توقعات إسرائيلية باستمرار عملية "درع الشمال" شهوراً

توقعات إسرائيلية باستمرار "درع الشمال" شهوراً... واستبعاد مواجهة شاملة مع "حزب الله"

06 ديسمبر 2018
استبعاد مغامرة إسرائيل بمواجهة شاملة مع "حزب الله"(حسين بيضون)
+ الخط -
في الوقت الذي وجه فيه المزيد من الأوساط الإسرائيلية انتقادات للجيش ولحكومة بنيامين نتنياهو في أعقاب الكشف عن النفق على الحدود مع لبنان، زعمت محافل عسكرية إسرائيلية أن منظومة "الأنفاق" التي يحفرها "حزب الله" على طول الحدود تهدف إلى تمكين مقاتليه من التسلل والسيطرة على مستوطنات متاخمة للحدود، واستخدامها في تسهيل عمليات خطف لجنود ومستوطنين.

ونقلت قناة التلفزة العاشرة عن مصادر لها أنه حسب مخططات "حزب الله"، فإن عناصره الذين سيتمكنون من التسلل عبر الأنفاق سيعمدون في المرحلة الأولى إلى السيطرة على مستوطنة "المطلة" المتاخمة للحدود وفصلها عن شارع "90"، الذي يربط المنطقة بباقي مناطق إسرائيل.

وحسب المصادر، فإن استخدام الأنفاق كان يفترض أن يمثل الوسيلة التي يبدأ بها "حزب الله" عملياته الهجومية ضد العمق الإسرائيلي في أية مواجهات قادمة، مشيرة إلى أن شبكة الأنفاق كان يفترض أن تستخدم أيضا لتوفير الإمدادات لقوات الحزب التي تعمل في العمق الإسرائيلي.

وقدرت المصادر أن تستمر عملية "درع الشمال" شهورا طويلة بسبب تعقيدات البحث عن الأنفاق في المنطقة والأحوال الجوية التي ستسود في الشتاء، إلى جانب استناد عمليات البحث إلى تقديرات استخبارية عامة وليس بناء على معلومات دقيقة.

وفي السياق، استبعد مصدر عسكري إسرائيلي انفجار مواجهة شاملة مع "حزب الله" في أعقاب بدء عملية "الدرع الشمالي".

ونقلت "شبكة الأخبار" التابعة لقناة التلفزة الإسرائيلية الثانية الليلة الماضية عن المصدر قوله إن حزب الله "يتريث ويتجنب الرد لأنه معني بالتعرف على طابع المعلومات الاستخبارية التي بحوزة إسرائيل والمتعلقة بأنفاقه".

ورجح المصدر ألا يتجاوز عدد أنفاق "حزب الله" التي تجاوزت الحدود العشرة.

تحرك بالمحافل الدولية

من جانبها، قالت قناة التلفزة الرسمية "كان" إن إسرائيل "مستندة إلى دعم أميركي، تحاول استغلال الكشف عن النفق على الحدود مع لبنان في تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن لا يدين فقط شبكة أنفاق الحزب "الهجومية" بل أيضا مصانع إنتاج الصواريخ الدقيقة في بيروت ومحيطها".

وأشارت إلى أن بنيامين نتنياهو شرع في اتصالات مع عدد من قادة دول العالم بإطلاعهم على أنشطة "حزب الله" ومطالبتهم بدعم إسرائيل بتحركاتها ضد الحزب في المحافل الدولية.

وحسب القناة، فقد طالب نتنياهو الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس باتخاذ إجراءات عقابية ضد "حزب الله" بزعم أن حفر الأنفاق "يمثل دليلا على خرق قرار مجلس الأمن 1701، الذي على أساسه تم إنهاء حرب لبنان 2006".

إلى ذلك، قال يوآف ليمور، المعلق العسكري لصحيفة "يسرائيل هيوم"، أوسع الصحف الإسرائيلية انتشارا، إن إسرائيل ستتجنب تجاوز الحدود والعمل ضد الأنفاق داخل الحدود اللبنانية في حال اعتقدت أن "حزب الله" سيقوم بالرد.

وفي مقال نشرته الصحيفة اليوم الخميس، أوضح ليمور أن إسرائيل غير معنية بمواجهة مع "حزب الله"، وبالتالي فهي لن تخاطر بالعمل داخل لبنان.

انتقادات لاذعة

وفي سياق متصل، وجهت قيادات سياسية وعسكرية في الاحتياط انتقادات لاذعة للجيش والحكومة الإسرائيلية في أعقاب الكشف عن نفق "حزب الله".

وقال البرفسور يحزيكل درور، الذي يعد من كبار المفكرين الاستراتيجيين وعضو لجنة "فينوغراد"، التي حققت في مظاهر القصور خلال حرب لبنان الثانية إن تجرؤ "حزب الله" على بناء نفق داخل حدود إسرائيل يستدعي الرد بشن حرب.

وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "معاريف" ونشرتها اليوم، أوضح درور أن سلوك حزب الله "يدل على تهاوي قوة الردع الإسرائيلية بشكل كبير"، مشيرا إلى أن "الردع يتحقق عندما يكون الطرف الآخر على يقين بأنه سيدفع ثمنا في حال أقدم على أي سلوك هجومي ضدك".

وأضاف: "لقد كرسنا انطباعا لدى أعدائنا أنه بإمكانهم أن يهاجمونا بالصواريخ دون أن يدفعوا الثمن المطلوب، فإطلاق الصواريخ والبالونات الحارقة هو مسوغ لشن حرب"، حسب قوله.

وأردف قائلا: "تخيلوا لو تعرضنا لهجمات صاروخية منسقة من الشمال والجنوب ومن إيران، بحيث تستهدف هذه الصواريخ الكنيست، بيت رئيس الوزراء ومنزل رئيس الأركان".

أما نائب رئيس الكنيست السابق موشيه فايغلين، القيادي السابق في حزب الليكود الحاكم، فقال إن "انشغال إسرائيل بالبحث عن الأنفاق يدل على خوفها من تبعات المواجهة مع "حزب الله"".

وفي مقال نشرته صحيفة "هارتس" اليوم، كتب فايغلين: إن "من يخشى محاربة العدو يحارب الأنفاق"، وفق تعبيره.

في سياق مواز، انتقد إيلي من مئير، القائد السابق للواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" إقدام الجيش على المبالغة في عرض "عملية درع الشمال".

وفي مقابلة نشرتها معه صحيفة "يديعوت أحرنوت"، لفت عمير إلى أن العملية دفاعية وتتم داخل الأراضي الإسرائيلية، مشددا على أن ترسانة "حزب الله" الصاروخية "هي التهديد الأبرز على أمن إسرائيل وليست الأنفاق التي يبنيها الحزب".

المساهمون