركبة على الصورة الجوية، يمكن أن يعدّ القارئ الإسرائيلي مثلا 17 مخزنا للسلاح، و11 موقعا يرابط فيه مقاتلون للحزب، و9 نقاط رصد ومراقبة استخباراتية، و3 مراكز قيادة فوق الأرض، مع 6 مراكز قيادة تحت الأرض. 

وتهدف الخريطة المركبة على الصورة الجوية للقرية إلى إقناع الإسرائيليين بأن القرية هي في واقع الحال "قاعدة عسكرية خطيرة يصعب التمييز فيها بين المدني والعسكري". 

إلى ذلك، لا يستبعد أن يكون الهدف من نشر الصورة مع خريطة المواقع المختلفة المركبة عليها تعزيز الحرب النفسية والدعائية التي ترافق العمليات الإسرائيلية في حفر وكشف أنفاق حزب الله، في مسعى إسرائيلي لدق أسافين أو ممارسة الضغوط على سكان القرية، وذلك بموازاة استخدامها في الحملة الإعلامية والحرب الدعائية التي تقوم بها دولة الاحتلال لتبرير عمليات الحفر واستدعاء قوات كبيرة، بما في ذلك من سلاح الجو والبحرية، وإعلان حالة تأهب على الحدود. 

وبعد استعراض التقرير مجددا لما يسمى بخطط حزب الله لـ"احتلال الجليل"، مع التأكيد أن الحزب أعدّ خططا منفردة لاحتلال مستوطنات إسرائيلية حدودية مختلفة، كل على انفراد، عبر ضخ مئات المقاتلين من عناصره ومن عناصر مليشيات إيرانية، عبر هذه الأنفاق في حال عدم إبطال مفعولها، يقول المراسل العسكري للصحيفة، يوسي يهشواع، إن السؤال المطروح الآن هو: "هل ستبادر إسرائيل لمهاجمة وضرب هذه الأهداف أم ستنتظر؟".

وأضاف يهشواع: "من الواضح أنه في ظل وجود كل هذه الأسلحة في بيئة ومنطقة سكنية مدنية، فإن الهجمات الإسرائيلية في حال شنها ستطاول مدنيين كثرا". 

ووفقا لتصريحات المستوى السياسي الإسرائيلي، فإن "سياسة ضبط النفس المعهودة (يدعي يهوشواع أن الاحتلال امتنع خلال عدوان تموز 2006 عن استهداف المواقع المدنية) من حرب لبنان الثانية لن تتكرر هذه المرة، كما أن من شأن إسرائيل العمل دون الانصياع لقيود القانون الدولي".